الأحد، 22 يناير 2017

"الرحلة" قصة للأطفال بقلم: السيد شليل

الرحلة

السيد شليل
وقفت مديرة المدرسة، في طابور الصباح، تعلن عن الرحلة المتجهة إلى القاهرة، لزيارة "الأهرامات وأبوالهول"، ومن يرغب أن يلتحق بها عليه، أن يحضر موافقة ولى أمره، وثمن الرحلة.
هكذا قالت لي: ابنتي وهي تمد لي ورقة طلبت منى أن أوقع عليها، بصفتي ولى أمرها.
وهي تتمايل بدلالها المعهود عندما تريد منى شيئا.
قالت: اشترك الرحلة ،والمصروف ؟!
وطبعت قبلة على خدي الأيمن، وطوقت عنقي بيديها، وهي تمسك بالورقة، والنقود معا!
طلبت من أمي أن تساعدني، في اختيارملابسى التي سوف أرتديها في الغد، والأشياء التي يمكن أن ترافقني في رحلتي، كما طلبت منها أن توقظني، قبل الساعة السابعة صباحا، لان الأتوبيس سوف يتحرك في تمام السابعة، والنصف من أمام المدرسة، كما نبه على الأستاذ حسام، وهو يعطيني ورقة ولى الأمر، لكي أعطيها لأبى.
ركبنا الأتوبيس، وبدأ أبى، وأمي في وداعى، وهما يلوحان لي بأيديهما، ومن وراءهما بعض، أباء، وأمهات زملائي يفعلون، نفس الشيء في وداع أبناءهم.
بدأ الأستاذ- حسام الطواهى الأخصائي الاجتماعي- يقرأ لنا من كتاب كان يمسكه في يده، معلومات عن الاهرامات، التي قال: انها إحدى عجائب الدنيا السبع.
وأن مكانها في الجيزة.
وعددها ثلاثة أهرامات، وبدأ يسألنا:
هل منكم من يعرف شيئا عن الاهرامات؟
رفعت يدي، فندهش زملائي وقلت: أن الاهرامات الثلاثة بناها أجدادنا القدماء المصريون.
الهرم الأكبر للملك "خوفو"، والهرم الأوسط للملك خفرع، والهرم الثالث للملك "منقرع" هنا أمر الأستاذ حسام زملائي أن يصفقوا لي.
ثم أكمل قائلا: خوفو هو ثاني ملوك الأسرة الرابعة تولى الحكم بعد موت أبيه "سنفرو"وهو له هرم باسمه في دهشور بسقاره
أما عن خفرع فهو ابن الملك خوفو، وهو الملك الرابع للأسرة الرابعة.
والهرم الثالث للملك "منقرع" وهو ابن الملك خفرع.
 هنا لمح زملائي يتهامسون، ويعلقون بسخرية على الأسماء، وهم يكررونها بشكل خطأ ،ويضحكون.
ابتسم لهم قائلا: عندما نصل هناك، سنجد من يعلمنا، كل شيء وكل من لديه سؤال، بالتأكيد سيجد من يجيبه عليه.
ثم ترك الكتاب، واعتدل في مكانه.
سألته عن "أبوالهول"؟
فالتفت مبتسما "أبوالهول"؟!
أمسك الكتاب، وبدأ يفر في صفحاته ثم قال: بناه الملك خوفو أمام هرمه للحراسة، وهو برأس إنسان، وجسد أسد، دليل عن العقل والقوة معا.
سألته إحدى زميلاتي قائلة: حجرا يحرس حجر؟
-بنوا الأهرامات مقابر لهم، ودفنوا فيها كل أملاكهم!
-ولماذا فعلوا ذلك؟
-كانوا يظنون أنهم سيعدون للحياة بعد موتهم؟!
وقف الاتوبيس فجأة فانتبه الجميع وصلنا!
بدأنا نهبط متجهين إلى الاهرامات الثلاثة، والسؤال الذي يلح على: كيف بنيت الاهرامات؟
وكلما اقتربت منها، ازداد إلحاح السؤال على أكثر.
قبور من حجر!
يحرسها العقل والقوة معا
قال الأستاذ حسام: من منكم لديه سؤال؟
لم يرد عليه أحد ولا حتى أنا!
وواصلنا السير، وكلما اقتربنا من الأهرامات، أحسسنا بقصرنا ،حتى كدنا نتلاشى.

هناك 6 تعليقات:

  1. اولا القصه جميله وشيقه ثانيا بالفعل الكثير من ابنائنا الان لايعرفون كيف بنيت الاهرامات او حتى الملوك التى بنيت من اجلهم ثالثا لماذا اقيم ابو الهول ولماذا جعلت راسه على هيئة انسان وجسمه على شكل اسد رابعا الاحجار الضخمه التى استخدمت فى البناء خامسا الارتفاع الشاهق للاهرامات اعتقد ان المعلومات التى سيقت فى هذه القصه سهله وسلسه وستدخل وجدان الاطفال بكل سهوله احسنت يا استاذ سيد....احمد عمران

    ردحذف
  2. ابدعت يا صديقى كما عهدتك .. دوام التوفيق

    ردحذف
  3. سلمت لنا .أ.محمد مصطفى خليفة شاعرنا الجميل

    ردحذف
  4. أشكرك شاعرنا الجميل أحمد عمران مزيد من الابداع لكم

    ردحذف
  5. مساء الخير يا استاذ السيد..قصة أخرى جميلة وموفقة تؤكد على أهمية معرفة الأطفال بتاريخ وآثار بلادهم وألا تعتمد الرحلات المدرسية على الأماكن الترفيهية فقط كالملاهي والحدائق وغيرها..وهذا يؤصل الإنتماء الوطني في نفوس الأطفال..ويستدعي وجود آباء وأمهات ومعلمين مخلصين ومؤمنين بأهمية تعميق هذا الإنتماء..ودليل ذلك أن البنت كانت لديها معلومات مسبقة عن المكان الذي ستذهب إليه وبالطبع فإن الوالدين هما مصدر المعلومات ،أحييك يا استاذ الفاضل فالقصة سلسة الأسلوب واضحة الفكرة تعمدت كسابقاتها أسلوب التورية فلها هدف قريب وهو حث الأطفال على الإهتمام بتاريخ بلدهم وهدف بعيد وهو لفت انتباه الآباء والمعلمين لذلك وأعتقد أن ذلك هو بيت القصيد..تحياتي وتمنياتي بالتوفيق

    ردحذف
  6. أشكرك.شاعرتنا الخلوقة الأستاذة ندى نصر .ممتن جدا تحياتى.مويد من الابداع والتألق

    ردحذف