الجمعة، 6 يناير 2017

"بين الأزهار والصبار" قصة للأطفال بقلم: دليل زينب



بين الأزهار والصبار
بقلم: دليل زينب
في يوم من أيام الربيع أطلت الشمس بخجل من تحت ستار الظلام و أخذت تسحب الستار رويدا رويدا لتفسح المجال لأشعتها الدافئة للإعلان عن بداية يوم ربيعي جديد،كانت أزهار الحقل الأخضر تغط في نوم عميق و قطرات الندى المتلألئة تزين تيجانها وأوراقها الخضراء و مع هبوب نسمات الصباح تمايلت سيقانها بدلال فتناثرت قطرات الندى على أرض كحبات عقد، وما إن تفتحت الإزهار الجميلة ولامس الهواء النقي بتلاتها حتى انتشر في الأجواء عبق عطرها الفواح فأيقظ الفراشات الغافيات بأمان بين أوراقها و النحلات النشيطات التي كانت تنتظر بشغف نور الصباح لتبدأ يومها برقصتها المميزة على طنين أجنحتها قبل أن تنخرط في عملها بهمة ونشاط، لتناغمت في هذا الجو الجميل مع زقزقة العصافير وحفيف الاوراق و رقصات الفراشات وألوان الأزهار الزاهية و زرقة السماء الصافية فترسم لوحة بديعة من صنع الخالق.
 كانت الأزهار الموزعة في مجموعات كل نوع يشغل زاوية من زوايا الحقل تتجاذب اطراف الحديث وتردد القصص التي سردتها على مسامعها الطيور المهاجرة، ثم راحت تتباهى كل مجموعة منها بجمال لونها و عبق عطرها و إشراق طلتها و حلاوة رحيقها فطال جدالها حتى ملت.التفتت حولها و تهامست فيما بينها ساخرة من الصبّار الذي كان منشغلا عنها برصد كل من تغريه نفسه بالاقتراب من الحقل، وقالت احداهن باحتقار : ما أقبحه وما اغرب شكله بيننا كومة أشواك في حقل أزهار .
وقالت أخرى إن أشواكه تخيفني وتكدر صفو حياتي وتنغص عيشتي.
ثم تعالت قهقهاتهن و ضحكاتهن الساخرة حتى تردد صداها من الجبال المجاورة
ابتسم الصبار في هدوء ووقار وقال: و أنا أيضا لي أزهار.
فتعالت ضحكات الأزهار وقالت احداهن: أتظنها حقا أزهارا. !!!..ما أبشعها من أزهار ! لا رائحة، ولا لون سار !!
فتبسم الصبار بثقة وقال: ورودي ليست للزينة أو لصنع العطور وبأشواكي أنا احميها فلا تعبث بها أيادي الكبار او الصغار، أزهاري تعطي ثمارا فيها دواء للأضرار، لا تذبل من عطش ولا أخشى عليها الأمطار، ولصبري ادعى صبّارا، و أنا حول الحقل ذرع و جدار لأحميك كالجندي يحرس حدود بلاده يتحمل حر الصيف وقر الشتاء، افيكافؤ بالجحود و الإنكار.  
احمرت الأزهار خجلا و اعتذرت مما بدا منها وصار فقد اخذ منها الغرور مأخذه حتى أساءت الجوار، بدأ الليل يرخي ستره  فعادت لخليتها النحلات و رقدت بين الأوراق كعادتها الفراشات ورحلت إلى مخابئها باقي الحشرات فأطبقت وخلدت للنوم الأزهار. 
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق