الاثنين، 23 مارس 2015

"لست وحيدًا " قصة للأطفال بقلم: أسماء عبد المحسن

لست وحيدًا
أسماء عبد المحسن
لم يدرك أحد من الماعز كبار وصغار الوحدة والحزن التي كان يشعر بها ذلك الجدي الصغير منذ رحيل والدته ليذهب كل صباح باكر قاصدًا الأماكن التي كان يتجول فيها مع والدته وذلك الجدول الصغير لطالما يروي ظمأهما منه مع نهاية كل يوم شاق فراح يشكو خالته التي تعامله بغرابة وقسوة محاولة إبعاده عن صغيرها وصديقه الوحيد طوال اليوم سوي صديقه وهذه المعزة الصغيرة التي ظلت تثغى طوال اليوم بحثًا عنه واختفت الشمس خلف التلال ليهبط الظلام ولم يحضر وحيد بعد،خرج صديقيه للبحث عنه دون إذن والديهما ليلتقيا بوجه قبيح للغاية كانت تحمل نظراتهما شر عظيم فتصرخ المعزة الصغيرة في صوت مكتوم قائلة:إنها المعزة الشريرة ،بينما كان وحيد يشكو لروح والدته كتب كل ما قاله علي مياه الجدول الصغير بلون أسود جعل المعزة الشريرة تتحرر من قيود الخير وكان الجميع يعرف أن والدة وحيد هي التي قيدت المعزة الشريرة بالخير جعلتها حبيسة داخله وها هي خرجت لتنتقم وإن كانت ما زالت تبحث عن الجدي الصغير وحيد،فالتقت بصديقيه فأخذتهما في المقابل صرخت الخالة حينما علمت بما حدث ساخطة علي وحيد الذي تسبب في ذلك،أما وحيد فلم يشعر بنفسه نائما بجوار الجدول الرقيق وكانت معزة الشر تعذب صديقيه كي يدلاها علي مكانه فلم ينطقا بكلمة واحدة رغم عدم معرفتهما بمكانه بل جعلاها تشعر بمعرفتهم مكانه كي لا تنشغل به عنهم ،نزلت ملكة الخير بين السماء حاملة صغيرها علي ظهرها وخبئته في قلب شجرة النخيل العالية لتزور خالته وتخبرها أن صغيرها بخير فهدأت الخالة حينما اطمأنت أن المعزة الشريرة ليس بل بإمكانها أن تؤذي أحدا سوي وحيد ولكنها فجأة حزنت عليه متذكرة شقاوته ومرحه وطيبته وسهره عليها حينما مرضت فبكت في حيرة ونادت علي جميع الماعز تحذرهم من شر المعزة الشريرة فاجتمعوا ككتلة الخير راحت تقيدها من جديد وعاد وحيد إلي منزلهم ولم يلبث أن يقترب من قريته ليفاجأ بأهل القرية جميعهم ينظرونه وفي مقدمته خالته التي راحت تحتضنه باكية راجية أن يعفو عنها وألا يتركها أبدا وهو لا يدري ماذا حدث وما السبب وإن كان يعرف كل ما حدث وماذا فعل صديقيه من أجله محتفظا به سرا كما طلبت منه والدته.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق