الجمعة، 24 فبراير 2017

قصص قصيرة جداً للأطفال من زمن الديناصورات بقلم : طلال حسن



  قصص قصيرة جداً للأطفال من زمن الديناصورات
قصص : طلال حسن
   لو
ـــــــــــــ
    خرج ديناصور صغير قزم ، يتمشى مع ديناصورة قزمة صغيرة ، فقالت له : ماذا لو كانت هذه الغابة بلا ثعالب أو كلاب أو ذئاب ؟
فقال الديناصور القزم الصغير : عندئذ ربما ظهر بيننا ديناصور ثعلب ، وديناصور كلب ، وديناصور ذئب .

   شكراً
ــــــــــــــ
    توقف الديناصور القزم الصغير ، أمام زهرة جميلة فوّاحة ، وتوقفت معه الديناصورة القزمة الصغيرة ، فقال : لو كنتُ أكبر ، وأنتِ أيضاً كنتِ أكبر ، لقطفتُ هذه الزهرة ، وقدمتها لكِ .
فقالت الديناصورة القزمة الصغيرة : ولو قطفتَ هذه الزهرة الآن ، وقدمتها لي ، لأخذتها منكَ ، وقلتُ لك ، أشكرك ، يا عزيزي .



   لماذا ؟
ــــــــــــــ
    قال أرنب لصديقه : نحن جبناء بعكس الذئاب ..
فقال الأرنب الآخر : الذئاب .. المتوحشة ، السفاحة .. التي تفترسنا .
وتوقف الأرنب ، وقال بشيء من التذمر : لا أدري لماذا وجدت الذئاب .
فرد الأرنب الآخر ، دون أن يتوقف : ربما لنبقى أرانب لا أكثر .
 
   لو أنّ ..
ــــــــــــــــ
    خرج ذئب فتيّ ، وذئبة في عمره ، يصيدان ما يسكتا به جوعهما ، وكان الجو ربيعاً ، فقالت الذئبة الفتية : آه لو أن هذه الغابة الرائعة ، ليس فيها غيرنا نحن الذئاب .
فردّ الذئب الفتيّ ، قائلا : هذا ما لا أرجوه ..
ونظرت الذئبة الفتية إليه مستغربة ، فقال : لو كنا وحدنا في هذه الغابة ، لمتنا من الجوع .




   من يدري ؟
ـــــــــــــــــــــــ
    رقدت العصفورة في العش ، محتضنة بيضها ، ونظرت إلى جارتها الزرزورة ، وقالت : ستفقس بيضتي قريباً ، ويخرج منها عصفور صغير .
فردت الزرزورة بنبرة موحية : من يدري ، ربما خرج منها وقواق صغير .

   الديناصور
ـــــــــــــــــــــ
    أقبل الخشف على أمه راكضاً ، وهو يصيح : ماما ، جاء الديناصور .
وهبت الغزالة من مكانها مذعورة ، ودفعت الخشف برفق أمامها ، وقالت : فلنهرب بسرعة إذن .
وتوقف الخشف ، وقال : لا تخافي منه ، يا ماما ،  انظري إليه .
ونظرت الغزالة ، وتملكها الذهول ، إذ رأت ديناصوراً صغيراً جداً ، إنه ديناصور قزم ، فمالت عليه ، وتساءلت قائلة : ما أنتَ !
وعرف الديناصور القزم سبب ذهولها ، فقال : أنا ديناصور .
فقالت الغزالة : ديناصور ! الديناصور ، مهما كان صغيراً ، يأكلني بلقمة واحدة .
فقال الديناصور : وأنا آكلكِ بمئة لقمة .
وشهقت الغزالة خائفة ، فضحك الديناصور القزم ، وقال : لا تخافي ، أنا ديناصور نباتي .

   زيارة
ـــــــــــــــ
    دخلتْ الديناصورة القزمة الأم إلى الوكر ، ووجدت صغيرها راقداً في مكانه ، وقد أغمض عينيه ، فتمددت إلى جانبه ، وهمست له : أين صغيري الآن ؟
وردّ الديناصور الصغير ، دون أن يفتح عينيه : أتجول وسط الغابة ؟
وشهقت الديناصورة الأم ، وقالت : حذار أن تتجول هناك ، إنها مليئة بالذئاب والكلاب والدببة .
فقال الديناصور الصغير : اطمئني ، يا ماما ، أنا لا أتجول هناك إلا في المنام .

   ولمْ يعد ..
ــــــــــــــــــ
    خرج الديناصور من الوكر ، ولم يعد ، وخرجت زوجته تبحث عنه ، ولم تعد هي الأخرى ، وظلّ الديناصور الصغير ينتظر في الوكر ، لعل أباه يعود يوما، أو تعود أمه ، وطوال حياته ، وحتى بعد أن صار له صغار عديدون ، ظلّ ينتظر أمه وأباه ، لعلهما يعودان إليه ، ذات يوم  ، ويهنأ بدفئهما .

   ما الحقيقة ؟
ـــــــــــــــــــــــ
    تخاصم ديناصوران حول الديناصور " تودور " ، فقال الديناصور اللاحم : إنه ديناصور لاحم .
وقال الديناصور العشبي : كلا ، إنه ديناصور عشبي .
واحتد الديناصور اللاحم ، وقال : لقد رأيته بعينيّ هاتين يأكل اللحم ، فهل أكذّب عينيّ ؟
وردّ الديناصور العشبي محتداً ، وهو يشير بيده إلى عينيه : بعينّ هاتين ، رأيته يأكل الأعشاب ، لن أكذب عينيّ لأصدقكَ .
وكادا يشتبكان ، لولا أن جاء الديناصور " تودور " نفسه ، وعرف سبب خصامهما ، فقال : كلّ منكما قال نصف الحقيقة ، والحقيقة أنني ديناصور لاحم وعشبي في نفس الوقت .

   الأضخم   
 ــــــــــــــــ
    جلس الطفل وأخته مع أمهما ، يشاهدون فيلماً عن الأحياء في الطبيعة ، فقال الطفل : الديناصور العشبي "     
 امفيسيلياس " هو الأطول والأضخم ، فطوله يبلغ " 60 " متراً ، ووزنه يبلغ " 22 ط طناً .
فقالت أخته : كلا ، هناك حيوان أضخم منه ، لم ينقرض بعد ، كما انقرض الديناصور ، وهو حوت الكبريت ، الذي يزيد طوله على " 33 " متراً ، ووزنه يزيد على " 150 " طناً .
وكانت الأم تصغي إليهما ، فقالت : كلا ، كلا ، ففي عالم النباتات توجد ما تفوق الديناصورات والحيتان طولاً ووزناً ، وعمراً أيضاً ، ففي أميركا شجرة اسمها "        السيكوبا " يبلغ محيط جذعها " 31 " متراً ، وارتفاعها يبلغ " مائة " متر ، وعمرها الآن حوالي " 6 " آلاف سنة .

   المتحول
ـــــــــــــــــــ
    فوجئت الديناصورات ، ذات يوم ، بديناصور من نوع " تي ـ ركس " ، متقدم في العمر ، يقف وسط الغابة ، ويهتف : كفانا اعتداء على الحيوانات الضعيفة ، وخاصة العشبية منها ، لنترك أكل اللحوم ، ونتحول إلى أكل الأعشاب .
وقد سمعه ملك ديناصورات " تي ـ ركس " ، فقال : اتركوه ، لقد جنّ .
ولأسابيع عديدة ، ظل الديناصور " تي ـ ركس " ، المتقدم في العمر ، يدور في الغابة ، ويهتف : لنتحول إلى أكل الأعشاب .
لكن أحداً لم يلتفت إليه ، وسرعان ما تهاوى من الضعف والجوع ، وفارق الحياة .

   الدب البطل
ـــــــــــــــــــــــ
    أشيع في الغابة ، أن الدب قتل ديناصوراً ، فعرف في طول الغابة وعرضها " بالبطل " ، لكن أحداً لم يعرف نوع الديناصور الذي قتله ، أهو من نوع " تي ـ ركس " ، أم من نوع " مفيسيلياس " ، أم الديناصور الغبي ، أم من نوع " تودور " .
وعرف الجميع فيما بعد ، أنه قتل ديناصوراً فعلاً ، لكن الديناصور كان من نوع " الديناصور القزم " .

   بيضة
ـــــــــــــــ
    أراد اللقلق ، من صديقه الثعلب ، أن يأتيه ببيضة ليرقد عليها ، ويكون له فرخ من أي نوع كان ، فجاءه الثعلب ببيضة كبيرة جداً ، وفقست بعد أيام ، وإذا بها تفقس عن ديناصور من نوع " تي ـ ركس " ، ولو لم يهرب اللقلق من العش لأكله الديناصور تي ـ ركس .


   الديناصورات المحبوبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    جلس ديناصوران صغيران تحت شجرة وارفة الظلال ، فقال الأول : من حسن حظنا ، إننا من الديناصورات العشبية المحبوبة .
فقال الثاني : إننا محبوبون جداً ، ولهذا فإن الديناصور " تي ـ ركس " يحب أكلنا .

   القمر
ــــــــــــــ  
    جلستْ الديناصورة الأم أمام باب الوكر ، وجلس صغيرها في حضنها ، وراح يتأمل القمر ، الذي كان يسطع بدراً في السماء .
قال الصغير : ماما ..
فقالت الأم : نعم .
تساءل الصغير : هل يوجد الديناصور تي ـ ركس في القمر ؟
فردت الأم : لا .
تنهد الصغير ، وقال : سأعيش في القمر ، إذا استطعت الوصول إليه .

   فراشة
ـــــــــــــــ
    سار دينصوران صغيران في الغابة ، ومرتْ بهما فراشة كأنها زهرة طائرة ، فلاحقها أحدهما ليمسك بها ، فصاح به الآخر : أيها المجنون ، تعال ، إنها حشرة لا تؤكل .


   الحمامة الصغيرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    أطلت حمامة صغيرة ، من تحت جناح أمها ، وهما في عش بأعلى شجرة ، فرأت ديناصوراً ضخماً يسير بين الأشجار ، فتنهدت ، وقالت ك آه ليتني بحجم هذا الديناصور .
فقالت لها أمها : عندئذ لن تكوني صغيرتي .
فطوقت الحمامة الصغيرة عنق أمها بجناحيها ، وقالت : ماما ، لا أريد أن أكون ديناصوراً .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق