الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

"كلنا طيور" قصة للأطفال بقلم: د.عمر صوفي



كلنا طيور
د.عمر صوفي

    كانت الدجاجة تنبش الأرض فى غرفة الطيور بالدار  ، بحثا عن الحبات الصغيرة المتناثرة مع صديقاتها من الطيور الأخرى ، دجاج، بط ، إوز ، حمام ، تتقافز بينهم الدجاجة فى فرح وسرور.
   وذات يوم بدت الدجاجة حزينة متألمة وقالت لنفسها : كل الطيور فى المنزل لها أبناء تلعب حولها إلا أنا. البطة ، والإوزة، والحمام، أريد أن أرى صغارى وأربيهم وأرعاهم.. أهل البيت يأخذون بيضى دائما ولا يدعون لى الفرصة..أريد أن أربى كتاكيتى..حتى لو كتكوت واحد.
   فكرت الدجاجة طويلا . ودت لو تترك ربة الدار لها بيضة واحدة ليفقس منها كتكوت. لكن هذا لم يحدث.
  قالت الدجاجة : سوف تفرح ربة الدار لو رأت لى كتكوتا .. فهذا سيزيد عدد طيورها.
   نظرت الدجاجة إلى البطة التى تحتضن بيضها فى حنان فى ركن الغرفة، وجاءتها فكرة همت بتنفيذها فى الحال.
  ذهبت الدجاجة إلى البطة وقالت بكل ود: أيتها البطة العزيزة ..أريد منك معروفا بحق الأمومة العظيمة المقدسة.
   نظرت إليها البطة وهى تحتضن بيضها وقالت: اطلبي أيتها الدجاجة العزيزة.
   فرحت الدجاجة بهذه اللهجة المشجعة وقالت: أريد أن أضع مع بيضك بيضة واحدة..أريد أن أرى صغارى ..ولو كتكوت واحد.. كتكوت واحد أيتها البطة العزيزة.. أرجو ألا تحرميني من شعور الأمومة.
  فكرت البطة قليلا ثم قالت متهللة: أظن المكان يتسع لاحتضان بيضتك مع بيضى أيتها الجارة العزيزة.
  تهللت الدجاجة وأخذت تقفز من السعادة، وفى صباح اليوم التالى باضت الدجاجة بيضتها بجانب بيض البطة لتحتضنها حتى تفقس، وأخذت تنتظر وتعد الأيام.
  بدأ البط الصغير يفقس أولا من بيضه، كل يوم تفقس عدة بيضات، والدجاجة تنتظر.
  وذات يوم نادت البطة وهى مسرورة على الدجاجة: أيتها الدجاجة العزيزة..تعالى انظري..لقد فقست بيضتك وخرج منها كتكوت جميل ..تهانئى..الآن أنت أم سعيدة .
  فرحت الدجاجة فرحا كبيرا، وطارت إلى موضع البطة مسرورة وشكرتها، وأخذت تتأمل كتكوتها..يا الله..أنه صغير.. منقاره صغير..وزغبه أنعم من الحرير.
  فكرت البطة قليلا وسألت بخبرتها: هل ستأخذين الكتكوت أم ستتركينه يلعب مع بطاتى الصغيرات؟
   كانت الدجاجة تحلم باليوم الذى تربى فيه كتكوتها ، فقالت بحماس: سوف أرعاه بنفسى.. لا أود أن أثقل عليك أكثر من هذا أيتها البطة العزيزة.
 قالت البطة المجربة: لكن يجب أن تعلمى أن كتكوتك الوحيد لن يكون سعيدا بمفرده.. لا بد من صغار مثله يلعب معهم ويتعلم.
   وجمت الدجاجة وقالت : إذن ما العمل؟
 ردت البطة: اتركيه يلعب مع صغارى، واهتمي به أثناء ذلك.
 سألت الدجاجة : وهل هذا أفضل؟
 أجابت البطة: بكل تأكيد.. سيكون الكتكوت أحسن حالا من وحدته.
  اقتنعت الدجاجة، رغم أنها كانت تود أن تخلو بصغيرها لتبثه كل الحنان، لكنها غلبت مصلحة كتكوتها على عواطفها.
  وذات يوم رأت الدجاجة منظرا أحزنها .
   كان البط الصغير يلعب معا ويتجنب الكتكوت، بل يدفعه بعيدا. أدرك البط الصغير أن الكتكوت طائر مختلف ، منقاره وأرجله ولونه وصوته .
   حزنت الدجاجة عندما رأت الكتكوت وحيدا منبوذا واحتضنته بحنان، وشكت حاله للبطة، فطمأنتها وقالت: لا عليك.. لا تقلقى .. كل غريب يبدو فى البداية غير مألوف، وبالتدريج يندمج الجميع معا.
   جمعت البطة صغارها وقالت لهم: أبنائى الأحباء..هذا الكتكوت طائر صغير جميل..لماذا تخشونه؟! أنه يحبكم ويريد أن يلعب معكم ، فلماذا لا تحبونه؟ ألسنا كلنا طيور؟!.
  ردت البطات الصغيرات فى صوت واحد عذب : بلى .. كلنا طيور.
قالت البطة الأم: إذن كلنا إخوة حتى لو اختلفت الأشكال والألوان والأصوات.
 جرت البطات الصغيرات نحو الكتكوت وأحاطوا به فى دائرة وغنى الجميع:
" كلنا إخوة ..كلنا طيور ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق