الأحد، 1 يناير 2017

الطفل والابداع وتحديات المستقبل بقلم: د . نادية الخولى



الطفل والابداع وتحديات المستقبل
د . نادية الخولى

تمهيد:
تسعى هذه الدراسة في المقام الأول إلى بحث ودراسة والتعرف على أهم وأنجح وأكفأ الطرق والأساليب والوسائل والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد على إعداد الأطفال المصريين والشباب بشكل عام للمستقبل وتمكينهم من التصدي والعيش والمنافسة في هذا العصر بكل ما يحمله لهم من تحديات وعلى رأسها
التقدم العلمي والتكنولوجي السريع والمتلاحق والذي يحتم إعداد الأطفال للتعامل معه والتفوق فيه. بالإضافة إلى ذلك فمن الضروري والحتمي إعداد الأطفال للمستقبل لتمكينهم من الصمود في مواجهة التحديات العديدة والكبيرة التي يفرضها القرن الحادي والعشرون، ودخول العالم إلى الموجة الثالثة للحضارة الإنسانية، وهي موجة المعلوماتية التي تتطلب اتصاف الإنسان ـ لكي يستطيع العيش والتعاون والتنافس فيها ـ بالعديد من السمات والخصائص التي يطلق عليها اليوم "خصائص إنسان القرن الحادي والعشرين". ولتحقيق الهدف الأساسي لهذه الدراسة يتطلب الأمر تحديد أهم المواصفات والخصائص والسمات المطلوب توفيرها وتنميتها لدى الأطفال ليكونوا قادرين على مواجهة هذه التحديات الحضارية والتصدي لها.
أهم الخصائص والمواصفات اللازم إكسابها للأطفال لإعدادهم للمستقبل هي:
1. القدرة على التفكير بكافة مهاراته وعملياته وأبعاده وأنواعه.
2. القدرة على التفكير العلمي بمختلف مفاهيمه ومهاراته وعملياته.
3. القدرة على التعامل مع تكنولوجيا العصر وبشكل خاص مع الكمبيوتر وشبكات الإنترنت وغيرها من أدوات التكنولوجيا المتطورة المعاصرة.
على أساس ما تقدم فإن على من يسعى لإعداد الأطفال للمستقبل وإكسابهم أهم وأبرز الخصائص اللازمة لمواجهة ما يفرضه من تحديات أن يكون على علم ودراية ومعرفة وثيقة بكافة الطرق والأساليب والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق ما يلي:
ـ تعليم الأطفال كيف يفكرون بشكل عام وتنمية تفكيرهم والإسراع من معدل نموهم العقلي، ومن اكتسابهم لمختلف عمليات ومهارات التفكير وأبعاده.
ـ تعليم الأطفال كيف يفكرون تفكيراً علمياً وتنمية مختلف المفاهيم والعمليات والمهارات والاتجاهات العلمية لديهم.
ـ اكتساب الأطفال المهارات اللازمة للتعامل مع التكنولوجيا المعاصرة والمتطورة.
يقول بياجيه: "إن الهدف الأساسي من التربية هو خلق رجال قادرين على صنع أشياء جديدة، ولا يقومون فقط بتكرار ما صنعته الأجيال السابقة، رجال مبدعين، مبتكرين، ومكتشفين" (Fisher, 2001).ولا يخفى على أحد أهمية وجود الأفراد المبدعين في المجتمع، "حيث تعتبر العمليات الابتكارية والإبداعية صاحبة الفضل في تقدم الحياة وتطورها على مر العصور والأجيال، ولهذا فإن أصحاب القدرات الابتكارية والإبداعية يكونون رأس مال قومياً وإنسانياً، يسهم في إثراء التراث البشري، وتقدم الإنسانية وازدهارها" (نجيب، 1994).
ويقول فيشر (Fisher) إنه "إذا كان على أطفالنا أن يتوقعوا إشكالية التغير، سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي، وأن يتغلبوا عليها ويتعلموا مواجهتها، فإنهم بالإضافة إلى حاجتهم إلى تعلم كيفية التأقلم مع المستقبل، فإن عليهم أن يتعلموا كيف يشكلونه أيضاً.  وإذا كان إعداد الأطفال لمواجهة التغيرات السريعة في العالم هو أحد تحديات التربية، فإن تعليمهم التفكير بإبداع يصبح حاجة ملحة" (Fisher, 2001:.30).
وأن بيئة الطفل قد تكون بيئة مساندة تعمل على الكشف عن طاقاته الإبداعية ورعايتها، وقد تكون بيئة غير مساندة، تعمل على تجاهل هذه الطاقات وتدميرها أيضاً.  وما نقصده هنا بالبيئة البيت والمدرسة بشكل خاص.
والأدب أحد المجالات التي تسعى الي التربية الإبداعية إلى توجيه الطفل نحوها إذا ما لوحظ وجود ميول أدبية لديه مثل: كتابة القصة والشعر وغيرهما.  وللأدب تأثير كبير على لغة الأطفال وتفكيرهم وسماتهم النفسية والشخصية.
 ومن الأهمية أن يتعرض الطفل منذ الطفولة المبكرة للنماذج الأدبية المختلفة؛ لكي يتشكل لديه الحس والذوق الأدبي الفني.  ففي البداية يسمع الطفل الأنشودة والقصة من الوالدين ومعلمة الروضة، وبعد أن يتعلم القراءة، يقرأ بنفسه ما يختار من القصص والأناشيد والمجلات وغيرها.
وتلعب المدرسة بما فيها من إدارة ومعلمين ومرشدين تربويين ونفسيين دوراً مهماً في الكشف عن طاقات الطفل الإبداعية، وتشكيلها، وتنميتها، ويمكننا أن نقول في هذا السياق إن الإبداع من أنواع السلوك التي يمكن أن يتعلمها الفرد.  وهنا يجب أن نؤكد أهمية وجود المعلم المبدع (أو على الأقل المقدر للإبداع)، فإذا لم يكن المعلم نفسه مفكراً مبدعاً مجدداً، فكيف نتأمل منه الكشف عن الطلاب المبدعين ورعايتهم؟
وهناك الكثير من الممارسات والنشاطات التي يمكن أن يقوم بها المعلم داخل غرفة الصف بالاشتراك مع طلابه، والتي تؤدي إلى تنمية مواهبهم وقدراتهم الأدبية الإبداعية، وهي ما سيتم تفصيله في سياق هذه الدراسة.
 أدب الأطفال والتربية الإبداعية
مفهوم التربية الإبداعية: يقصد بالتربية الإبداعية أن توجه التربية اهتمامها وأساليبها وأنشطتها ونتائجها إلى مجال الإبداع، مع مراعاة خصائص وإمكانيات ومقومات كل من التربية وعمليات الإبداع ودورها بالنسبة للفرد والمجتمع.  أي أنها هي التربية في مجال الإبداع، وما يمكن أن يحدث بينهما من تفاعل ونشاط إيجابي متميز، مع توظيف خصائص الإبداع ومقوماته لإثراء حياة الفرد والمجتمع الحاضرة والمستقبلية، وتنميتها، وتطويرها لمواجهة ما يطرأ عليها من متغيرات ومواقف ومتطلبات، بأفضل صورة ممكنة (نجيب، 1994).
 الكتب المدرسية وأدب الأطفال
عند الحديث عن موقف الكتب المدرسية من أدب الأطفال يشار إلى أبعاد ثلاثة:
البعد الأول: يتعلق بتعريف أدب الأطفال، وفيه نرى أن الكتب المدرسية تدخل ضمن أدب الأطفال بمعناه العام، إذ أنها نتاج عقلي مدون في كتب موجهة إلى الأطفال.
البعد الثاني: يتعلق بجمهور القراء، ذلك أن كتب الأطفال هي ببساطة، كتب موجهة للأطفال (التلاميذ)، ولهذا لا بد للكتب المدرسية الناجحة من أن تراعي خصائص الأطفال وقدراتهم واهتماماتهم فيما تقدمه لهم من مواد دراسية منهجية.
البعد الثالث: يتعلق بالاتجاهات المعاصرة ومنها الأدبي الواضح نحو تذويب الفوارق بين الكتب المدرسية وكتب الأطفال الإعلامية، بحيث أصبحت كلها كتب أطفال مشوقة (يحيى، 2001: 19).
وفي ضوء هذه الأبعاد الثلاثة نستطيع أن نرى بوضوح أن الكتب المدرسية هي جزء من صميم كتب الأطفال وأدب الأطفال، وهذه حقيقة – على الرغم من بساطتها – تغيب عن الأذهان، وهي على قدر كبير من الأهمية؛ لأن الكتب المدرسية تمثل أهم قطاع من قطاعات الكتب التي يتعامل معها الأطفال، في كل مراحل نموهم، وفي جميع مراحلهم التعليمية.
تعليم وتعلم التفكير
يقتصر عمل الكثير من المدارس على تزويد الأطفال بالمعلومات المنهجية في نواحي العلوم والفنون والآداب المختلفة، وهذا يمثل قصوراً كبيراً في قيام هذه المدارس بدورها في تنشئة الصغار؛ لأنها تغفل أمراً على درجة قصوى من الأهمية هو: تعلم واكتساب طريقة التفكير الصحيحة، بحيث يكون تفكير الفرد علمياً منطقياً سديداً، موضوعياً بعيداً عن التعصب، أو المصلحة الشخصية والعوامل الذاتية.
وطريقة التفكير الصحيحة هي عادة معرفية لها قيمة كبيرة في التقدم البشري، وهي من أهم ما يجب أن يركز عليه المشتغلون في ميادين التربية والتعليم.
أما الاقتصار على الحفظ والاستظهار، والاعتماد على الذاكرة وحدها، فإنه لا ينجح في إعداد الفرد المفكر الناقد المستنير، الذي يحسن الحكم على الأمور، وتقدير العواقب، وابتكار الحلول، والذي يستطيع أن يسير بمجتمعه خطوات إلى الأمام.
تنمية التفكير الابتكاري والإبداعي
تقوم التربية الإبداعية بدور مهم في تنمية التفكير الابتكاري والإبداعي عند الأطفال بوسائل مختلفة:
1. إتاحة الفرص أمام الطفل للإسهام في حل مشكلاته الخاصة، وقيامه بدور إيجابي في هذا السبيل، بدلاً من أن نقدم له الحلول الجاهزة، مع تدريبه على إدراك المشكلة من جميع جوانبها، وافتراض الحلول، وتقييم هذه الحلول بطريقة موضوعية، ومحاولة وضعها موضع التنفيذ، وما إلى ذلك، ما ينمي التفكير العلمي والإبداعي عند الأطفال.
2. تنمية خيال الطفل بطريقة سليمة، والطفل لديه استعداد قوي لهذا، والخيال الإنساني مسؤول عن كل الأعمال الابتكارية في حياة البشر.
3. إتاحة الفرص أمام الأطفال للتجريب واكتشاف الأشياء واستطلاع البيئة المحيطة بهم، والكشف عن خواص الأشياء وتجريبها، وممارسة ألعاب البناء والتركيب، والرسم والقص والتكوين.
4. الاهتمام بالفروق الفردية بين الأطفال، والعمل على تنمية استعدادات الفرد وقدراته إلى أقصى حدودها وإمكانياتها.
5. إثارة اهتمام الأطفال بالمشكلات المختلفة، والإحساس بها، وإثارة حماستهم للبحث في هذه المشكلات، والتماس الحلول المبتكرة المناسبة لها.
6. الاهتمام بممارسة الأنشطة الإبداعية وتذوقها، مثل الرسم، والتصوير، والأشغال الفنية، والهوايات، والابتكارات التقنية، والتصميم، وكتابة الشعر والقصة ... الخ.  وهنا يجد الطفل نفسه مبتكراً، يبدأ إنتاجه الفني بمعارفه السابقة، ثم يضيف إليها من ذاته وأحاسيسه وعواطفه وأفكاره، فيخرج إبداعاته الأولى التي تمهد لإعداده ليكون فرداً مبدعاً.
7. تنمية قدرة الأطفال على الملاحظة الدقيقة، والتقاط الظواهر ذات القيمة، التي تبدو كأنها حدثت مصادفة (مثل سقوط التفاحة عن الشجرة)، وتشجيعهم على تفسير هذه الظواهر، واختبار التفسيرات المختلفة، والتحقق من صحتها.
8.   تدريب الأطفال على الصبر والمثابرة وبذل الجهد المتصل، فالمبدعون يتميزون دائماً بالقدرة الفائقة على تحمل العناء.
. 9  تدريب الأطفال على التفكير الناقد الذي يحسن التعليل والتحليل وربط الأسباب بالنتائج، وتقييم الأمور بطريقة موضوعية (نجيب، 1994).
دور أدب الأطفال في تشجيع الإبداع
يمكن لأدب الأطفال أن يدعم بقوة تربية الأطفال التربية الروحية الصحيحة، التي تدعم بدورها بناء شخصية الفرد السوي، الذي يتسم بالصفات التي تدعم الفكر والابتكار والإبداع، فهو الإنسان القارئ، المفكر المتأمل، العامل الجاد، الصابر المثابر، المدقق الذي يتقن عمله، الذي يطلب العلم طوال الحياة، والذي يعيد النظر في أفكاره وأعماله بهدف تقييمها وتطويرها، والذي يهتم بشؤون مجتمعه ومشكلاته، والذي تتسم تصرفاته بالموضوعية بعيداً عن الأهواء الشخصية.
ويمكن لأدب الأطفال أن يعدهم للحياة في عالم الغد، بمتغيراته وتكنولوجياته المتقدمة.  وأدب الأطفال العام والخاص بألوانه المختلفة، يقدم هنا لخدمة الحياة في مناخ المستقبل: المادة المعرفية والمعلومات والمهارات والقيم، ما يعين الأطفال على التكيف مع المستقبل، والتحلي بالمرونة، والتفكير العلمي، والقدرات الابتكارية والإبداعية اللازمة لمواجهة المتغيرات الجديدة.
دوأدب الأطفال في قصصه وبرامجه التلفزيونية والإذاعية وغيرها، يتيح مواقف تستدعي من الأطفال: دقة الملاحظة والتأمل، والربط والتعليل، والاستنتاج، وحسن إدراك الأمور، وتشجع الرغبة في تفسير المسائل وحل المشاكل، وللقصص البوليسية دور في تنمية مهارات التفكير السابقة.
"وتستطيع الكتب المدرسية - باعتبارها من أهم قطاعات كتب الأطفال - أن تنمي قدرتهم على الإبداع إذا راعت أموراً منها:
1- عرض المادة بتسلسل منطقي.
2- عرض بعض المادة عن طريق أسئلة ومشكلات تثير قدرات الطالب على الحل والبحث والدراسة.
3- ألا تقتصر التمارين على أسئلة الاستدعاء والتذكر، بل يجب أن تتضمن أسئلة عن تحليل المواقف وإعمال الفكر، وأسئلة تقتضي من الطالب أن يعرض رأيه، ويدافع عنه ويبرره، ويبرهن على صحته.
4- أن تتضمن المادة – كلما أمكن – عرضاً لبعض المواقف التي يتضح فيها إبداع العلماء وقدرتهم على الابتكار، وأساليبهم في حل المشكلات، وفي التفكير العلمي وما إلى ذلك.
5- أن تصاحب المادة المكتوبة الصور والخرائط التوضيحية الجذابة المناسبة.
6- أن تشجع الكتب المدرسية الطالب على التعلم الذاتي.
7- أن تتضمن المستحدثات العصرية المناسبة في مجال المادة الدراسية " (نجيب، 1994).
وأدب الأطفال الناجح يحبب الأطفال في الكتب والقراءة، وكل أوعية العلم والمعرفة الحديثة، ويحقق الألفة بينها وبين الأطفال.
الكتابة الإبداعية
"يقصد بالكتابة الإبداعية قيام التلاميذ بالتعبير عن أحاسيسهم، وخلجات نفوسهم، وانطباعاتهم، عما رأوه، أو سمعوه، أو اتصلوا به، تعبيراً نابعاً من الوجدان، وأهدافها:
·        تنمية قدرات التلاميذ التفكيرية.
·        تعويد التلاميذ على الطلاقة في التعبير.
·        تنمية الخيال لدى التلاميذ، وإفساح المجال لخيالهم في التعبير الهادف.
الموجة المعلوماتية
ضرورة أن تتوفر لهذا الإنسان الخصائص التالية:
ـ القدرة على استخدام والتعامل مع والاستفادة من التكنولوجيات المتطورة (الكمبيوتر وشبكات الإنترنت وغيرها).
ـ القدرة على التفكير بكافة أشكاله وأهمها التفكير الناقد والابتكاري.
ـ القدرة على التعلم الذاتي والمستمر.
ـ القدرة على فهم وتقدير وممارسة مهارات عمليات العلم وتوفر حد أدنى من الاتجاهات العلمية بكافة أشكالها وبشكل خاص تقدير قيمة العلم والتكنولوجيا وأثرهما في حياة الإنسان.
v    أهمية وحتمية البدء في كافة الجهود اللازمة لتنمية تفكير الأطفال والإسراع من معدل نموهم العقلي مبكراً ما أمكن في عمر الطفل خلال مرحلة ما قبل المدرسة.
v    التأكيد على أهمية وحتمية البدء في كافة الجهود لتنمية تفكير الأطفال بشكل عام وتفكيرهم العلمي على وجه الخصوص مبكراً ما أمكن في عمر الطفل وبشكل خاص خلال مرحلة الطفولة المبكرة (ما قبل المدرسة والسنوات الأولى من المرحلةالابتدائية
أهم الطرق والأساليب والاستراتيجيات اللازمة لإعداد الأطفال للمستقبل وإكسابهم أهم الخصائص والمواصفات اللازمة لمواجهة ما يفرضه من تحديات.
سبق تحديد وتوضيح أهم الخصائص والمواصفات اللازم إكسابها للأطفال لإعدادهم للمستقبل. ومن بين أهم هذه الخصائص والمواصفات:
1.
القدرة على التفكير بكافة مهاراته وعملياته وأبعاده وأنواعه.
2.
القدرة على التفكير العلمي بمختلف مفاهيمه ومهاراته وعملياته.
3.
القدرة على التعامل مع تكنولوجيا العصر وبشكل خاص مع الكمبيوتر وشبكات الإنترنت وغيرها من أدوات التكنولوجيا المتطورة المعاصرة.

على أساس ما تقدم فإن على من يسعى لإعداد الأطفال للمستقبل وإكسابهم أهم وأبرز الخصائص اللازمة لمواجهة ما يفرضه من تحديات أن يكون على علم ودراية ومعرفة وثيقة بكافة الطرق والأساليب والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق ما يلي:
ـ تعليم الأطفال كيف يفكرون بشكل عام وتنمية تفكيرهم والإسراع من معدل نموهم العقلي، ومن اكتسابهم لمختلف عمليات ومهارات التفكير وأبعاده.
ـ تعليم الأطفال كيف يفكرون تفكيراً علمياً وتنمية مختلف المفاهيم والعمليات والمهارات والاتجاهات العلمية لديهم.
ـ اكتساب الأطفال المهارات اللازمة للتعامل مع التكنولوجيا المعاصرة والمتطورة.
ومن أهم هذه الاستنتاجات العامة ما يلي :
1. الأهمية القصوى لتعليم وتدريس التفكير واعتبار الهدف الأول والأساسي للتربية بشكل عام هو تعليم الأطفال والتلاميذ والطلاب كيف يفكرون عند مختلف المراحل والأعمار.
. 2 توفير البيئة الصالحة لتعلم وتعليم التفكير
.3ضرورة الحرص على المزاوجة بين ما يقدم للأطفال من مفاهيم وعمليات ومهارات ومستوى نموهم العقلي ومرحلة النمو التي بلغوها ويعملون عندها وبالتالي مع ما يتوفر لديهم من عمليات ومهارات عقلية معرفية
.4ضرورة الحرص على بذل كافة الجهود الرامية إلى تنمية التفكير بشكل عام والتفكير العلمي على وجه الخصوص مبكراً ما أمكن في عمر الطفل خلال مرحلة الطفولة المبكرة وقبل دخول المدرسة
المدرسة في بلادنا تواجهها تحديات عديدة :

هناك محاولات متكررة للتطوير لكنها كما نعلم جزئية ولا تمس جوهر العملية التعليمية
ـ هناك كثرة الإعداد وازدحام الفصول.
ـ هناك نقص الموارد.
ـ هناك عدم تأهيل المعلم التأهيل اللازم.
ـ هناك تخلف المقررات الدراسية.
ـ هناك عدم كفاية الأماكن للجميع.
ـ هناك مناهج عقيمة تعتمد على الاستظهار والحفظ لا على الفهم والتفكير وحل المشكلات وغيرها من الاستراتيجيات التربوية الحديثة.
هل تستطيع مدارسنا بأوضاعها الحالية أن تقوم بإعداد الأطفال والتلاميذ الإعداد اللازم لتمكينهم من مواكبة العصر واللحاق به والتنافس مع الآخرين.
هل هي المدرسة المستعدة للقرن الحادي والعشرين التي سبق تحديد أهم ما يلزم أن تقوم به لإعداد الأطفال  للمستقبل وإكسابهم الخصائص والمواصفات اللازمة له ؟.

الإجابة هي بالنفي قطعاً على الأقل بالنسبة لما يتوفر للقطاعات العريضة والصعيد الأعظم للأطفال والتلاميذ والطلاب في مجتمعاتنا.
الخلاصة:
يتطلب الإصلاح طويل الأجل والوقائي عن طريق تطوير مناهج ومقررات إعداد المعلمين التي تطبق اليوم، هذا بالإضافة للتطوير الحقيقي والجذري للمناهج ليصبح الهدف منها ليس مجرد التلقين والاستظهار إنما تعليم الأطفال والتلاميذ والطلاب كيف يفكرون وتنمية التفكير بمختلف عملياته ومهاراته وأبعاده وأنواعه وأهمها التفكير العلمي والناقد والإبداعي لديهم.
وعلينا عند القيام بكافة هذه الإصلاحات وجهود التطوير أن نستمع للنصيحة الغالية التي قدمتها عالمة النفس الأمريكية الشهيرة تنستال ألا وهي : أن نفكر عالمياً وننفذ محلياً. أي أن علينا أن نفكر في إطار أرحب وأوسع ونأخذ في اعتبارنا المتطلبات العالمية ولكن علينا كذلك ألا نغفل خصوصية مجتمعاتنا وتراثنا وحضارتنا عند التنفيذ وأن نراعي كذلك الاحتياجات الخاصة والمميزة لأطفالنا.

المراجع


يحيى، رافع. (2001). تأثير ألف ليلة وليلة على أدب الأطفال العربي. حيفا: دار الهدى للطباعة والنشر.
نجيب، أحمد. (1994). أدب الأطفال علم وفن. القاهرة - مصر: دار الفكر العربي.
Fisher, Robert. (2001) .Teaching Children to Think . Nelson Thornes Ltd. United Kingdom

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق