عروس البحر
بقلم: السيد شليل
تفاجأت أمي من ردى عليها!
عندما سألتني: ماذا أحب أن أكون عندما أكبر؟!
ولم يكن سؤالها غريبا على، لأنني اعتدت على سماعه من الكبار.
عندما عقدت في مدرستي، مسابقة في الرسم، وفزت بها وعند استلامى
لشهادة التقدير، قال مدير المدرسة: ماذا تحبي أن تكوني عندما تكبري؟
وكان ردى عليه بصوت خافت لم يسمعه أحد: أريد أن أكون مثل عروس البحر!
ابتسم الجميع، وأنا أمسك بالشهادة في يدي، وزملائي أمامي يصفقوا لي.
كانت أمي تطوى الملابس المغسولة، وتقوم برصها على سريري المرتب.
وأنا أتابع من خلال شباك غرفتي، منظر البحر المقابل لبيتنا، وكان ردها على كلامي: أن عروس البحر قصة خرافية لا صحة لها!
قلت لها، وعيني على البحر تماما، وصوته يكاد يملأ المكان: ما المشكلة يا أمي، إذا كانت قصة خرافية، أو حقيقية؟
انتهت من رص الملابس وقد فصلت الألوان عن بعضها البعض، فملابسي رصت في كومة بجوار ملابس أبى أما ملابس أمي فقد حملتها لتعيد ترتيبها داخل دولابها الخاص، قالت أمي: الواقع شيء والخيال شيء والخرافة شيء أخر؟
-ما لفرق بينهم؟
-الواقع أن نرى الأشياء ونستطيع أن نمسكها.
-الخيال أن نتخيل كل قبيح جميل والعكس ولا نستطيع أن نمسكه.
الخرافة كل شيء خفنا منه ونحن صغار ولا نحب أن نراه أو نمسكه.
عادت أمي من حجرتها بعدما رصت ملابس أبى.
قلت لها: أن عروس البحر لا تفزعني؟
قالت وهي تطبطب على كتفي: ما الذي يعجبك فيها؟
-يكفي أنها تعيش في البحر فترى كل الأشكال، والأنواع والألوان المختلفة من الأسماك ولا تؤذى أحدا تنام وتستيقظ وقتما تشاء؟
لا تشم دخان عوادم السيارات، ولا يقلقها ضجيج الناس، ولا أبواق السيارات.
ابتسمت أمي، عندما رأتني، وأنا أقلد لها حركات الأسماك، وهي تسبح في الماء.
كان الصوت الذي قطع حديثنا، هو صوت سيارة أبى، الذي أتى لتوه من عمله، لذا تركتني أمي، وانصرفت لتكون في استقباله، حكت له ما دار بيننا، فنظر إلى وقال مبتسما: تستطيعين أن ترسمي ما تحبينه، واقعيا كان أو خيالا أو حتى خرافة
ولهذا فقد اشتريت لك علبة من الألوان الجميلة، أخذت العلبة ودخلت إلى غرفتي.
ووقفت أمام الشباك المواجه للبحر ويدي تحاول رسم عروس البحر التي بدت لي وهي تخرج من البحر وتتمدد على الشط في انتظاري حتى أرسمها.
احيانا يسبح الصغار فى بحر الخيال لكى يروا فيه ماقاله الكبار وقد كنا ونحن صغارا مثلهم نتخيل كل شيىء ونتعامل معه على انه حقيقه وقصة عروس البحر ربما كانت هى القصه التى تخيلها وعاشها الجميع اولادا كانوا ام بنات وتخيلوها على اشكال مختلفه راسها راس انسيه وجسدها على شكل سمكه ومع انها من واقع الخيال الا انها حياه نعيشها كحياتنا الواقعيه فى تحقيق كل شيىء كحب وزواج وربما الناتج يكون الاولاد وانت ايها الكاتب المبدع قمت بسردها باسلوب سهل شيق يلفت انتباه الصغار والكبار دمت لنا مبدعا متالقا صديقى القاص والروائى الجميل الاستاذ السيد شليل ....احمد عمران
ردحذفأشكرك على مرورك الجميل شاعرنا الخلوق الأستاذ.أحمد عمران .وسعدت بكلامك عن القصة وأتمنى لك دوام التألق والمحبة .تحيتى
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفمن القصص الهادف التعليمي .. سلمت افكارك..
ردحذفاالعقد المفرط .أشكرك على مرورك .وددت أن تكون القصة قد راقت لك.
ردحذف