الخميس، 30 يونيو 2016
الأربعاء، 29 يونيو 2016
الاثنين، 27 يونيو 2016
السبت، 25 يونيو 2016
الخميس، 23 يونيو 2016
الأربعاء، 22 يونيو 2016
الثلاثاء، 21 يونيو 2016
الاثنين، 20 يونيو 2016
الأحد، 19 يونيو 2016
"دبدوب والتمساح " قصة للأطفال بقلم: طلال حسن
دبدوب والتمساح
طلال حسن
الحكيم
ــــــــــــــــــ
أويتُ إلى فراشي في وقت متأخر ، لعلها الشيخوخة ، نعم ، إن الشيوخ بهمومهم
وأوجاعهم قلما ينامون .
ولم أكد أغفو ، حتى هزتني طرقات كقصف
الرعد ، ونهضت ملسوعاً ، لا أحد يطرق الباب هكذا إلا .. ، لكن هذا مستحيل ، فالليل
يكاد ينتصف .
وفتحتُ الباب ، يا إلهي ، إنه هو
نفسه .. دبدوب ، وقبل أن أصرخ به ، بادرني قائلاً : جدي ، جاءني اليوم .
وانفجرت غيظاً : أيها الأحمق ، نحن
في منتصف الليل .
وشهقت وقد جحظت عيناي ، وما إن
التقطت أنفاسي ، حتى صحت : جدك ! يا لك من أبله ، إن جدك مات قبل أن تولد بثلاث
سنوات .
وتطلع دبدوب إليّ ، وقال : أعرف ،
أعرف ، لقد جاءني في المنام .
ومددت يدي ، أبحث عن عصاي ، فهي الرد
الوحيد عليه ، أما دبدوب فقد تابع قائلاً : وطلب مني أن أكمل رسالته ، فأنا كما
تعرف .. حفيده .
وتأوهت غيظاً ، فيدي لم تقع على عصاي
، وقال دبدوب : لقد حقق جدي الكثير ، لكنه مات وفي نفسه حسرة ، لقد أراد أن يعرف
عدد اسنان التمساح ، دون جدوى .
ولم أتمالك نفسي ، فصحت بانفعال ،
وأنا أشير بيدي نحو النهر : التمساح هناك ، اذهب وادخل رأسك في فمه ، مثلما فعل
جدك ، وعد أسنانه .
وحدق دبدوب فيّ ملياً ، ثم استدار ،
ومضى نحو النهر ، وهو يقول : لابد أن أكمل رسالة جدي ، مهما كلفني الأمر .
وصفقت الباب بعاف ، وعدت إلى فراشي ،
وأغمضت عينيّ ، إنني متعب ، وأريد أن أرتاح ، وسأرتاح إذا نمت ، لكني لم أنم ،
وكيف أنام ، وهذا المجنون دبدوب ، قد مضى إلى النهر ، ليعد أسنان التمساح ؟
وتقلبت في فراشي ، أيعقل أن يمضي
دبدوب إلى .. ، لا ، لا يمكن ، مهما بلغ من الجنون فلا يمكن .. ، لكن جده فعلها ،
ولم يخرج حيّاً من فم التمساح ، يا إلهي ، يبدو أنني لن أنام الليلة .
الأم
ـــــــــــــــــ
استيقظتُ مبكرة ، وكالعادة لم أجد دبدوب في فراشه ، لابد أنه الآن يلاحق
الفراشات ، ليعد ألوانها وأنواع أجنحتها ، يا للجنون ، إنه لا يعرف العد لأكثر من
خمسة ، ومع ذلك يريد أن يعد كل شيء ، إنها الوراثة ، فجده أيضاً كان مجنوناً بالعد
، وقد انتهى ، وهو يعد أسنان التمساح .
وانتصف النهار ، دون أن يعود دبدوب ،
فساورني القلق عليه ، آه يبدو أن فراشة غريبة قد راوغته ، واستدرجته إلى أعماق
الغابة ، ومن يدري ، لعله ضلّ الطريق .
ونهضتُ مسرعة ، وبحثت عنه في كل مكان
، دون جدوى ، وقصدت أصدقاءه سنجوب وأرنوب وسلحوفة ، وسألتهم عما إذا كانوا قد رأوه
، لكن عبثاً ، فإن أيّاً منهم لم يره اليوم .
ورجعت خائبة إلى البيت ، والشمس تميل
إلى الغروب ، وإذا فكرة تلتمع في ذهني ، يا لحمقي ، كيف غاب هذا عني ؟ وكالسهم
انطلقت نحو بيت .. الدب الحكيم .
ورأيت الحكيم بالباب ، يستند على
عصاه ، مستغرقاً في التفكير ، فأسرعت إليه ، وصرخت : ابني ، ابني دبدوب .
وانتفض الحكيم ، وكاد يهوي على الأرض
، وما إن رآني حتى تمتم : دبدوب !
وصرخت ثانية : إنني أبحث عنه منذ
الصباح .
واتسعت عينا الحكيم ، وتمتم برعب :
يا إلهي ، التمساح .
وفغرت فمي مذهولة ، يبدو أن الحكيم
قد خرف ، فمددت يدي إليه ، وقلت : أيها الحكيم ، إنني أسألك عن ابني .. دبدوب .
وشد الحكيم يده على عصاه ، ومضى يدب
مسرعاً ، وهو يقول : هيا اتبعيني ، سنلحق بدبدوب ، هذا إذا لم يكن قد لحق بجده .
دبدوب
ــــــــــــــــــ
حلّ الليل ، فلأسرع ، لقد تأخرتُ كثيراً ، لابد أن أمي تبحث عني الآن ، آه
لولا القمر لضللت طريقي ، ترى أين تذهب الشمس ليلاً ؟ سألحق بها مرة ، وأعرف سرّها
، وإلا كيف يمكن أن أكون عالماً مثل جدي ؟
يا لجدي العظيم ، لقد عبر النهر ،
واكتشف قارة جديدة ، وتوغل في الغابة ، حتى وصل تخوم الصحراء ، وكاد يعرف عدد
أسنان التمساح ، ولو لم يطبق اللعين فكيه ، و .. ، لكنه سيفرح ، حين سيجيؤني
الليلة في المنام ، ويعلم أنني أكملت رسالته ، وعرفت عدد أسنان التمساح ، وسيأخذني
في أحضانه ، ويهتف فرحاً .. ، وسمعت هاتفاً يصيح : دبدوب .
وخفق فلبي بشدة ، وتسمرت في مكاني ،
وأجبت مرتعداً : نعم ، جدي .
وجحظت عيناي ، وكدت أتهاوى على الأرض
، فقد وقف أمامي شبحان ، وسمعت أحدهما يتمتم قائلاً : يا ويلي ، لقد جن .
يا إلهي ، إن صوته يشبه صوت الحكيم ،
وقال الشبح الثاني : دبدوب ، إنني أمك .
يا لجبني ، إنهما ليسا شبحين ، هذه
أمي ومعها الحكيم ، واندفعت إليهما قائلاً : لقد أكملت رسالة جدي ، وعرفت عدد
أسنان التمساح .
وشهقت أمي صائحة : التمساح !
وفغر الحكيم فاه ، ثم تأتأ مرتعباً :
لا تقل إنك أدخلت رأسك في ..
وابتسمت قائلاً : لا ، صديقي هو الذي
دخل ..
وقاطعني الحكيم متسائلاً : وخرج !
فأجبته : طبعاً .
وتساءل الحكيم ثانية : من يكون صديقك
الأحمق هذا ؟
فهتفت مبتسماً : الزقزاق .
وانفرجت أسارير الحكيم ، وأضاءت
ابتسامة مطمئنة وجهه الشائخ ، وقال : أبشر ، يا بنيّ ، ستكون عالماً مجيداً مثل
جدك .
ويبدو أن أمي ، لا تصدق بأني سأكون
عالماً ، فقد أطبقت على يدي ، وشدتني بقوة ، وهي تقول : هيا وإلا انتهيت مثلما
انتهى جدك .
ولذت بالصمت ، وسرت إلى جانب أمي ،
منقاداً لقبضتها ، وراح الحكيم يدب متعثراً وراءنا ، مرتطماً بالأشجار ، فقد اختفى
القمر خلف غيمة حالكة ، وساد الظلام ، وخطف طائر فوقنا ، فاحتضنتمي أمي ، وقالت :
لا تخف ، إنه خفاش .
وتلفت حولي ، إنني لا أرى غير الظلام
، عجباً ، كيف يطير الخفاش ، دون أن يرتطم بالأشجار ؟ هناك سرّ ، ولابد أن أدرس
الخفاش ، وأعرف هذا السرّ ، وإلا .. كيف سأكون عالماً مثل جدي ؟
السبت، 18 يونيو 2016
الخميس، 16 يونيو 2016
"التوأمان " قصة للأطفال بقلم: يمام خرتش
التوأمان
يمام خرتش
سمير ومنير توءمان محبوبان ونشيطان ويحبان المغامرات، كما أن لديهما
العديد من الأصدقاء، وهما متشابهان جدًّا؛ بحيث لا يستطيع أحد من رفاقهما التفريق بينهما؛
لذا يرتدي منير دائمًا قبعة حمراء اللون، بينما يرتدي سمير واحدة زرقاء.
يحب سمير لعبة كرة القدم، وهو يشارك دائمًا في الدوري الذي تجريه
المدرسة، بينما يحب منير كرة السلة، وهو بارع جدًّا في إمساك الكرة وقذفها داخل السلة.
ذات يوم، خرج سمير ومنير مع أصدقائهما من المدرسة بعد انتهاء الدوام،
وأخذوا يتحدثون طيلة الطريق عن يومهما في المدرسة وعن دوري كرة القدم الذي ستجريه المدرسة
في اليوم التالي، وكان سمير يُعقِّب على الحديث بين الفينة والأخرى، فيقول:
"سأسجلُ غدًا الكثير من الأهداف، وسترون مهاراتي في اللعب وفي ركل الكرة".
وبينما الرفاق يتحدثون ويتحدثون، انتبهوا إلى أن الوقت قد داهمهم،
وأنهم تأخروا في العودة إلى منازلهم.
هنا ودَّع التوءمان رفاقهما، وانعطفا في أحد الشوارع المؤدية إلى
بيتهما، وبعد أن مشيا بضع خطوات، قال سمير لأخيه: "هيا ندخل في هذا الدرب الضيق
بين الأشجار؛ فهو أقرب إلى بيتنا"، فقال منير: "ولكن هذا الطريق أصبح
طينيًّا؛ بفعل المطر الذي هطل البارحة"، فأردف سمير: "هيا ولا تخف؛
سنمشي على مهل".
وبالرغم من أنهما مشَيا بتؤدة وتمهل، إلا أن قَدَم سمير انزلقت من على
الأرض الموحلة، فوقع عليها والْتَوى كاحله، فأخذ يتأوَّه من الألم ويقول: "آه.. قدمي تؤلمني، ساعدني
يا منير".
فقال منير وهو يساعد أخاه على النهوض: "ألم أخبرك بأن علينا ألا
ندخل في هذا الطريق!".
سمير: "دعك الآن من العتاب واللوم؛ قد حصل ما حصل".
وعندها أخذ سمير يبكي بشدة.
منير: "أتؤلمك قدمك كثيرًا يا أخي؟".
سمير: "إنها تؤلمني، ولكن الألم لا يعنيني بقدر ما يعنيني الدوري الذي لن
أستطيع أن أشارك فيه؛ أسابيع عدة وأنا أحضر لهذا اليوم، لا أستطيع أن أتخيل أنني لن
أشارك! بل كيف سيلعب الفريق من دوني وعددهم غير مكتمل؟!".
منير: "عندي فكرة! سأذهب بدلًا عنك ولن يشعر أحد بأننا تبادلنا
الأدوار، وستبقى أنت في البيت غدًا ريثما تتعافى قدمك".
سمير: "لكنكَ لا تجيد لعب كرة القدم!".
منير: "سأتدرب قليلًا اليوم، وسأبذل جهدي غدًا؛ لا تقلق، ثم إن
هذا الحل أفضل من عدم الحضور نهائيًّا".
وافق سمير - على مضض - على اقتراح منير، وراح منير يتدرب بعد العصر في
الفناء الخلفي للمنزل.
ثم جاء يوم المباراة الموعود، وتوجه منير إلى الملعب بدلًا عن أخيه
كما اتفقَا، وكُلُّه ثقة بأنه سيستطيع أن يبلي بلاءً حسنًا في اللعب مثل أخيه.
أطلق الحكم صفارة البدء، وبدأ اللاعبون بتمرير الكرة لبعضهم البعض، ولكن يا للهول! عندما مرَّر
أحد اللاعبين الكرة إلى منير الْتقطها بيده! فقد نسي أنه في مباراة لكرة القدم؛ فهو
معتاد على التقاط الكرة بيديه عندما يلعب كرة السلة، وقد احمرَّ وجهه خجلًا بعد أن
رفع الحكم تجاهه بطاقة صفراء.
عاود اللاعبون اللعب، وبدأ الحماس يعلو الجمهور، وخاصةً بعد أن أحرز
الفريق المنافس هدفين مقابل لا شيء لفريق مدرسة التوءم.
اقتربت المباراة من نهايتها، وبدأت اللحظات الحاسمة، وأصبح التوتر
يسود الجو، وهنا كان منير يقف قريبًا جدًّا من المرمى، فمرر أحد اللاعبين الكرة
لمنير مرة أخرى، فأخذ الجميع يقول في سره: "إنها فرصة ذهبية؛ لا تضيعها يا
سمير"، لكن منير ارتبك كثيرًا بعد أن صار محط أنظار
الجميع، فالتقط الكرة مرة أخرى بيده، وعندها صاح الجمهور غضبًا وكذلك اللاعبون،
فرفع الحكم بطاقة حمراء ألقت منيرًا خارج الملعب.
وبعد دقائق، انتهت المباراة بفوز الفريق الآخر.. والكل مستاءٌ من تصرف
سمير.
في اليوم التالي للمباراة، ذهب سمير مع منير للمدرسة، فتجمع حوله
الرفاق فورًا؛ بعضهم أخذ باللوم والعتاب، والبعض الآخر أخذ يوجه عبارات الاستياء من
اللعب الرديء، بينما سمير لا يحرك ساكنًا ولا يتفوه بأي كلمة.
ماذا يقول؟ أيقول: إنه غش هو وأخوه وتبادلا الأدوار؟ أم يكذب ويقول مثلًا بأنه لم ينم جيدًا وكان متوعكًا قليلًا أثناء
اللعب؟! وهما أمران بعضهما أسوأ من بعض!
لذا التزم الصمت، وتعاهد مع أخيه أن يبقى هو سميرًا ويبقى منير
منيرًا؛ حتى لا تحدث عواقب وخيمة.
الأربعاء، 15 يونيو 2016
الأحد، 12 يونيو 2016
"أَهْلاً أَهْلاً يَا رَمَضَانْ" قصيدة للأطفال بقلم: سعاد الخرّاط
أَهْلاً أَهْلاً يَا رَمَضَانْ
سعاد الخرّاطأَهْلاً أَهْلاً يَا رَمَضَانْ
شَهْرُ التَوْبَةِ وَالْغُفْرَانْ
فِيكَ تَنْتَشِرُ الْأَسْمَارْ
وَنُجَدِّدُ أَحْلَى الْأَعْمَارْ
حِينَ يَجْتَمِعُ الخِلاَّنْ
حَوْلَ آيَاتِ الرَحْمَانْ
أَهْلاً أَهْلاً يَا رَمَضَانْ
شَهْرُ تَنْزِيلِ الْقُرْآنْ
فِيكَ تَرْتِيلُ الْآيَاتْ
وَنُرَدِّدُ أَحْلَى الْأَذْكَارْ
لِيَعِيشَ النَاسُ الْأَبْرَارْ
وَتَعُمَّ الدُنْيَا الْأَنْوَارْ
أَهْلاً أَهْلاً يَا رَمَضَانْ
شَهْرُ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانْ
بِالْحُبِّ نَبْنِي الْأَكْوَانْ
وَلَنَا فِي الْفِرْدَوْسِ جِنَان
السبت، 11 يونيو 2016
الجمعة، 10 يونيو 2016
الخميس، 9 يونيو 2016
الأربعاء، 8 يونيو 2016
"الفأر الضائع" قصة للأطفال بقلم: يمام خرتش
الفأر
الضائع
يمام خرتش
في
وسطِ أحدِ حقولِ الذرةِ يعيشُ الفأرُ كيمو مع أبويه وإخوتِه في جُحْرٍ كبيرٍ
يمتدُّ تحت سطحِ الأرض.
يحبُّ
كيمو اللعبَ كثيراً والتنزُهَ في الحقلِ وفي أطرافِ الغابةِ المجاورة. ذاتَ يومٍ
طلبَ من والدتِه الخروجَ للعبِ في الحقلِ، فوافقت شرطَ أن يعودَ قبل مغيب الشمس،
فخرجَ فرِحاً مسروراً وبدأ بالقفزِ بين شتَلاتِ الذرة، ثم قالَ في نفسه سأتجولُ
قليلاً في الغابةِ ثم أعودُ قبل حلولِ الظلام.
دخلَ
إلى الغابةِ وبدأ بالدورانِ حولَ الأشجارِ، ثم وجدَ على الأرضِ حبَّةَ جوزٍ كبيرةٍ
فأخذ يُدحرِجُها بقدميه حتى دخلَ إلى عُمقِ الغابة.
توقَّفَ
كيمو فجأة في مكانه وانتبه إلى أن الشمسَ قد غابت وأنَّ الظلامَ قد بدأ يلفُّ
المكان، وتذكَّرَ كلماتِ أمِّه بأنَّ عليه ألا يتأخَّرَ بالعودةِ إلى المنزل.
عندها استدارَ وأخذ يركضُ في الغابة.
ركضَ
طويلاً، لكنه لم يصلْ إلى حقلِ الذُرةِ حيثُ يسكنُ، إنما بقي في الغابةِ بين
الأشجارِ العالية. استدارَ إلى جهةِ اليمين وأخذَ يركضُ ويركضُ حتى اشتدَّ ظلامُ
الليلِ وأنهكَه التعب.
أخذ
كيمو يبكي خوفاً من أن يأكلَه أحدُ الثعالبِ، فقرَّرَ أن يختبئ في أقربِ جحرٍ يصل
إليه، فمشى بضعَ خُطُواتٍ فوجدَ جُحراً صغيراً واعتقدَ أنه جحرٌ لجماعةٍ من
الفئرانِ، فدخلَ إليه واندسَّ بين الحيواناتِ الصغيرةِ النائمة.
أشرقتْ
شمسُ الصباحِ، واستيقظَتْ حيواناتُ الغابةِ جميعُها بما فيها عائلةُ الأرانبِ
البريّةِ ، التي تعيشُ في الجحرِ الذي دخلَه كيمو في طرفِ الغابة.
تتكون
عائلةُ الأرانبُ هذه من أبٍ و أمٍّ و خمسُ أرانبَ صغيرةٍ رماديةِ اللون.
وكما
العادةُ كلَّ صباحٍ، ذهبَ الأبُّ لإحضارِ طعامِ الفطورِ، بينما أخذتِ الأم تعدُّ
الأرانبَ الصغيرةَ .. واحد .. اثنان.. ثلاثة .. أربعة.. خمسة.. ستة !!
تفاجأتِ
الأمُّ.. فصغارها عددُهم خمسةٌ، فمن هذا الحيوانُ السادسُ النائمُ بين الأرانبِ
الصغيرة !؟
استغربتِ
الأرانبُ الصغيرةُ أيضاً، فلونُ فِرائِها رماديٌّ بينما الحيوانُ الجديدُ بنيُّ
اللون، وآذانُ الأرانبِ كبيرةٌ بينما أذُناهُ صغيرتان، أيضاً ذيلُ الأرانبِ قصيرٌ
جداً بينما ذيلهُ طويل.
جاءَ
الأبُّ ومعه بعضُ الجزرٍ، وشاهدَ الحيوانَ البنيَّ بين صغارهِ فقال : هذا فأرُ
الحقلِ، لابدَّ أنه أضاعً الطريقَ إلى جُحرهِ في الظلامِ فدخلَ إلى جُحْرِنا ونامَ
عندنا.
الأمُّ:
وكيف سنعرفُ أينَ جحرُه لنعيدَه إلى أهلهِ؟. فقالَ أحدُ الأرانبِ الصغيرةِ: أرجوكم
دعُوه يبقى عندنا فهو لطيفٌ وجميل.
الأبُّ:
لا يا بني يجب أن نعيدَه إلى جحرهِ، لابدَّ أن أباهُ وأمه قلقَين عليه الآن.
سأذهبُ به إلى طائرِ البومِ الحكيمِ وأخبرُه بالأمر.
انطلقَ
الأبُ مع كيمو نحو شجرةِ السنديانِ الكبيرةِ حيثُ يسكنُ طائرُ البومِ و قال له:
صباح الخير أيُّها البوم ، لديَّ مشكلة وأرجو أن تساعدني في حلها.ِ
البوم:
تفضل أيُّها الأرنب.
الأرنب:
جاءَ إلينا في الليل هذا الفأرُ الصغيرُ، ولا ندري أين جحرَه لنعيده إليه.
البوم
: لا تقلق أيها الأرنب، أنا سأبحثُ عن جحرِه وعن أهله ، انتظرني هنا وسأعودُ بعد
قليل.
حلَّقَ
البومُ فوق الحقولِ المجاورةِ للغابةِ، وتفحَّصَها بنظره الثاقب، فشاهدَ مجموعةً
من الفئرانِ مجتمعةً في منتصف حقلِ الذرة، فهبطَ إليهم وسألَهم عن سببِ تجمعِهم،
فأخبروه بأنهم أضاعوا فأراً صغيراً، فطمأنهم بألا يقلقوا، وبأنَّ الفأرَ بأمانٍ مع
الأرنبِ.
عاد
البومُ إلى الأرنبِ وأرشدَه إلى مكانِ مسكنِ الفأر. فشكَره الأرنبُ ثم سارَ مع
كيمو باتجاهِ حقلِ الذرة، وعندما وصلا إلى الحقل ودَّعَ كيمو الأرنبَ وشكَرَه على
المعروفِ الذي صنعَهُ معه ثم انطلقَ إلى وسطِ الحقل.
وعندما رأتُه أمُّهُ ركضَت إليه
وعانقته، ثم قالت له: لقد قلقنا عليك كثيراً يا ولدي، ألم أطلبْ منك ألا تتأخرَ
بالعودةِ إلى المنزلِ وأن تعودَ قبلَ مغيبِ الشمسِ ؟!
اعتذرَ كيمو من والدتهِ وأهلهِ
ووعدهم ألا يدخُلَ الغابةَ بمفرده وألا يتأخرَ بالعودةِ إلى المنزلِ بعدَ اليوم.