الثلاثاء، 28 مارس 2017

"الملك القزم وتي ـ ركس" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



الملك القزم وتي ـ ركس
طلال حسن
    1
ـــــــــــ
   شكتْ بعض الديناصورات القزمة ، التي هربت من غابتها ، بسبب الكلاب الوحشية ، ولجأت إلى هذه الغابة ، من بعض الحيوانات الضارية ، وفي مقدمتها الذئاب ،
وذهب اثنان منهم إلى ملكهم ، وقال له الأول : نحن نعاني هنا من الذئاب الشرسة ، بقدر ما كنا نعاني في غابتنا من الكلاب الوحشية .
وأضاف الثاني : وربما أكثر ، يجب أن تجد لنا حلاً ،    فأنت ملكنا .
ولاذ ملك الديناصورات القزمة بالصمت لحظة ، ثم قال : إنني أعرف معاناتكم ، لكن وكما ترون ، استطيع أن أفعل شيئا .
فقال الأول : موي ، أنت تكلمت مع ملك الديناصورات في هذه الغابة الملك تي ـ ركس ، الذي سمح لنا بالبقاء في الغابة ، ومن واجبه أن يحمينا .
وأضاف الثاني : ليتك تذهب إليه ، يا موي ، وتعرض عليه الأمر ، لعله يجد لنا حلاً ، وإلا أبدنا .
وطامن الملك رأسه يائسا ، وقال متردداً : سأذهب إلى الملك تي ـ  ركس ، وأعرض عليه الأمر  .

   2
ـــــــــــــ     
    في نفس اليوم ، بعد منتصف النهار ، ذهب ملك الديناصورات القزمة ، لمقابلة ملك الديناصورات تي ـ ركس ، ودخل عليه الوكر ، بعد أن أستأذن ، فانحنى أمام الملك تي ـ ركس ، وقال : موي .
فرد عليه الملك تي ـ ركس : أهلا بملك الديناصورات القزمة ، أهلاً ومرحباً .
ورفع ملك الديناصورات القزمة إليه ، وقال : جئتك شاكياً ، يا موي .
فقال الملك تي ـ ركس : هذا أمر غريب ، فنحن سكان هذه الغابة عادة لا نشكو .
فقال ملك الديناصورات القزمة : هربنا من غابتنا ، بعد أن كادت الكلاب الوحشية تبيدنا ، وها نحن هنا نتعرض للإبادة من ضوار مختلفة ، في مقدمتها الذئاب .
ونظر الملك تي ـ ركس إليه ، وقال : أنتَ ملك ، وتعرف ، نحن في غابة .
وصمت لحظة ، ثم قال : الجميع هنا من حقهم أن يعيشوا ، ولكي يعيشوا لابدّ أن يأكلوا .
وقال ملك الديناصورات القزمة : لكن يا موي ، نكاد نفنى ، نريد تدخلك .
فقاطعه الملك تي ـ ركس قائلا : في هذه الغابة ، ديناصورات تأكل الأعشاب ، وتأكل بقدر ما تشاء ، هذا حقها ، وفيها أيضا ديناصورات وكائنات أخرى ، لا تأكل  غير اللحوم ، هل أقول لهم تأكلوا اللحوم ؟ هذا ليس من حقي ، صحيح إنني ملك ، لكن عليّ أن أحافظ على حقوق الآخرين .
وصمت الملك تي ـ ركس ، وأشاح برأسه الضخم فاستدار ملك الديناصورات القزمة وغادر الوكر حزينا ، محبطا .

      3
   ـــــــ
    انتظرت زوجة الديناصور ، زوجة ملك الديناصورات القزمة ، عودة زوجها الملك من وكر ملك الديناصورات تي ـ ركس ، ومعها مجموعة من الديناصورات القزمة .
ومرت ساعات وساعات ، وليس لملك الديناصورات القزمة أثر ، وقبل منتصف النهار ، جاء ديناصور قزم ، كان في حراسة الملك القزم ، وما إن دخل الوكر ، حتى صاح منهارا : كارثة .. كارثة .
وأسرعت زوجة الملك القزم إليه ، وتساءلت : ماذا جرى ؟ أين الملك ؟
فرد بصوت تخنقه الدموع : لقد اختطف .
وسأله أحد الديناصورات القزمة : ماذا تقول ! تكلم  من اختطفه ؟
فقال بصوت باك : ما إن خرج الملك من وكر الملك تي ـ ركس ، وتوغل في الغابة ، ونحن حرسه معه ، حتى هجمت علينا مجموعة من الذئاب الشرسة ، واختطفت الملك إلى جهة مجهولة .
وصمت لحظة ، ثم أضاف قائلا : حاولنا الدفاع عنه ، فمزقتنا الذئاب ، ولم ينجُ أحد غيري .
وخلال ساعات ، لم يبق ديناصور قزم في مكانه ، فكل من لم تقتله الذئاب ، شق طريقه عبر أشجار الغابة الموحشة ، إلى الخارج ، بحثا عن غابة ليست فيها كلاب أو ذئاب أو ضوار مفترسة .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق