الخميس، 20 أبريل 2017

"البيضة المسروقة" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



البيضة  المسروقة
   بقلم: طلال حسن

     1
ــــــــــــــ
    فرحتْ الديناصورة سيتجوصوراس فرحا شديدا ، حين وضعتْ البيضة أخيراً ، كيف وهي بيضتها الأولى ؟ وفي كل يوم ، ولساعات طويلة ، تجلس قبالة البيضة في العش ، وكم تراءى لها ، أن قشر البيضة يتشقق ، وتفقس ، ويخرج منها ديناصور ، يحمل ملامحها ، وما إن يراها حتى يصيح : ماما .
لكن فرحتها هذه لم تدم طويلاً ، إذ فوجئت ذات أمسية ، حين عودتها إلى الوكر ، بعد أن تجولت طويلاً في الغابة ، باختفاء البيضة من العش .
صرخت ، بكت ، ولولت : بيضتي .
لكن فائدة ، لقد اختفت البيضة ، ونصحتها ديناصورة عجوز قائلة : اذهبي إلى الملك .
وفغرت فاها الكبير ، وقالت : الملك !
فردت الديناصورة العجوز : نعم الملك تي ـ ركس ، انه .. الملك .
ومضت الديناصورة إلى الملك تي ـ ركس ، وكان يقف بباب وكره ، بجسمه الضخم ، وفمه الكبير المليء بأسنان كالخناجر ، وتوقفت على مسافة آمنة منه ، وقالت : موي الملك .
فنظر إليها تي ـ ركس مقطبا ، دون أن يتفوه بكلمة ، فتابعت الديناصورة قائلة بصوت باكٍ : بيضتي ، اولى والوحيدة ، سُرقت من العش .
وذ الملك تي ـ ركس بالصمت لحظة ، ثم قال : عودي إلى وكركِ ، واطمئني ، سأعيد إليك بيضتك .
عادت الديناصورة إلى وكرها دون أن تتوقف دموعها ، وجلست في وكرها تنتظر ، تحلم أن يحقق الملك تي ـ ركس ، القادر على كل شيء في الغابة ، أمنيتها ، ويعيد إليها البيضة المفقودة .

         2  
ــــــــــ
    في صباح اليوم التالي لم تخرج الديناصورة من الوكر ، ظلت تدور قلقة في داخله ، أو تقف بالمدخل متطلعة إلى بعيد ، لعل الملك تي ـ ركس يأتيها ، كما وعدها ببيضتها المسروقة .
وقبيل منتصف النهار ، جاءت ديناصورة من نوعها ، تحمل بيضة قدمتها لها ، وقالت : هذه بيضتك ، أرسلها لكِ الملك تي ـ ركس .
وأخذت الديناصورة البيضة متلهفة ، فرحة ، وهي تقول : شكرا للملك تي ـ ركس ، لقد أعاد لي حياتي .
ووضعت البيضة في العش ، دون أن تدقق فيها ، أو تفكر ما إذا كانت بيضتها أم ، حقا إن رأسها صغير ، ومخها أيضاً صغير .
وخوفا من أن تسرق البيضة ثانية ، فقد حرصت أن تبتعد كثيرا عن الوكر ، حتى إذا ألحّ عليها الجوع ، تخرج لفترة قصيرة ، ولا تبتعد عن الوكر ، مهما كان العشب قليلاً أو رديئا .
وعادت إليها أحلامها اولى ، بأن تفقس هذه البيضة الوحيدة ، ويخرج منها ديناصور صغير ، يحمل ملامحها المميزة ، وحتى رأسها الصغير ، وما إن يخرج من البيضة ، وحتى قبل أن يصيح ماما ، ستأخذه بين يديها وتدلله قائلة : بني .. بني .
وذات ليلة وقد غفت ، بعد أن ظلت ساهرة كعادتها كل ليلة ، سمعت ما يشبه الوصوصة ، يا للحلم ، انه منام ، وما أروعه من منام ، لكن الوصوصة استمرت بل ارتفعت ، ففتحت الديناصورة عينيها ورأت البيضة قد تشققت ، وخرج منها ديناصور صغير ، اتجه نحوها مغمغما ، شاكيا : ماما .. ماما .


   3
ـــــــــ

 ما إن اطل الفجر ، وحتى قبل أن تشرق الشمس ، أخذت الديناصورة ، الصغير بين يديها وخرجت من الوكر ، وراحت تتمعن فيه جيدا .
ولأنها أم ، ون رأسها صغير جدا ، فإنها لم تلتفت إلى ملامحه جيدا ، بل لقد رأته على صورتها تقريبا ، صحيح انه صغير جدا ، وصحيح إن عينيه كبيرتان بعكس عينيها ، وصحيح إن ظهره خال من الزوائد ، وصحيح ..
مهما يكن فهو صغيرها ، صغيرها هي ، ويكفيها انه يصيح بين فترة وأخرى : ماما .
ومع الأيام ، ومع ما توفر له من طعام ورعاية ، بدأ الديناصور الصغير يكبر ، ويقوى ، وراحت تخرج به أحيانا من الوكر ، فيركض أمامها أو يتقافز فرحا حولها ، وكانت تعجب وتفرح لسرعته في الحركة ، وكانت تقول له : أنت ستكون أسرع ديناصور في الغابة ، وأنت غزال الديناصورات .
وبدأ الديناصور الصغير يلاحظ ، أن أمه تختلف عنه ، وانه يختلف عن الصغار من نوع أمه ، فهو صغير الجسم بعكسهم جميعا .
وذات أمسية ، وكانا يرعيان قرب الجدول ، توقفت أمه وقالت : بني ، لنعد إلى الوكر ، ستغيب الشمس ، ويخيم الظلام على الغابة .
وقال الديناصور الصغير : لا عليكِ ، ليخيم الظلام ، إنني أرى حتى في الليل .
وضحكت أمه ، فصغيرها ذكي ، ذكي جدا ، وهو يحب المزاح ، وفعلاً غابت الشمس ، وزحف الظلام حتى خيم على الغابة .
وتلفتت ام حولها ، وقالت : لو ظهر القمر ان ، لعدنا بسهولة إلى الوكر .
فتقدم الديناصور الصغير منها ، وامسك يدها ، وقال : أنا قمرك ، تعالي معي ، وسأقودك كما لو كنا في النهار إلى الوكر .

   4
ـــــــــــ
    رغم رأسها الصغير ، تبدو الديناصورة أحيانا ، مستغربة مما تلاحظه على الديناصور الصغير، وما يقوم به من أفعال .
فأكثر من مرة ، حضت أنه عندما يرى الغزن أو الأرانب ، يتوقف مندهشا ، وكأن في أعماقه تعتمل مشاعر يفهمها ، لكنه سرعان ما يسير إلى جانبها ، وأثار لقائه بها ما زالت بادية عليه .
وفي هذا اليوم ، وهما يعودان عصراً إلى الوكر ، وقد آكل كل منهما الكثير من الأعشاب حد التخمة ، رأيا بقايا فريسة مرمية بين الأعشاب .
وتوقف الديناصور الصغير ، واقترب من بقايا الفريسة ، وحدق فيها مليا ، ثم تشمم رائحتها ، ويبدو انها ـ لسبب ما ـ  أعجبته ، فانحنى ولمسها بشفتيه .
وتوقفت الديناصورة ذات الرأس الصغير وقد حضت أن الديناصور الصغير قد تخلف عنها ، والتفتت إلى الوراء ، وبدت مصدومة وقد اتسعت عيناها ، رأت الديناصور الصغير يمد لسانه ، ويتذوق لحم الفريسة ، وقد بدا الإرتياح عليه ، فصاحت به : بني ..
وتوقف الديناصور الصغير ، وتراجع إلى الوراء ، فقالت بحزم : تعال .
وأسرع الديناصور الصغير  ، ولحق بالديناصورة ذات الرأس الصغير ، فقالت مؤنبة : أنت مثلي ديناصور نباتي ، ماذا كنت تفعل ؟
فرد الديناصور الصغير : تشممتها فقط .
وسارت الديناصورة ذات الرأس الصغير ، وسار الديناصور الصغير إلى جانبها ، فقالت : هذا طعام المتوحشين ، إياك أن تقربه ثانية .

   5
ــــــــــ
    في تلك الليلة ، وبعد أن استغرقت الديناصورة في نوم عميق ، تسلل الديناصور من الوكر، متجو بين اشجار القريبة ، دون أن يجد صعوبة في رؤية ما حوله ، فعيناه الكبيرتان بعكس عيني الديناصورة ذات الرأس الصغير ، تمكنه من الرؤية بسهولة في الظلام كالبوم والخفاش .
ولمح من بعيد الديناصورة العجوز تجلس بباب وكرها فاقترب منها وحياها قائلاً : طاب مساؤك .
وحدق الديناصورة العجوز فيه ، وعرفته رغم العتمة التي تضيؤها النجوم ، وقالت آه بني .
وقال الديناصور : أنت لم تنامي حتى ان يا جدة .
وابتسمت الديناصورة العجوز ، وقالت : أنا ديناصورة عجوز ، وقلما أنام .
واقترب الديناصور منها ، محدقاً فيها ملياً ، وقال : أنت تشبهين ماما تماما.
وتطلعت الديناصورة العجوز إليه ، وقالت مبتسمة : هذا أمر طبيعي ، يا بنيّ ، فنحن من نوعية واحدة من الديناصورات .
فقال الديناصور : لكني أنا  أشبه ماما .
فقالت الديناصورة العجوز : هذا لأنها ليست أمك الحقيقية ، أنت من نوع ترودون ، وهي من نوع سيتيجوصوراس .
فغر الديناصور الصغير فاه مذهولاً ، وقال: ماذا تقولين ، يا جدة ؟
فقالت الديناصورة العجوز : لقد سُرقت بيضة الديناصورة ، وكانت بيضتها اولى ، وعرضت امر على الملك تي ـ ركس ، فأرسل لها بيضة ، ويبدو أنها لم تكن  بيضتها ، وبيضة ديناصورة من نوعها ، فجئت أنت من تلك البيضة .
وذ الديناصور الصغير بالصمت وقد بدا حزينا متأثرا ، فقالت الديناصورة العجوز : لكن الحق يقال ، وأنت تعرف هذا ، لقد رعتك كما لو كانت أمك الحقيقية .
وتراجع الديناصور الصغير ، وقال بصوت دامع : أشكرك ، يا جدة ، طابت ليلتك .
واستدار الديناصور الصغير ، ومضى نحو الوكر حزيناً مفكراً ، فقالت له الديناصورة العجوز : رافقتك السلامة ، يا بني .

   6
ـــــــــ
    سارا صامتين في اليوم التالي ، وهما في طريقهما إلى المروج ، ليأكلا ما كانا يأكلانه كل يوم ، من العشب الذي تجده الديناصورة لذيذا جدا ، وكذلك الديناصور الصغير ، وان كان يحس بفراغ غريب في طبيعة الغذاء الذي يتناوله .
وتوقفت الديناصورة عند مرج معشب بين اشجار ، والتفتت إلى الديناصور الصغير ، وقالت : هذا عشب جيد ، ما رأيك ؟
فرد الديناصور الصغير ، وهو يتوقف على مقرب منها : كما تشائين .
فأحنت الديناصورة رأسها الصغير ، وأخذت تقضم اعشاب الندية اللذيذة ، وقالت : فلنأكل هنا قليلاً ، ثم ننتقل إلى مكان آخر .
وأحنى الديناصور الصغير رأسه ، واخذ يقضم اعشاب بدون شهية ، وانتبه بعد حين إلى ديناصور يتطلع إليه من بين اشجار ، فدقق فيه النظر مذهولاً ، انه هزيل ، صغير الجسم ، عيناه كبيرتان مثل عينيه ، آه انه ديناصور من نوعه تماماً  ، وهذه أول مرة يرى ديناصورا من هذا النوع .
وأشار له الديناصور أن تعال ، فالتفت إلى الديناصورة ذات الرأس الصغير ورآها منهمكة كعادتها في قضم العشب ، فتسلل بهدوء ، ومضى مسرعاً نحو الديناصور الذي يشبهه تماما .
وقال الديناصور الغريب : أراك ترعى مع هذه الديناصورة .
فرد الديناصور الصغير قائلا :  لأنها ماما .
فقال الديناصور الغريب : أنت تسخر مني ، هذه الديناصورة ليست من نوعنا.
وصمت لحظة وقال : تعال نرعى أنا وأنت فقط ، فقد نجد شيئا دسما نأكله .
وذ الديناصور الصغير بالصمت ، فهو لم يفهم ماذا يعني هذا الديناصور بكلمة دسم ، ثم قال : ليس اليوم ، تعال غدا ، وسنذهب حيث تريد .
وانطلق الديناصور الغريب مسرعا ، وهو يقول : حسن سأنتظرك غدا .

  7
ـــــــــ
    تعمد الديناصور الصغير أن يأتي مع الديناصورة ذات الرأس الصغير إلى نفس المرج ، الذي رأى بين أشجاره الديناصور الذي من نوعه .
كما تعمد ، أن يبتعد عن الديناصورة ، ذات الرأس الصغير ، ويقف على مقربة من اشجار ، التي رأى فيها ذلك الديناصور صباح البارحة .
وعند الضحى ، برز الديناصور الغريب من بين اشجار ، ولوح للديناصور الصغير ، ثم أشار له خفية أن تعال .
والتفت الديناصور الصغير إلى الديناصورة ، ذات الرأس الصغير ، فرآها منهمكة في قضم اعشاب ، فتسلل بسرعة إلى الديناصور الغريب ، وقال له بصوت خافت : لنلهُ في الجوار .
فقال الديناصور الغريب : كلا لقد اصطدت غزالا ، وخبأته بين اعشاب ، تعال لنتمتع بأكله معا .
لكن الديناصور الصغير لم يتحرك من مكانه ، وقال مترددا : نأكل غزالا ! ماذا تقول ؟ إنني لم آكل غير العشب حتى ان .
فدفعه الديناصور الصغير برفق ، وقال : وستبقى تأكل العشب حتى النهاية ، إذا بقيت مع تلك الديناصورة العشبية ، صغيرة الرأس والدماغ  .
والتفت الديناصور الصغير ، إلى الديناصورة ذات الرأس الصغير ، وشعر رغم كل شيء ، أنه يحبها ، ولا يريد الافتراق عنها ، فدفعه الديناصور الغريب ثانية ، وقال : تعال ، جرب الغزال ، وستعرف الحقيقة .
فقال الديناصور الصغير ، وهو يسير وراء الديناصور الغريب : فلنجرب ، هيا .

  8
ـــــــ
    عند منتصف النهار ، توقفت الديناصورة عن قضم اعشاب ، ورفعت رأسها تتفقد الديناصور الصغير ، وتلفتت حولها مستغربة ، لا أثر له في أي مكان .
ونادته : بنيّ .
لكنه لم يرد عليها ، وكيف يرد وهو لم يسمعها ، فصاحت ثانية بصوت أعلى : بني .. بني .
وداخلها شيء من القلق ، حين لم يرد عليها ، وفكرت ، رغم رأسها الصغير ، هذه ليست عادته ، ترى أين يمكن أن يكون قد ذهب ؟  الوكر ؟ الجدول ؟ لم يذهب من قبل إلى الجدول إلا وأنا معه .
وتناهت إليها حركة ، وهمهمة من وراء اشجار ، فتقدمت ببطء ، وحاولت أن تخفف من وطء أقدامها الثقيلة ، وتوقفت وراء إحدى اشجار ، وأزاحت بعض اغصان ، ونظرت إلى مصدر الصوت ، و .. وكاد يغمى عليها .
رأت الديناصور الصغير ، ينهش بقايا غزال مع ديناصور من نوعه ، كأيّ ديناصور متوحش قاتل ، سفاك للدماء ، معروفة في الغابة .
وبدون إرادتها شهقت شهقة قوية ، فرفع الديناصور الصغير رأسه ، وجمد إذ رأى الديناصورة ، ذات الرأس الصغير ، تنظر إليه ، وقد اتسعت عيناها الصغيرتان دهشة ورعباً ، فصاح بصورة لا إرادية : ماما .
وانسحبت الديناصورة ، ومضت مبتعدة وهي تقول : لست أمك ، أنت وحش ، وحش ، وحش .

   9
ـــــــــــ
    حام الديناصور الصغير حول الوكر ، منذ المساء ، لكنه لم يجرؤ على الدخول ، فالديناصورة غاضبة بشدة منه ، وهي تعتبره وحشا ، فماذا يقول لها ؟
ووجد نفسه يتجه إلى وكر الديناصورة العجوز ، ورآها تجلس في نفس المكان ، الذي كانت تجلس فيه ليلة البارحة ، وما إن رأته يقبل عليها محبطا ، وحزينا ، حتى قالت له : تعال ، أراك اليوم مهموما .
وتوقف على مقربة منها ، وقال : ماما غاضبة مني .
وحدقت الديناصورة العجوز فيه ، وقالت :  أنت تعرفها جيداً ، وأنا أعرفها أيضاً ، إنها ديناصورة طيبة ، فما الذي أغضبها منك ؟
فقال الديناصور الصغير بصوت حزين مذنب : رأتني آكل لحم غزال .
ولاذت الديناصورة بالصمت لحظة ، ثم قالت : عليها أن تعرف ، أن هذا حقك ، فأنت ديناصور عشبي ولحمي ، وأنا وهي من الديناصورات العشبية ، وهناك ديناصورات لحمية فقط ، ليس من حقنا أن نلوم أحداً على ممارسته لحقوقه .
وصمت مرة أخرى ، ثم قالت : اذهب ، يا بني ، وعش حياتك على ما أنت عليه ، إنها تحبك وستفهم هذا يوما ما ، فقط أعطها فرصة .
وتطلع الديناصور الصغير إليها ، ثم قال : أشكرك ، تصبحين على خير .
واستدار ، ومضى مبتعدا ، فقالت الديناصورة العجوز : رافقتك السلامة ، يا بني .

ملاحظة
ـــــــــــــ
سيتجوصوراس : ديناصور يتميز بالصفائح العظمية
          على ظهره ، والأشواك على ظهره ، وهو حيوان
          عشبي ، يصل طوله " 12 " متراً ، ووزنه
          حوالي " 5 " أطنان ، له رأس صغير مقارنة
          بجسمه الضخم ، ومخه صغير جداً ، لا يزيد عن
          مخ كلب .

ترودون : ديناصور يشبه الطيور ، خاصة بذراعيه
          الصغيرتين ، طوله أقل من " 3 " أمتار ،
          انقرض منذ أكثر من " 65 " سنة ، سريع
          الحركة ، يفضل الحياة الليلية ، وهو حيوان
          مفترس ، صياد ، يأكل اللحوم والنباتات على
          السواء .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق