الأحد، 2 أبريل 2017

"الديناصور الصغير"قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



الديناصور الصغير
بقلم : طلال حسن 
   1 
ــــــــــ
    اندس الديناصور الصغير في أحضان أمه ، وقال بصوت هامس : ماما ..
وتحسسته أمه بيديها ، وقالت دون أن تفتح عينيها : يداك وساقاك باردتان .
وتابع الديناصور الصغير قائلا : يبدو أن جدي كان على حق ، يا ماما .
وفتحت الديناصورة ام عينيها ، وقالت لابد أنك خرجت من الوكر ، أثناء نومي .
ومرة أخرى ، تابع الديناصور الصغير قائلا : غابة الديناصورات العملاقة موجودة حقيقة .
واعتدلت الديناصورة ام ، وقالت : جدك كان خرفا .
فنهض الديناصور الصغير ، وقال :  لقد رأيته ، الديناصور العملاق .
وقالت الديناصورة ام : ما تراه في المنام ، ليس حقيقة ، إنه حلم .
فقال الديناصور الصغير : لم أره في المنام ، وإنما قرب ارض الموحلة ، يأكل العشب .
وتوقفت الديناصورة ام ، قرب مدخل الوكر ، وقالت : لقد جننتَ ، ابق في الوكر ، حتى أعود ، وسآتيك ببعض الطعام من الغابة .

   2
ـــــــــــ
    خلال مشيها نحو المرج المعشب ، والعديد من الديناصورات تسير حولها ، كانت مستغرقة بالتفكير بصغيرها .
وفكرت أن هذا المجنون ، الذي أخذ الشيء الكثير من جده ، يزداد جنونا ، ووصل به الجنون هذه المرة ، أن يخلط بين الحلم والحقيقة ، فيقول بأنه رأى ما تحدث عنه جده ، رأى ديناصورا عملاقا.
وانتبهت الديناصورة ام إلى الديناصورة جارتها ، تقترب منها ، وتقول لها  : طاب يومك ، يا جارتي .
والتفتت إليها ، دون أن تتوقف ، وردت قائلة : أهلا ومرحبا .
ثم أشارت إلى من حولها ، وقالت : أراهم مهمومين ، عمّ يتحدثون ؟
فردت الجارة قائلة : إنهم يتحدثون عما سمعوه في الليلة الماضية .
وتراءى لها صغيرها ، فتساءلت : ماذا سمعوا في الليلة  الماضية ؟
فقالت الجارة : سمعوا ما يشبه صوت ديناصور ، ولكنه ليس من نوعنا ، وبدا وكأنه ديناصور عملاق .
وتراءى لها صغيرها ثانية ، فقالت : هذا وهم .
فقالت الجارة : أنا أيضا سمعته ، وكان فعلا وكأنه صوت ديناصور عملاق .
وتوقفت الديناصورة ام ، ثم استدارت ، وقفلت عائدة إلى الوكر .
وصاحت جارتها ، دون أن تتوقف : المرج قريب ، إلى أين ؟
ودخلت الديناصورة الأم إلى الوكر ، لتطمئن على صغيرها ، وتتحدث إليه عما قاله ، لكن الديناصور الصغير لم يكن موجودا في الوكر ، وتوقفت  متسائلة : ترى أين ذهب ، هذا المجنون ؟

   3
ــــــــــ
عمّ الخوف والقلق الجميع ، حتى ملك الديناصورات نفسه ، كان قلقا ومنهمكا ذلك الصباح ، يذرع الوكر ذهابا وإيابا وزوجته الديناصورة تراقبه .
وتوقف الملك ، وقال لزوجته الديناصورة : أقول لك ، لقد سمعته بنفسي .
فقالت الديناصورة :  وأقول لك ، هذا وهم .
فقال الملك بشيء من الضيق : لم أسمعه وحدي ، لقد سمعه الكثيرون .
وقالت الملكة : إنهم مثلك واهمون .
وأقبل أحد مرافقي الملك مسرعا ، وقال : مولاي ، في المدخل ديناصور صغير ، يقول أنه رأى ديناصورا عملاً عملاقا .
وأسرع الملك إلى المدخل ، وهو يقول : تعال معي ، يجب أن أرى هذا الديناصور .
وهزت الديناصورة رأسها ، وقالت : إنه يصدق الصغار هذه المرة .
وعند المدخل ، توقف الملك متسائلا: أين هذا الديناصور الصغير ؟
فتقدم الديناصور الصغير منه ، وقال : مولاي ..
فانحنى الملك عليه ، وسأله : حدثني ماذا رأيت ؟
فقال الديناصور الصغير : خرجت من الوكر ، قبل شروق الشمس ، فقد سمعت صوتا في الليل ، ورأيته .. الديناصور العملاق .. يأكل العشب في مرج ، قرب ارض الموحلة .
فقال الملك :  خذني إليه .

   4
ــــــــــ
    وصلوا المرج ، يتقدمهم الديناصور الصغير ، والملك وزوجته ، ومن ورائهم عشرات الديناصورات ، وتوقف الديناصور الصغير وسط المرج ، وإلى جانبه توقف الملك وزوجته ، وتلفت الديناصور الصغير حائرا ، فمال الملك عليه ، وقال : أين الديناصور العملاق؟
ورد الديناصور الصغير ، وهو ما يزال يتلفت حائرا : مولاي ، رأيته هنا .
وهزت زوجة الملك رأسها ، وقالت : بدأنا نصدق الصغار .
فقال الملك منزعجا : لقد سمعته أنا نفسي ، كما سمعه الكثيرون .
فقالت زوجة الملك ، وهي تتأهب للسير : لقد رأيت بنفسك ، هذا كله وهم ، لنعد إلى الوكر .
واستدار الملك محبطا ، وقبل أن يخطو في طريق العودة ، سمع أحد الديناصورات يصيح : مولاي .. مولاي ..
وتوقف الملك متسائلا : ما امر ؟
ورد أحد مرافقيه : ديناصور رأى شيئا غريبا في ارض الموحلة .
وأسرع الملك  ، ومن ورائه زوجته ، والديناصور الصغير ، وعشرات الديناصورات ، إلى حيث يقف ذلك الديناصور ، ورأوا ما أذهلهم ، رأوا على ارض الموحلة ، آثار أقدام عملاقة ، فقال الديناصور الصغير :  مولاي .
فقال الملك : إنها آثار أقدام عملاق فعلا ، لابد أنه قدم من .. غابة الديناصورات العملاقة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق