الاثنين، 21 ديسمبر 2015

"أسماك الزينة" قصة للأطفال بقلم: أحمد عبد الحكم أبو الحسن



أسماك الزينة
 أحمد عبد الحكم أبو الحسن
  (1)
كانت  سمكة جميلة   ألوانها  رائعة  ، تعيش فى سلام  فى قاع البحر الواسع ذو اللون الأزرق  تتأمل جمالها الخلاب الذى وهبه  الخالق لها  بإعجاب  شديد  ..... تقفز  ضاحكة وهى تحدث رفيقتها
-         لم يخلق هذا الجمال إلا ليمتع الأبصار ويحقق السعادة  
-         كيف
-         خلقنا لنستعرض بجمالنا أمام البشر ونسعدهم ونريح أبصارهم 
-         كونى عاقلة لا يوجد أجمل ولا أوسع من بيتنا البحر الدافىء الجميل
وتمضى غير مهتمة  تنتظر بشوق لحظة تنتقل فيها  إلى عالم البشر الرائع  هى سمعت أن هناك أسماكاً  ألقى بها فى النهر ثانية بعد أن عاشوا  بينهم أعواماً  وأنهم يصنعون بحاراً يسمونها " حوض أسماك الزينة " يضعون فيها الجميلات مثلها  يهتمون بهم  ويطعمونهم  وينظفون أماكنهم  وليس عليها من عمل غير أن تقفز أمامهم أو تتحرك برفق  لتمتعهم  ..
  (2)
ها هم  يلقون شباكهم  يبحثون عن الأسماك الملونة  .. سألقى نفسى أمامهم  .. بالتأكيد سيأخذوننى إلى هناك ... أريد حياة مثل هذه ليس فيها تعب  ... أنا الأن فى شبكة صيد أحدهم أرقب السعادة على وجهه وهو يتأمل جمالى  ويضعنى برفق فى مكان صغير مظلم  .. ليس مهماً لحظات وسأكون فى حوض السمك الذى سمعت عنه  .. أعيش لحظات رائعة ...
(3)
أخيراً تحقق حلمى وأنا بالفعل فى حوض سمك داخل منزل كبير يبدو أنه لرجل مهم .. هو لا يعبئ بى كثيراً ولكن أصدقاءه يتفرجون على .. أشعر بالسعادة وأنا أرى نظرات إعجابهم بقشورى الملونة الزاهية .. ولكن الحوض ضيق جداً  أهدىء من ايقاع خطواتى كلما هممت بالمشى السريع حتى لا أصطدم بزجاجه القاسى
(4)
السيدة  التى تعتنى بى  تلقى طعاماً مراً لولا الجوع ما التقمته  هى تظننى سعيدة بطعامها فتلقى بالمزيد الذى يغير من رائحة المكان  ...


(5)
حان وقت تنظيف المكان  السيدة  تخرجنى من الحوض أحاول أن اتملص من يديها ولكنها تضغط على أستسلم وتتركنى فى مكان  آخر بارد ومظلم وهواءه غير نقى .. وعندما تعيدنى ثانية  تلقى بى بقسوة فى الحوض ...
(6)
ما الذى حدث .. لم يعد أحد يتأملنى  إعتاد الجميع على وجودى فى الحوض  وشعروا بالملل  .. لم يعد يرقبنى غير ولدهم الصغير الشقى هو يضع يده  فى الماء ويضربنى بأصبعه أحاول الفرار وأصطدم بالزجاج القاسى .. يمل هو أيضاً ويتركنى  وأنا لا أقوى على الحركة
(7)
ماذا فعلت بنفسى .. ليتنى سمعت كلام صديقتى .. كيف أترك البحر الرائق الجميل  وأجىء برغبتى إلى هذه المياه الملوثة .. كيف أترك ضفاف البحر الواسع  إلى ضفتين من الزجاج ...
(8)

الآن  هم سيتخلصون منى بالتأكيد أرى ذلك فى عيونهم التى ما عادت تنظر إلى .. ليس مهماً  سيلقوننى   فى البحر  ثانية .. سأعود إلى أصدقائى  وأنصحهم ألا يفكروا فى ترك بحرهم الجميل إلى عالم البشر المؤلم ..  وقبل أن يحاولوا إمساكى ألقيت بنفسى فى أيديهم رغبة فى العودة إلى البحر ...
(9)
يا إلهى هم يتوجهون بى إلى مكان آخر رائحته كريهه  ومزعجة .. ماء عفن ... ملىء بالضفادع ... لا ليس هنا .. ليس هنا أحاول التملص والهروب ولكن بلا جدوى ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق