الخميس، 2 يوليو 2015

" همام و شهر الصيام " قصة للأطفال بقلم : رضا سالم الصامت

همام و شهر الصيام
بقلم : رضا سالم الصامت
- ما بك يا صديقي "همام " مهموم و حزين و كأني بك غير سعيد باستقبال شهر الصيام ؟ !
- لا لا أبدا، انه شهر كريم، فقط أنا تعبان !
- لا تقل هذا ، فرمضان شهر الراحة النفسية و هو شهر العبادة  
- نعم، و لكنه أثر في و أتعبني كثيرا....
- كيف ذلك هل ممكن أن تشرح لي بأكثر وضوح ؟
- منذ أن حل رمضان و أنا أصوم أيامه، فقل نومي و تغير مجرى حياتي و أصبحت اركن للراحة بسبب قلة النوم و أحس بآلام بمعدتي....
 - و لماذا لم تتصل بطبيب يفحص حالتك ؟
 - لا حاجة لي بطبيب !
 - و لكن، عليك أن تشغل بالك بتلاوة القرآن و الخروج إلى المسجد لأداء الصلاة...
- لا أجد وقتا لأذهب لعملي ،  فكيف لي أن اشغل نفسي في قراءة القرآن و أداء الصلاة فمنذ اليوم الخامس من رمضان تعرضت شاحنتي الصغيرة المعدة لبيع الخضر والغلال و الفواكه إلى حادث و قد تركتها  عند الميكانيكي ليصلحها و علي أن أتدبر مبلغ يفوق الأربعمائة دينار مقابل الخدمة و الإصلاح .
- أخي همام ، لو كنت مع بداية رمضان تصوم و تصلي و تحافظ على أوقاتك و تنظم حياتك و تتصدق على الفقراء و المساكين لما آل الوضع إلى هذا الحد فالصدقة ترفع البلية و هذا ابتلاء من عند الله 
- يعني عقاب
- ليس بالضبط  و لكن الله غفور رحيم بعباده في هذا الشهر الكريم يجب على المسلم أن يساعد المساكين و الفقراء ويكثر من الصلاة و الدعاء و تلاوة القرآن و ذكر الرحمان...
- صحيح و لكني لم أفعل من كل هذا أي شيء فليسامحني ربي،  و لذلك السبب غضبت زوجتي من تصرفاتي لاو فرت إلى منزل أبويها هي و أطفالي و قررت أن لا تعود إلى البيت حتى أستقيم في هذا الشهر الكريم.
- إذن أنت تعيش لوحدك ؟!
- اجل منذ أكثر من أسبوع، و أنا أعيش لوحدي، و أعد الأكل بنفسي و أبات الليل جاثما على وجهي لا صلاة و لا عبادة و لا شغل إلا النوم كامل النهار استيقظ فقط عند العصر لأحضر شيئا للإفطار..
- اسمع يا أخي إن الله يقبل التوبة و هو غفور رحيم،  هيا قم و توضأ و صلي لله عله يغفر لك و اعلم أخي همام أن هذا الشهرهو شهر  نهاره مصون بالصيام و ليله معمور بالقيام وقد فضله الله عن بقية الشهور فرض فيه الصيام و انزل فيه القرآن و فيه ليلة هي خير من ألف شهر هو شهر البركة و شهر صله الأرحام  هيا قم و توضأ وصلي لله ثم  اذهب لزوجتك و أبنائك  و سترى كم هو كريم شهر الصيام .
قام همام  و توضأ و صلى ركعتين لله و طلب أن يغفر له و ذهب لجلب زوجته و أبنائه و أعلن انه تاب و عاد لبيته فرحا مسرورا و عند العصر خرج إلى المسجد  ليصلي  و بينما هو هكذا التقى بالميكانيكي الذي اخبره أن عربته تم إصلاحها و يمكنه أن يستغلها في عمله بداية من الغد و أن يصبر عليه الميكانيكي في قبضه ثمن إصلاحها...
 
في الغد ذهب همام وأخذ عربته صباحا ثم اتجه نحو البستان القريب و وضع الخضر والغلال و الفواكه على شاحنته و توجه ببضاعته في اتجاه  السوق لابتياعها ومرت سويعات و باع همام كل ما لديه من خضر و غلال و فاكهة طازجة  و  قبض أموالا كثيرة في ذلك اليوم و اخذ قسطا منها لخلاص ما بقي بذمته من ثمن اصلاح شاحنته ، و قسطا  لشراء خبزا و لحما لعائلته  و قسطا آخر ليتصدق به على المساكين و الفقراء ... و بقي على تلك الحال حتى نهاية الشهر الكريم .
و هكذا نجح "همام " في حياته مع شهر الصيام فأنعم الله عليه و أصبح خالصا في ديونه و كل الناس يحبونه لما تميز به من أخلاق إسلامية عالية و صارت زوجته تفتخر لاستقامته، و تعتز به أمام نساء القرية لوفائه لدينه و لها و لكل الناس و لعمله و لأبنائه و هذا بفضل شهر الصيام  الذي غير مجرى حياته من السيئ إلى الأفضل و من صام رمضان ايمانا و احتسابا غفرالله له ما تقدم من ذنبه.

هناك تعليق واحد:

  1. قصة جميلة و اشكر الكاتب على هذا النص الرائع محمود

    ردحذف