الأَمِيرَةُ الجديدة
بقلم : وفاء نزاري
في إحدى الممالك الصغيرة يوجد بها ملك عادلٌ و حنون يحكم بالعدل بين الناس لا ينظر للغني الشبعان ولا الفقير الجوعان ، ما أكسبه محبة الصغار قبل الكبار، لكنه يتميزُ بحبه الكبير للأولادِ دُونَ البنات. مما زاد مخافة زوجته أن تنجب له طفلة..
بعد شهور أنجبت بنتًا رَائِعَة الجمال يحبها كل سكان المملكة..
كَبُرَتِ الأميرة الصغيرة و أصبحت شابة جميلة، تتميز بذكائها.. تخرج أحيانا من القصر لتستفسر على كل أخبار المملكة ، لكن والدها الملك كان يمنعها، فقد كان معارضا دائما لآرائها ..
في إحدى الأيام و بينما الأميرةُ (سلوى ) تتجول في حديقة القصر سمعت كلام النائب (عثمان ) فقد أمر أحد أعوانه بالحراسة الشديدة لكي يقوم بسرقة خاتم الملكة، قررت (سلوى ) مراقبة النائب (عثمان ) الذي سَوَلَتْ له نفسه بفعل هذه الفعلة النكراء.. مرت أيامُ و النائب (عثمان ) ينتظر الوقت المناسب لتنفيذ خطته الشريرة..
ذات ليلة أقيمت في بهو القصر حفلة بمناسبة ذكرى تنصيب الملك حاكما على المملكة وسط فرحة جميع الحضور بالمناسبة البهيجة و المفرحة.. بينما كان الكل لاهياً بالحفلة حتى حَانَتْ الفرصة المناسبة للنائب (عثمان ) لتنفيذ خطته و سرقة خاتم الملكة تسلل خفية ظنا منه أنه لم يراه أحد لكن (سلوى ) كانت تراقبه من بعيدٍ و لحقت به دون أن يلمحها أو يحسَ بِهَا ..
وصل إلى غرفة الملك فأخذ الخاتم من الدرج، لكنه ما كاد ينتهي حتى فاجأته (سلوى ) متلبسا بجرمه.. نادت على الحرس فأمسكوا به و اقتادوه إلى الملك.. أستغرب الملك من فِعْلَةِ النائب (عثمان ) الذي كان ذراعه الذي يستند اليها، لم ينتظر كثيرا ، فأصدر أَمْرًا بسجنه مدى الحياة . فبدت علامات الندم على وجه النائب (عثمان ).. ثم أمر الملك بإحضار الشخص الذي أمسك بهذا اللص المخادع فقال :
ـــ أتُونِي بمن أمسك بهذا السارق ، فإنني سأُكافأه بهدية لن تخطر ببال أحد ..
حينذاك ، أشرق وجه (سلوى ) بعلامات الفرح و ردت على والدها مبتسمة:
ــ أنا من أمسك به يا أبي داخل غرفتكَ، فقد كان يخطط للأمر منذ أيام ، لذا قررت أن أراقبه لكي أكشف أمره للملأ .
قال لها الملك بابتسام:
ــ أَحْسَنْتِيْ يا بنيتي الغالية فقد أخطأت بحقك حين قررت منعك من الحكم فأنت تستحقين أن تكوني الأميرة الجديدة للمملكة لأنك قادرة على تسيير شؤونها و حمايتها من الأشرار..
سُرَتْ (سلوى ) بقرار والدها الملك الذي حقق لها الأمنية الجميلة.. وأعتلت العرش كأميرة جديدة جميلة وسط فرحة كل الحاضرين بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق