الأحد، 8 فبراير 2015

" عصر العقل " فى مواجهة " الحلم الأمريكى " دراسة حول أشهر روايتين للأطفال إعداد أ . يعقوب الشارونى


" عصر العقل " فى مواجهة " الحلم الأمريكى "
           دراسة حول
أشهر روايتين للأطفال
فى الأدبين الإنجليزى والأمريكى
" أليس فى بلاد العجائب "
و " ساحر أوز العجيب "
 
إعداد
أ .  يعقوب الشارونى
 


تدور هذه الدراسة حول أشهر روايتين للأطفال فى الأدبين الإنجليزى والأمريكى ، هما " أليس فى بلاد العجائب " ، التى كتبها المؤلف الإنجليزى " لويس كارول " سنة               1865 ، ورواية " ساحر أوز " التى كتبها المؤلف الأمريكى " فرانك بوم " عام 1900 .
** تدور قصة " أليس فى بلاد العجائب " ، حول الفتاة الصغيرة أليس ، التى دفعها حب الاستطلاع إلى أن تسير خلف أرنب يتحدث ويمسك بساعة ليعرف الوقت . وعندما نزل الأرنب إلى جُحره ، وجدت أليس نفسها تنزلق وراءه بعيدًا تحت الأرض إلى " أرض العجائب " .
فى هذه الأرض العجيبة تشرب أليس وتأكل بعض الأشياء التى تجعلها قصيرة جدًّا لكى تدخل                  أو تخرج من أبواب صغيرة جدًّا ، ثم تعود لتصبح طويلة لتتعامل مع شخصيات مثل القطة التى              لا يظهر منها إلا رأسها ، والدودة التى تدخن النرجيلة ، و " الدوقة " التى تتشاجر مع طباختها . ثم تجلس لتتناول الشاى مع الأرنب وفى ضيافته صانع القبعات المجنون والفأرة التى تغالب النوم .
هربت أليس من الثلاثة إلى حديقة بها ملعب الكروكيه الخاص " بملكة ورق                     اللعب " ، أو " ملكة القلوب " المولعة بإصدار الأوامر بقطع رقاب الناس . ثم بدأت أليس تشاهد إحدى المحاكمات وقد جلس على العرش ملك وملكة ورق اللعب ، وفجأة تجد نفسها تقوم بدور الشاهد أمام المحكمة .
لكن عندما أصرت الملكة على النطق بالحكم قبل أن يُصْدِر المحلفون قرارهم بالتجريم أو البراءة، ثارت أليس وقالت إن هذه مخالفة كبيرة للعدالة ، فثارت الملكة عليها وأمرت بقطع رقبتها . لكن أليس كانت قد أكلت من نبات جعلها تسترد قامتها الأصلية ، وأصبحت أمام ملكة ورق اللعب كالعملاق ، فصاحت بها : " من الذى يكترث لأحكامكم ؟! ما أنتم إلا أوراق      لعب " .
هنا طار ورق اللعب وأخذ يتساقط على أليس فى حركة هجوم ، فأخذت تبعده بيديها وهى تصيح ، وإذ بها تجد نفسها راقدة على المقعد الذى كانت تجلس عليه قبل نزولها " أرض العجائب " ، ورأسها فى حِجْر أختها التى أيقظتها وهى تقول لها :               " استيقظى يا أليس فقد طال نومك ، وحان موعد عودتنا إلى البيت لتناول الشاى " .
-  وقد تُرجمت هذه القصة إلى أكثر من ( 71 ) لغة حول العالم ، ولا تزال تتصدر أكثر الكُتب مبيعًا حتى الآن .
** أما قصة " ساحر أوز العجيب " ، فتدور حول " دوروثى " ، الفتاة الصغيرة التى يحملها إعصار إلى عالم أوز ، وهو عالم خيالى يرسمه المؤلف على نحو باهر ، فتبدأ رحلة البحث عن الساحر أوز لكى يعيدها إلى بيتها .
فى طريقها تلتقى بـ " خيال الحقل " ( خيال المآتة ) ، و " الرجل الصفيح " ( وهو مُكَوَّن من الدروع المعدنية التى كان يرتديها فرسان العصور الوسطى وتغطيهم من الرأس إلى القدمين ) ، و " أسد " ( يعتقد أنه جبان ) ، فيرافقونها للبحث عن الساحر العجيب ، وكل واحد منهم يأمل فى تحقيق أمنية خاصة تغير حياته .
وتبدو الرواية مبنية على " التناقض الذاتى " ، فخيال المآتة يبحث عن عقل يفكر به مع أنه كثيرًا ما يقترح الأفكار الذكية طوال الرحلة ، والرجل الصفيح أو المعدنى يبحث عن قلب يشعر به مع أنه يبكى متأثرًا من أتفه الأمور ، أما الأسد فيبحث عن الشجاعة بالرغم من أنه بشجاعته أنقذ البطلة دوروثى عدة مرات . وخلال الطريق يقابلون أربع ساحرات بعضهن تمثل الخير والمساعدة ، والبعض الآخر تمثل الشر والأذى .
وفى النهاية يصلون إلى المدينة التى يسكن فيها الساحر أوز ، لكنهم يكتشفون أنه ليست له قدرات متفوقة ولم يكن إلا رجل استعراض مخادعًا . كما تكتشف كل شخصية أنها تمتلك فى نفسها كل               ما تبحث عنه . ثم تطلب دوروثى عن طريق الحذاء المسحور الذى تلبسه أن تعود إلى عمتها التى تعيش فى الريف والبرارى .
-  وهذه الرواية يُعاد نشرها بانتظام حتى الآن ، وتعتبر فى أمريكا أول رواية أمريكية للأطفال ، ولا تزال أشهر روايات الأطفال الأمريكية ، كما تم إنتاجها فى السينما ثلاث مرات .  
** بين " أليس فى بلاد العجائب " و " ساحر أوز "
 


            * عــاش المؤلفــان فى فتــرة واحــدة تقريبًــا ، أحدهما فى إنجلترا هــو "  لــويــس كـارول "    ( 1832 - 1898 ) مؤلف " أليس " ، والثانى فى أمريكا هو " فرانك بوم " مؤلف " ساحر أوز "                 ( 1856 - 1919 ) .
وكل واحد منهما عاش فى فترة تَغَيُّر لمجتمعه كله ، فـ " لويس كارول " ، عاش فى الفترة التى نسميها " عصر العقل " أو " عصر التنوير " الذى ساد أوربا فى القرن التاسع عشر . أما " فرانك بوم " ، فقد عاش فى أمريكا فى فترة بلورة " الحلم الكبير " ، الذى أصبح فيه كل من يعيش فى أمريكا يحلم بالثروة والمجد والحياة فى المدن الكُبرى بدلاً من الريف .
            * والبطلة فى كلٍّ من الروايتين أنثى ، فتاة صغيرة ، " أليس " فى إحداهما ،                           و " دوروثى " فى الثانية . وفى معظم أجزاء الروايتين لا يشاركهما آخرون من البشر . أما بقية شخصيات الروايتين ، فهى شخصيات خيالية ، من أشهرها فى " أليس " ، الأرنب الذى يحمل الساعة ، والقطة شيشاير التى لا يظهر منها إلا رأسها ، وصانع القبعات  المجنون ، وملكة أوراق اللعب العصبية المجنونة المستبدة ( ملكة القلوب ) . أما فى " ساحر أوز " ، فهناك ثلاث شخصيات خيالية رئيسية هى خيال المآتة ، والرجل المعدنى ، والأسد الجبان ، ثم أربع ساحرات وساحر أوز .
            * وفى الروايتين ، نجد البطلة الصغيرة تقوم برحلة فى عالم خيالى لم تحاول أن تسعى إليه ، بل وجدت نفسها فيه بغير إرادتها . فــ " أليس " تسقط فى جُحر الأرنب لتجد نفسها فى " أرض العجائب " وهى تسعى لاكتشاف حقيقة الأرنب الذى يستخدم ساعة . أما " دوروثى " فقد حملها الإعصار الذى أطاح بها هى وبيت أهلها وطار بها إلى أرض أوز ومدينة  الزمرد .
            * وفى القصتين ، كان الاستغراق فى النوم هو وسيلة المؤلف لنقل البطلتين إلى العالم الخيالى . فقد كانت " أليس " الصغيرة تشعر بالملل وهى تجلس على مقعد خشبى فى حديقة بجوار أختها الكبيرة بغير عمل يشغلها ، ثم جعلتها شدة الحرارة تشعر بتبلد ونعاس شديد ... وفجأة لمحت أرنبًا أبيض يتكلم . أما " دوروثى " فقد كانت داخل البيت الطائر مع           الإعصار ، ثم " أغمضت عينيها واستسلمت بسرعة إلى النوم " ، ولم تستيقظ إلا بعد أن استقر البيت بكل لطف " فى بلد يتفجر بالجمال الخلاب " .
            * وفى القصتين ، نجد أن الشخصيات الحقيقية والخيالية التى تُحَرِّك الأحداث ، هى شخصيات أنثوية نسائية . أما الشخصيات الذكورية ، فقد كانت الشخصيات الأنثوية هى التى تقودها كما كانت تفعل " أليس " ، أو أن الشخصيات النسائية هى التى كشفت حقيقة زيف الشخصيات الذكورية أو قضت على الشخصيات النسائية الخيالية ( الساحرات ) مثلما فعلت " دوروثى " مع " الساحر أوز " والساحرتين الشريرتين .
            ** كما أن الصياغة الظاهرة للقصتين تجعل النظرة المتسرعة تتصور أن المؤلف فى كليهما يقصد بعمله الأطفال فقط ، لكن الكبار أحبوا القصتين مثل الأطفال .
إن القصتين ، كما حَمَلَتا التسلية والإبهار والدهشة ، فقد حملت الكبار على أن يفكروا بجدية فى الكثير من قضايا عصرهم .
            ** وبعد هذا التشابه بين بعض الأوضاع فى القصتين ، نستطيع أن نرى الفارق المتسع بينهما ، بسبب اختلاف الواقع الاجتماعى والفكرى فى كل من إنجلترا وأمريكا فى القرن التاسع عشر ، وهو                   ما نتناوله فى الصفحات التالية .
** عن رواية " ساحر أوز "
 
            * مع أن المؤلف يعلن بصراحة فى مقالاته ، على نحو مباشر ، أن قصص الأطفال يجب أن تكون من أجل الترفيه والاستمتاع فقط ، فإن القصة المختفية خلف الشكل الظاهر لقصة أوز ، تتحدث عن حلم الثروة والمجد الذى كان يتملك خيال الأمريكيين ، ثم تؤكد الرواية فى النهاية إن هذا حلم زائف .          لقد اكتشفت دوروثى أن الساحر ليست له قدرات متفوقة ، ولم يكن إلا رجل استعراض محتالاً ومخادعًا .
            * كذلك كان الناس فى تلك الفترة يحلمـون – لتحقيق أحلامهم - بالانتقـال من المناطـق الريفيـة إلـى المـدن ، لكـن القصة تبين أن هذه المدن لا تقدم فى حقيقتها إلا البريق الزائف . فالقصة تذكر أن أهل مدينة الزمرد التى أقامها الساحر أوز ، كانوا " فى الظاهر " سعداء وراضين وناجحين ، لكن على نحو رمزى تؤكد القصة أن هذا مجرد مظهر خادع ، لأن كل من يعيش فى مدينة الزمرد كان " يجب " أن يضع على عينيه - تنفيذًا لقانون - نظارة خضراء محبوسًا خلفها ، بهدف ألا يتمكن من رؤية حقيقة المدينة ، بينما الحجة التى يذيعها أوز ليبرر إلزام السكان بوضع النظارة ، أن من لا يضع تلك النظارات سوف يصيبه بريق مجد المدينة بالعمى . ولعل قصد المؤلف أن ينتقد " الإعلام " الذى تستخدمه السلطة ليزيف الحقائق ، ويضع على العيون نظارات لكى يرى الناس الأمور حولهم على غير حقيقتها .
            * كما تقدم القصة مغامرة فى سبيل الوصول إلى مدينة المجد والثراء والشهرة ، ثم العودة للوطن الريفى مرة أخرى . وبهذا تقدم القصة نقدًا لما كان يُرَوَّج له تحت اسم " الحلم الأمريكى " فى الحياة ، الذى يُعلى من شأن تحقيق الثروة والمجد والتمتع بسحر المدينة ، فقد عادت دوروثى فى نهاية الرواية إلى الريف والبرارى التى كانت تعيش فيها قبل أن يقذف بها الإعصار إلى مدينة أوز الخيالية التى تبحث فيها عن مدينة الزمرد ، مدينة المجد والثروة المُزَيَّفَيْن . وعندما تعثر عليها ، تفضل العودة إلى بيت عمتها فى الريف والبرارى ، بغير أى أسف على هذه العودة ، وبغير أية إشارة إلى أنها كانت راغبة فى أن تظل فى مدينة المجد الزائف .
            إن المؤلف يصور الريف بلونه الرمادى الكئيب ، وأن العمة " إيم " –عمة أليس- التى تعيش فى الريف ، كانت شابة جميلة عندما وصلت إلى هناك ، لكن الشمس والرياح انتزعتا البريق من عينيها وأصبحتا منطفئتين . وبمقارنة هذا التصور بلون مدينة الزمرد البراق ، يؤكد المؤلف حلم الأمريكيين - فى ذلك الوقت – للانتقال إلى بريق المدينة . لكن نهاية القصة تؤكد انهيار هذا الحلم عندما عــادت دوروثى بغيــر أى أســف لكى تعيــش مع عمتهــا فى البرارى  والريف . ولعل المؤلف بهذه النهاية ، ينحاز إلى الحياة البسيطة الريفية ، وهو انحياز عاطفى من آثار المذهب الرومانسى .  
            إن ساحر أوز حكاية رمزية تصور فشل أحلام عامة الشعب الأمريكى فى ذلك العصر الذى أطلقوا عليه " العصر الذهبى " ، لكنها تبرز أيضًا جمال الوطن من خلال المناظر الطبيعية التى شاهدتها دوروثى فى رحلتها إلى مدينة الزمرد ، كما تعزز " قيمة الانتماء للوطن " ، عندما تعود             " دوروثى " إلى موطنها الأصلى حيث تعيش عمتها .
            * كذلك تؤكد القصة على صورة إيجابية للأنثى . إن دوروثى أنثى قوية بالنسبة إلى فترة بداية القرن العشرين (1900) ، ورحلتها تمثل نموذجًا للسعى البطولى الذى تقود به فتاة شخصيات ذكورية . إنها أنثى قوية فى عالم ذكورى ، فقد تغلبت دوروثى بشجاعة على كل ما تعرضت له من تهديد لحياتها ولاستكمال رحلتها وهى تقود بقية فريقها من الذكور .
            * إن القصة فى مجموعها تقدم نقدًا قاسيًا ، سواء لأحلام الانتقال السريع وبغير مجهود كبير ، من الفقر إلى الغنى ، وكذلك لحلم الانتقال من المناطق الريفية إلى الحَضَر(  الحافل بالزيف والخداع ،) وتحبذ العودة إلى الريف لأنه الوطن والموطن .
** عن رواية " أليس فى بلاد العجائب " :
             
* مع أن قصة أليس ظلت تُعتبر من قصص الخيال اللامعقول ، فإنه يمكن أن نرى أنها محاولة لاستكشاف جوهر الحياة الإنسانية ، بتصوير أليس فى رحلة لاكتشاف الذات ، والتعرف على ما يشوب المجتمع والتعليم من نقص يعيقان التفكير السليم ، فى " عصر العقل " أو " عصر التنوير".
            * تعيش أليس طوال الوقت فى تناقض بين حياتها قبل أن تسقط فى جحر الأرنب الذى وصلت من خلاله إلى أرض العجائب تحت الأرض ، وحياتها مع أختها وأسرتها من الطبقة المتوسطة فى العالم الطبيعى .
            إنها مثلاً تقارن سقوطها نحو أرض العجائب ، بسقوطها أحيانًا على درجات سلم البيت . ثم تكتشف أن هذه مقارنة ساذجة ، فما أبعد الفرق بين الأمرين . لقد اكتشفت أليس ذلك عندما قالت : " لابد أننى أقترب من مكان ما بالقرب من مركز الأرض ! " 
            * ثم تكتشف أليس أن المعرفة التى حصلت عليها من المدرسة هى معرفة ناقصة وغير كافية ، وبذلك تؤكد القصة أن التعليم المدرسى فى ذلك العصر لم يقدم لأليس الفهم اللازم والقدرة لتتعامل مع المواقف الجديدة التى يمكن أن تواجه الإنسان فى حياته ، مثلما حدث مع أليس فى أرض العجائب ، التى ترمز إلى كل ما هو جديد ومتغير مما يمكن أن يواجه الإنسان فى مستقبل حياته ، أى                ما يقدمه " عصر العقل والتنوير " .
            إن أليس تتذكر اصطلاحات " خط عرض " و " خط طول " ، لكنها تكتشف أنها               لا تفهم المعنى الحقيقى للتعبيرين .
            إنها تكتشف دائمًا أن نوع السلوك الذى تعلمته من الطبقة الوسطى قبل انتقالها إلى عالم العجائب ، أصبح غير مناسب لمواجهة احتياجتها فى هذا العالم الجديد .
            * إن مؤلف أليس يوضح أن أساليب التفكير التى تعلمتها أليس فى مدرستها  ومنزلها ، غير قادرة على توقع ما يمكن أن يصادف الإنسان من مواقف جديدة ، وبالتالى تكتشف أنها غير مسلحة بأية قواعد للتعامل بنجاح مع أى جديد تقابله .
            إنها مثلاً لا تستطيع أن تتوقع انها لن تصل إلى المفاتيح التى وضعتها على المائدة المرتفعة إذا ما أصبحت صغيرة الحجم جدًّا ، وأنها لو كانت قد تنبأت                       أو توقعت - قبل أن ينكمش حجمها - أنها لن تكون قادرة على الوصول إلى تلك المفاتيح ، لأمسكت المفاتيح فى يدها ، فهذا هو التصرف العقلانى ، لكنها لم تفعل . وهكذا شعرت أليس بالإحباط والارتباك بين ما كان يجب أن تفعله وما عجزت عن فعله ، وهو ما يمكن أن نسميه " غياب التفكير المستقبلى " ، أو عدم القدرة على توقع ردود الأفعال ، والتنبه مقدمًا للمواقف الجديدة والاستعداد لمواجهتها .
            وكانت النتيجة أنها فقدت القدرة على التركيز ، بل فقدت كثيرًا من خبراتها السابقة عندما وجدت أنها لم تعد تنفعها فى عالمها الجديد . حتى وصل بها الأمر أنها وجدت اللغة التى تتحدثها غير كافية للتفاهم فى هذا العالم الجديد ، فارتبكت ، ولم تعد تتحدث إنجليزية سليمة .
لقد أصبحت خبرات أليس فى العالم العلوى غير مناسبة للحياة فى العالم  الجديد ، وكان لابد من معرفة جديدة لكى تنجح فى مواجهة الجديد فى العالم الجديد [ فى عصر العقل والتنوير ] .
* إنها رواية تقدم رؤية واضحة حول ضرورة حصول الإنسان على معارف جديدة وقدرات عقلية مختلفة ، لمواجه عالم مستقبلى حافل بالمواقف الجديدة . بينما القراءة السطحية السريعة للقصة تجعلنا نتصور أننا أمام نص عجائبى لامعقول مقصود به التسلية وإثارة الدهشة .
إنها قصة تنبه القارئ إلى حلول عصر العقل ، الذى يقدم تحديات جديدة ، تحتاج إلى طرق تفكير جديدة للنجاح فى مواجهتها .

                                                                                                   يعقوب الشارونى 
                                                                                                                                


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق