مروج
الطفولة
مسرحية للأطفال
طلال حسن
فسحة بين أشجار الغابة ،
يدخل الغزال ، ويقف
متلفتاً
الغزال :
هذا مكان ظليل ، غاية في الهدوء
والجمال ، فلأجلس هنا بعض الوقت ،
لعلي أغفو ، حتى تمرّ الظهيرة ، وتخفّ
حدة الحرّ " يسكت منصتاً " هذا وقع أقدام
خفيفة مترددة ، توقفت الآن " يبتسم " لابدّ
أنه صديقي .. الأرنب .
والجمال ، فلأجلس هنا بعض الوقت ،
لعلي أغفو ، حتى تمرّ الظهيرة ، وتخفّ
حدة الحرّ " يسكت منصتاً " هذا وقع أقدام
خفيفة مترددة ، توقفت الآن " يبتسم " لابدّ
أنه صديقي .. الأرنب .
الأرنب :
" يطل برأسه " أيها الغزال .
الغزال :
صدق حدسي ، إنه الأرنب فعلاً " يلتفت
إليه " تعال ، يا صديقي ، تعال .
إليه " تعال ، يا صديقي ، تعال .
الأرنب :
" يتلفت حوله " مهلاً ، مهلاً .
الغزال :
تعال ، لا تخف ، لا أحد غيرنا هنا .
الأرنب :
" يتشمم " أشم رائحة في الجوار .
الغزال :
لا تقل لي ، إنها رائحة ثعلب .
الأرنب :
كلا ، بل رائحة تجعل الثعلب نفسه ،
يلوذ بالفرار .
يلوذ بالفرار .
الغزال :
" يهز رأسه " تعال ، تعال .
الأرنب يدخل متوجساً ،
ويقترب من الغزال
الأرنب :
" يتشمم " تشمم ، تشمم .
الغزال :
" يبتسم " أنت أرنب .
الأرنب :
لست جباناً ، بل حذراً ، ليتك تكون
مثلي .
مثلي .
الغزال :
إنني غزال .
الأرنب :
غزال مثلك أحوج ما يكون إلى الحذر ،
نحن في الغابة .
نحن في الغابة .
الغزال :
وما أجملها من غابة .
الأرنب :
علينا لكي نبقى ، أن لا نرى فيها الجمال
فقط ، بل أيضاً " يتلفت " الخطر .
فقط ، بل أيضاً " يتلفت " الخطر .
الغزال :
" يرفع رأسه مترنماً " آه .. الجمال ..
الجمال .
الجمال .
الأرنب :
" يتشمم خائفاً " الرائحة تقترب .
الغزال :
" يتشمم " ندى ، وشذا أزهار ، و ..
الأرنب :
" يتجه إلى الخارج " بل الخطر ، تشمم
جيداً ، تشمم ، وإلا لن ينفعك الندم .
جيداً ، تشمم ، وإلا لن ينفعك الندم .
الغزال :
أيها الأرنب ، تمهل .
الأرنب :
" وهو يخرج " الخطر لن يُمهلني
الغزال :
من حسن الحظ أنني لست أرنباً " يبتسم
" جدي العزيز ، أنا لا أتفق معك ، حين
تقول ، إن الغزال ، لكي يعيش في الغابة
، يجب أن يكون له أقدام غزال ، وقلب
أرنب " يصمت منصتاً " جدي ، إنني
غزال .. غزال ، وسأبقى حتى النهاية ..
غزالاً .
" جدي العزيز ، أنا لا أتفق معك ، حين
تقول ، إن الغزال ، لكي يعيش في الغابة
، يجب أن يكون له أقدام غزال ، وقلب
أرنب " يصمت منصتاً " جدي ، إنني
غزال .. غزال ، وسأبقى حتى النهاية ..
غزالاً .
فجأة ينقض نمر ،
يرافقه صوت كالرعد
الغزال :
" يتراجع خائف " آآآآ ..
النمر :
" يتقدم منه مكشراً عن أنيابه " ....
الغزال :
" يتراجع متفرساً في النمر " ....
النمر :
" يحاصره في زاوية مقفلة " ....
الغزال :
" عبثاً يحاول الهرب " ....
النمر :
" يصيح به " توقف .
الغزال :
" يتوقف متفرساً فيه " ....
النمر :
لا مجال لك للهرب .
الغزال :
لحظة ..
النمر :
" يحدق فيه " غزلان !
الغزال :
يا لله ، أنت .. " يصيح " نمور!
النمر :
" تنفرج أساريره " غزلان .
الغزال :
" متعجباً " نمور !
النمر :
" يبتسم " لم أعد نمور .
الغزال :
" يبتسم مطمئناً " ....
النمر :
" يدور حول نفسه " انظر .
الغزال :
" يتوقف عن الابتسام " ....
النمر : " يتوقف عن الدوران " إنني
الآن ..
نمر .
نمر .
الغزال :
" ينظر إليه كمن يتذكر " لقد عشنا أياماً
جميلة .
جميلة .
النمر :
نعم ، كانت أياماً جميلة " ينظر إليه "
وقتها لم أعرف أنك غزال ..
وقتها لم أعرف أنك غزال ..
الغزال :
" ينظر إليه صامتاً " ....
النمر :
إنني جائع .
الغزال :
" يبدو خائفاً متردداً " ....
النمر :
لم آكل شيئاً منذ البارحة .
الغزال :
" خائفاً " نمور ..
النمر :
" يشيح عنه برأسه " اذهب .
الغزال :
" يتراجع متردداً " ....
النمر :لا
أريد أن أراك هنا ثانية .
الغزال :
" وهو يتراجع " ليتنا لم نكبر .
النمر :
لقد كبرنا .
الغزال :
" يتوقف " ....
النمر :
اذهب أرجوك ، اذهب .
الغزال :
مهما كبرت ، ومهما ابتعدت ، سأبقى
ألهو ، في أحلامي ، عبر مروج الطفولة
، معك ، يا نمور .
ألهو ، في أحلامي ، عبر مروج الطفولة
، معك ، يا نمور .
النمر يطرق رأسه ،
الغزال يخرج حزيناً
إظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق