الأحد، 29 يناير 2017

"التلاشي" قصة للأطفال بقلم :السيد شليل

التلاشي
 بقلم: السيد شليل.

لم يكن يتوقع،أن يختاره الله،من بين خلقه جميعا،ويلقى في طريقه بالفانوس السحرى،الذى ربما يستطيع أن يغير حياته،ويحوله إلى شاب غني، أووسيم،أو حتى محبوب،بين أفراد عائلته،التي تتهمه دائما بالكسل.
 جلس على إحدى الأرصفة،وهو يلتفت يمينا ويسارا،حتى اطمئن قلبه لعدم وجود أحد بالمكان،وأخرج الفانوس من بين طيات ملابسه.
بدأ يدعكه بقوة،وشغف ، وكل ما يدور برأسه المال الذى سوف يحصل عليه،والشكل الذى- سوف يجعل كل البنات- تتهافت عليه،وفرح أهله بنجاحه،وثراءه،الذى سوف ينقلهم  من حياتهم المستورة،إلى حياة الترف والرخاء،ورده عليهم بأنه أبدأ لم يك كسولا،ولا فاشلا،كما كانوا يصفونه.
  لحظات من الترقب،والحذر معا،بعدها ترك الفانوس،على الرصيف،وابتعد قليلا،حتى خرج دخان كثيف.
   أيقن أنه قد حصل على مطلبه، وها هو صديقه المنتظر،يخرج إليه حتى يحقق له أماله في الحياة.
ما خرج له، كان عفريتا قصيرا،قبيح المنظر،هزيل الجسم،يتثاءب كثيرا،ولكنه كان مصرا،على أن يطلب منه كل شيء ؛ فمن غير المعقول أن يظهر له عفريت ،ولا يحقق من خلاله ،أحلامه ، وأماله.
ولماذا هو، من دون خلق الله ، يظهر له عفريت خرب !
- ماذا تريد ؟!
- أريد مالا.
لم يرد عليه،وحاول الدخول للفانوس مرة أخرى،فجذبه من يده،وعاود ذكر  طلباته مرة أخرى.
- أريد جمالا.
قال العفريت:أنه لايستطع أن يحقق، له شيئا من طلباته،وأنه حبس في هذا الفانوس لأنه أصبح عفريتاً هرماً.
بدأ الحزن يغمر وجهه،وقلبه يعتصره اليأس، والألم.
خطر في باله فكرة أن يتبادلا الأدوار معا،فيدخل مكانه الفانوس،ويسافر إلى عالم العفاريت،فهناك يستطيع أن يحقق أحلامه،ومن المؤكد،أنه سوف يقابل هناك حبيبته التي طالما حلم بها،وبالتأكد لن يحتاج إلى عمل ليأكل منه،ولن يجد من يقول له : أنه فاشل كسول!
ربما إستطاع هناك أن يجد نفسه التائهه.
فهو بشبابه،يستطع أن يحقق له الكثير ، ويجعل أهله يغيرون فكرتهم عنه،وهكذا يكون  قد خدمه خدمة العمر،وهذا الشىء، الذى جعل العفريت يوافق على التبادل.
استعد الشاب،لدخول الفانوس ،وقبل أن يغلق عليه الباب،أعطاه كلمة سر العودة ، ولكن الشاب سأل بديله :كيف يحل له مشاكله مع أهله؟
وهو هرم ولا نفع منه ؟
ابتسم العفريت ، وهو يغلق باب الفانوس،والشاب المحبوس ، يصرخ ، وينهر العفريت ، محاولا استخدام كلمة السر التي قالها عندما اتفقا سويا.
تعالت ضحكاته ، وملأت المكان كله،والشاب المحبوس،يحاول جاهدا الخروج ، لكن الكلمات التي كان يرددها،جعلته يطير ، بعيدا ، بعيدا حتى تلاشى.

هناك 4 تعليقات:

  1. هذا نص من نوعية الفانزيه والتي تعتمد علي صياغة مختلفة حيث الكاتب يتحرر من المنطق و لذا تبدو مخاطرة لكن نجح الكاتب أن يوضح معني الكفاح وقيمته بعيد ً عن مباشرة فجة ومع ذلك لا تؤسس الفصة للدخول في عالم غير واقعي الل خلال النص

    ردحذف
  2. أشكرك شاعرنا الخلوق أ.محمد طاهرزدمت متألقا جميلا

    ردحذف
  3. القصه جميله وشيقه وما اجمل القصه التى تاخذنا من عالم الحقيقه الى عالم الخيال وان كان كسولا مشهورا بكسله بين افراد عائلته الا انه اراد ان يغير هذه الصوره حتى ولو كانت من واقع الخيال لذا اراد المال والجمال ولما كانت المفاجأه وعرف ان العفريت لايستطيع ان يقعل له شيئا تراءت له فكرة التبادل وهذا ماوافق غليه العفريت ولكنها وللاسف اخذته لانهيار احلامه....اذن لابد الا نتكاسل فى اعمالنا ولانتكل على احد ونعيش واقعنا ولا ننجرف الى اى افكار تدمر علينا حياتنا....اشكرك صديقى القاص والروائى الجميل الاستاذ السيد شليل وبالتوفيق دائما باذن الله.... احمد عمران.

    ردحذف
  4. أشكرك شاعرنا النبيل.تحياتى لمرورك الجميل وسعد بأن ما أكتبه يروك لك أحمد عمران.دمت مبدعا متألقا

    ردحذف