الجمعة، 23 أكتوبر 2015

"القط الشَرِه والببغاء" حكاية شعبية من الهند ترجمة:عاطف محمد عبد المجيد

حكاية شعبية من الهند
القط الشَرِه والببغاء
ترجمة:عاطف محمد عبد المجيد
atefpoete@yahoo.com

ذات مرة..كان هناك قط وببغاء قرّرا معا أن يدعو كل منهما الآخر على العشاء.وفي يوم ما دعا القطُّ الببغاءَ على العشاء,ولمّا كان القط بخيلا جدا فلم يحضر له على العشاء إلا قليلا من اللبن وسمكة صغيرة جدا وقطعة بسكويت, ولما كان الببغاء مؤدبا فلم يتذمر من هذا رغم أنه لم يكن سعيدا.وفي اليوم التالي دعا الببغاءٌ القطَّ إلى العشاء,فجهّزعشاء ممتازا..شَوى قطعة لحم,وملأ سلة بالفاكهة اللذيذة ,ووضع الماء يغلي لعمل الشاي, ورصّ عددا كبيرا من قطع الجاتوه الصفراء, الجميلة ,المستديرة , والطرية أيضا.
رص الببغاء خمسمائة قطعة بالتحديد!وضع منها (498) قطعة في المكان الذي سيجلس فيه القط, واحتفظ لنفسه بقطعتين فقط.وصل القط وجلس في مكانه,ثم التهم قطعة اللحم, شرب الشاي,أكل الفاكهة,وافترس كل قطع الجاتوه,ثم لحس الفتات الذي تبقى منها!
ثم طلب من الببغاء شيئا آخر ليأكله,فقال له ليس لديّ سوى قطعتين من الجاتوه لم ألمسهما خذهما لو أردت.فالتهمهما القط وتلمّظ قائلا:ما زالت شهيتي مفتوحة ..أمَا عندك شئ آخر تعطيه لي ؟ فقال الببغاء : حقيقة لا يوجد هنا سواي أنا..وفي الحال كشّر القط عن أنيابه البيضاء, وابتلع الببغاء. كانت المرأة العجوز التي رأت ما حدث حزينة جدا مما فعل القط , فصاحت وهي ترفع يديها إلى السماء :أيها القط الشرير كيف استطعت أن تأكل صديقك الحميم؟
فقال القط :لقد أكلت صديقي وسآكلك أنت أيضا. وبسرعة كانت المرأة العجوز في بطن القط. بعد ذلك نزل يمشي في الشارع يختال فخورا بما صنع .وهو في طريقه قابل رجلا يركب حمارا فقال له الرجل : تَنحْ عن طريقي أيها القط الصغير حتى لا يدوسك حماري وهو يسرع الخطو. فقال له القط: حمارك أنت يدوسني أنا ؟! لقد أكلت خمسمائة قطعة جاتوه ,وصديقي الببغاء , وامرأة عجوزا , لماذا لا آكل رجلا قبيحا مثلك وحماره؟
وفي لمح البصر التهم القط الرجل وحماره.ثم واصل السير في طريقه سعيدا بنفسه حتى قابل عُرْسا ملكيا ..الملك يمشي في الأمام تبدو عليه سعادة مَن تزوج بمَن يحبها , ماسكا الملكة في ذراعه , وخلفهما تسير مجموعة من الجنود وموكب من الأفيال.  فقال الملك بأدب للقط : ابتعد عن طريقي أيها القط الصغير حتى لا تدهسك أقدام الأفيال .فرد القط: الأفيال تدهسني؟ أنا الذي أكلت خمسمائة قطعة جاتوه ,صديقي الببغاء, امرأة عجوزا, رجلا وحماره الصغير..لماذا لا آكلك أنت أيضا أيها الملك الحزين وكل حاشيتك؟
وفي طرفة عين ابتلع القط كلا من الملك , الملكة , الرايات, الجنود, والأفيال .وبعد أن أحس أنه قد شبع راح يمشي ببطء في طريقه. وفي مكان بعيد قابل القط اثنين من السراطين  كانا يقفزان بالقرب منه , ولمّا كانا في عجلة من أمرهما طلبَا منه أن يبتعد عن طريقيهما. فقال القط وهو يصرخ بصوت مرتجف : لقد أكلت خمسمائة قطعة جاتوه , صديقي الببغاء, امرأة عجوزا , رجلا طيبا وحماره الصغير, الملك , الملكة , الجنود , الأفيال , ومازالت بي رغبة في أن آكلكما أيضا.وفي الحال اختفى السرطانان في فم القط . ولما وصلا إلى بطن القط وشاهدا كل من حولهما : الملك يجلس في ركن حاملا فوق ذراعيه الملكة الجميلة وهي في حالة إغماء. وبجوار الملك هناك الجنود في حالة تأهب بينما الأفيال تحاول أن تستعد للمبارزة . وفي الخلف تجلس المرأة العجوز تتحدث مع الرجل الطيب وهما يراقبان الحمار الصغير. وبعيدا عن هؤلاء هناك كومة كبيرة  من قطع الجاتوه , بينما يجلس الببغاء في مكان مرتفع منتفش الريش من الغضب . بعد أن رأى السرطانان كل هذا قالا: سيداتي..سادتي .. الآن جاء وقت العمل , ثم صنعا ثقبا صغيرا في جنب القط طالبين من الجميع أن يساعدوهما  في تكبير مساحة الثقب حتى يتمكنوا جميعا من الخروج من بطن القط ,ولمّا كبر الثقب خرج السرطانان واحدا تلو الآخر ووراء هما خرج الملك يحمل الملكة فوق ذراعيه ثم خرج الجنود ..ثم الأفيال الضخمة ثم الرجل الطيب وحماره الصغير , ثم خرجت المرأة العجوز المسكينة , وأخيرا خرج الببغاء وما زال ريشه منتفشا.
أما القط فقد قضى باقي السهرة متألمًا، وهو يرقّع الثقب الذي في جنبه، وعزم على ألا يعود إلى فعل هذا مرة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق