الجمعة، 20 يناير 2017

"خرنوق المتكاسل" قصة للأطفال بقلم: دليل زينب



خرنوق المتكاسل
دليل زينب
يحكى أن مجموعة من الأرانب الصغار كانت تعيش على أطراف الغابة تخرج كل صباح من جحورها لتلعب و تتسلى مع بعضها، فيلعبون لعبة الاختباء و الغميضة ويتسابقون ويركضون هنا وهناك ....طوال النهار. كانت الأرانب تستمتع بقضاء يومها معا، إلا خرنوق الذي كان يكتفي بمراقبتهم. كانت الماما ارنوبة تطلب من خرنوق اللعب معهم لكنه كان يرفض تكاسلا، مدعيا أنهم لا يحبونه، كان يتتبع حركاتهم بعينيه الكرويتين الصغيرتين  يضحك تارة إذا وقع احدهم و يشي بمكان اختبائهم تارة أخرى بينما يلتهم وجبة خفيفة تلو أخرى دون أن يتحرك من مكانه.
في يوم من الأيام جلس خرنوق كعادته على صخرة يراقب الأرانب وهي تلعب وهو يتلذذ بوجبته التي جلبها معه، وإذ بظل يحوم حولهم، فاختبأت الأرانب بخفة و سرعة كأنها تلعب لعبة الاختباء، أما خرنوق الذي أثقل بطنه فانقض عليه الصقر و حمله بين مخالبه.
أخد خرنوق يصرخ و يستنجد، فسمعته الأرانب وأطلت من مخابئها ثم أخذت ترمي الصقر بالحجارة و حبات البلوط الواقعة على الأرض، بكل قوتها فأصابت حبة بلوط عين الصقر فأفلت خرنوق، و ارتطم رأسه بغصن شجرة ففر وهو يترنح يمينا وشمالا، كانت حينها ماما ارنوبة قد خرجت تتفقد الصغار ففوجئت بصغيرها يهوى على الأرض فمدت يدها و التقمته بخفّة كأنها حارس مرمى ماهر و أسرعت إلى الجحر، تضمّد جراحه وتعتني به إلى أن تحسنت صحته و التأمت جراحه.
بعد أيام خرج خرنوق يلعب مع بقية الأرانب التي ظلت تزوره وتتردد على جحره عندما كان مريضا، فشاركهم اللعب لأنه تعلم أن الألعاب التي يمارسونها ليست للتسلية فقط بل هي دروس ومهارات يكتسبونها تنفعهم في حياتهم اليوميةو رياضة تجعل حركتهم اخف وارشق .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق