تجربة من تونس:
الحكاية كوسيلة للترغيب في المطالعة
من خلال تجربة وحيد الهنتاتي
د. حمادي ذويب*
من لم يستمع يوما لحكاية من الحكايات من أمه أو أبيه أو
جدته فهو بلا شك يشعر بأن شيئا ما ينقصه في كبره. فالحكاية للأطفال خاصة عنصر
أساسي في إدخال المتعة والبهجة في عالمهم. بل إن الكبار في حدّ ذاتهم تشدهم
الحكاية وتطربهم. وما وجود تقاليد الحكواتي أو الفداوي في بلادنا العربية
والاسلامية إلاّ دليل على تأصل الحكاية في تراثنا الشعبي وفي الثقافة العالمية
أيضا، فحكايات بخلاء الجاحظ وابن المقفع في كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة مازالت
فاعلة في الأدب العربي الحديث يستلهم منها الأدباء والشعراء مادة إبداعهم.
نادي الحكاية
ولمّا بدا أن هذا الفن الحكائي في ضعف وتراجع حضوره في
تونس فكّرت نخبة من مثقفي مدينة صفاقس على رأسهم السيد وحيد الهنتاتي أمين المكتبة
العامة بصفاقس بهذه المدينة في بعث ناد للحكاية فتم ذلك سنة 2010. وكان هذا النادي
يطمح إلى إعادة الاعتبار للحكاية والحكائين ولدورهم المهم في نقل تجارب المجتمع
ومعارفه وقيمه عبر الأجيال بشكل سردي مخصوص. وكان الطفل الهدف الجوهري لهذا النادي
ذلك أن القصد إمتاعه وإسعاده وتنمية خياله وقدراته المعرفية واللغوية وقدرات
الاتصال و الحديث لديه.
ولا ريب أن أهم هدف كذلك هو تنمية ميل الطفل إلى
المطالعة فالطفل الذي يتعود على الإنصات إلى الحكاية بانتظام ينشأ على حب القصة
والكتاب فلا يكفّ عن التعلق بالمطالعة. ولم يكن المستهدف الوحيد من هذا النادي
الطفل بل إنّ الشباب أيضا كان محط نظر مؤسسي النادي فقد سعوا إلى تكوين جيل من
الحكائين الشبان يكون مرتبطا بالنادي للقيام بدور سرد الحكاية وقراءة القصة على
مسامع الأطفال سواء في رياض الأطفال أو في النوادي الثقافية وحتى في الأوساط
العائلية وذلك على غرار ماهو موجود في البلدان الغربية حيث تعد مهنة الحكاء مهنة
قائمة الذات وتناط بها أدوار مهمة في المجتمع. ففي فرنسا وحدها نجد 160 مهرجانا
سنويا يهتم بالحكاية، وفي أمريكا مجلة فصلية تصدر عن اتحاد رواة حكايات الأطفال
ترسل إلى كل الأعضاء في هذا الاتحاد وعددهم حوالي الأربعة آلاف[1].
وقد بدأ نادي الحكاية نشاطه باختيار مجموعة من الشبان
الحاملين لشهائد جامعية عليا من العاطلين عن العمل قصد تكوينهم نظريا وتطبيقيا في
فن سرد الحكاية. وقد انعقدت الدورة الأولى التكوينية للحكائين الشبان بين 7 و 9
ماي 2010 بمكتبة الأطفال بسيدي الميراتي بصفاقس وقام بتنشيطها الحكواتي عبد الرزاق
كمون. ولم يقتصر النادي في البداية على تكوين الحكائين وإنما امتد إلى متابعتهم
ومرافقتهم تدعيما لحذقهم على سرد الحكايات. وفي هذا الصدد نظمت حصص في سرد الحكاية
في رياض الأطفال وفي هياكل أخرى رحبت بهذه التجربة على غرار "دار فرنسا"
بصفاقس التي تعاقدت مع إحدى الحكاءات لسرد حكاية كل شهر لفائدة الأطفال المشاركين
في الدار.
ولمّا كان نجاح النشاط الحكائي متوقفا على دور الأولياء
داخل أسرهم نظّم نادي الحكاية خلال شهر أكتوبر 2010 دورة تكوينية للأولياء
لتحسيسهم بأهمية الاضطلاع بدور مهم في ترغيب الطفل في المطالعة منذ سن مبكّرة وذلك
عن طريق القراءة الجهرية أو الحكاية. وفي هذا اللقاء بالأمهات والآباء أقيمت ورشات
تطبيقية قدمت خلالها الوسائل والتقنيات التي أثبتت التجارب صحتها وجدواها لتنمية
الميولات القرائية للطفل منذ سن مبكرة و ذلك لتنمية ملكات التخيل والمشافهة
والمحادثة والتواصل والانصات لديه.ومن علامات نجاح هذا النشاط أنه سرعان ما رجعت
الأمهات إلى المكتبة العامة مصحوبات بأطفالهن لتمكين الطفل من اختيار القصص التي
ينتظر أن ترويها الأم له[2].
وقد اتسع النشاط التكويني لنادي الحكاية بصفاقس من خلال
تنظيم دورة خاصة بتقنيات سرد الحكاية انعقدت أيام 4 و 5 و 6 نوفمبر 2010 بالمركز
الوطني للفنون الدرامية والركحية بصفاقس وأشرف على تنشيطها أساتذة مسرح هم صابر
الحامي ومنيرة الزكراوي ورفيق واردة.
ونظّم النادي بالمركز المذكور أيضا ورشة بعنوان سرد
الحكاية للطفل : إبداع وإمتاع" خلال يومي 17 و 18 ديسمبر 2010. وقامت بتنشيط هذه
الورشة الحكواتية الفلسطينية المعروفة دنيس
أسعد.
وتكثف نشاط نادي الحكاية سنة 2011 فقد استهل عمله بورشة
عنوانها "الخيال في حكايات الأطفال" استمر من يوم 28 إلى 31 مارس. وقام
بتنشيطها الطيب بو عمار مدير المهرجان الدولي للحكاية في تيزي وزو بالجزائر.
وعقد لقاء آخر بالمكتبة العامة بصفاقس بين 25 و 28 أفريل
2011 تركز حول "تقنيات مبتكرة لعرض حكايات الأطفال" نشطه نزار القمري
وهو باحث في التعلمية، وتدعيما للتكوين النظري والتطبيقي للحكائين والحكاءات في
نادي الحكاية نظمت دورة تكوينية بعنوان "حكايات لسن ما قبل الدراسة"
التأمت بين أيام 17 و 20 جوان 2011 واضطلعت بتنشيطها برالين قيبارا وهي حكواتية
ومكونة وكاتبة شهيرة لبنانية الأصل تعيش
وتعمل في فرنسا.
والطريف في نشاط هذا النادي أن القائمين عليه كانوا
يسعون في كل نشاط إلى التركيز على عنصر من العناصر الأساسية التي لا تقوم الحكاية
من دونها.ونضرب على ذلك مثلا تنظيم نشاط تكويني خاص بـ "الصوت في سرد
الحكاية" بين 9 و 11 ديسمبر 2011 أشرفت على تنشيطه منى العفاس الجموسي وهي
أستاذة مختصة في الفن المسرحي
برنامج اذاعي : دنيا الحكاية
وقد أدرك مؤسس نادي الحكاية أن كل هذه الأنشطة تحتاج إلى مزيد من التوسع
والتعريف لذلك قام بإنتاج برنامج إذاعي أطلق عليه تسمية "دنيا الحكاية"
وقع بثه بين يومي 7 ماي و 30 جويلية 2011.
وقد اتخذ هذا البرنامج طابعا حواريا لتحسيس الأولياء
عامة والأمهات خاصة بأهمية قراءة القصة وسرد الحكاية للطفل وخاصة في سن ما قبل
المدرسة وذلك بصفة منتظمة ولتحقيق هذا الهدف استضاف البرنامج مختصين في علوم النفس
والاجتماع والتربية والمكتبات وكذلك بعض الأولياء ممن لهم تجارب مميزة في تنمية
ميولات الطفل القرائية عن طريق قراءة النص وسرد الحكاية. لقد كان هذا البرنامج الإذاعي
رافدا داعما لنادي الحكاية من أجل إعادة الاعتبار للحكاية والحكائين في العائلة
وفي المجتمع وبعث الحياة في عادة مطالعة الكتاب التي تراجعت أمام زحف التلفزيون
والحاسوب والانترنت على حياة الطفل.
موقع الكتروني : الحكاية .نت
وإدراكا من الأستاذ وحيد الهنتاتي أن الإذاعة قد لا تمس
أوسع قدر ممكن من الناس بعث موقعا على الانترنت للتعريف بأهمية الحكاية وبنشاط
نادي الحكاية. وقد أطلق عليه تسمية "حكاية.نت" (www.hikaya.net) ويتوجه هذا الموقع خاصة إلى الأولياء وخاصة من
لديهم أطفال في سن ما قبل الدراسة وكذلك للمربين والمنشطين والحكائين الذين
يتعاملون مع الأطفال ولكل المهتمين بالحكاية الموجهة للطفل بشكل خاص. ويضم هذا
الموقع الالكتروني عدة أركان منها ركن لنادي الحكاية وآخر أخباره ومؤطريه ومكونيه
وركن خاص بالدورات التكوينية والورشات وهو يتضمن وثائق حول الدورات والورشات وصورا
من أنشطتها الموجهة للحكائين الشبان أو للأمهات. وفي ركن العروض والأنشطة نجد
الوثائق والصور المتعلقة بالعروض التي قدّمتها الحكاءات في رياض الأطفال ومشاركتهن
في المهرجانات التي تعنى بالحكاية كأيام مدينة دوز الأولى للحكاية في الجنوب
التونسي.
وفي ركن "حكايات وقصص مختارة" اختار صاحب
الموقع مجموعة من مواقع الحكايات التي يمكن الاستماع لها أو مشاهدتها بمجرد النقر
على العنوان المطلوب. وانتقى أيضا عددا من أفضل القصص الموجهة للطفل قصد مساعدة
الولي في الحصول على القصة المناسبة لعمر طفله وخاصة إن كان في سن ما قبل المدرسة.
وفي ركن "جمعيات ومؤسسات" نعثر على آخر الأخبار والمستجدات والتجارب
والبحوث والوثائق التي تهم حكاية الطفل. وفي هذا الصدد قام السيد وحيد الهنتاتي
باختيار أفضل مواقع الجمعيات والمؤسسات العربية والأجنبية التي تعنى بالحكاية
والمطالعة الموجهة للطفل. ويشتمل الموقع أيضا على صفحة نادي الحكاية على الفايس
بوك وهي صفحة خاصة بالحكائين الشبان التابعين للنادي وكذلك بالمهتمين بأنشطة نادي
الحكاية يتبادلون فيها المعلومات والصور.
مسابقة جهوية للحكاية
لم يكتف نادي
الحكاية بصفاقس بهذه الطرائق في التعريف بأنشطته بل حرص على اعتماد وسائل أخرى
ومنها تنظيم مسابقة جهوية للحكاية بالتعاون مع المكتبة الجهوية والمركب الثقافي
محمد الجموسي والمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية و المندوبية الجهوية
للثقافة بصفاقس وقد انعقدت التصفيات النهائية يوم 19 نوفمبر 2011 وشارك فيها 12
شابا وشابة من المترشحين. وحضر الحفل أكثر من 450 متفرجا. وتشكلت لجنة التحكيم من
عبد الرزاق كمون (حكواتي) والتوفيق قلمون (ناشط ثقافي) ونجم الدين بلغيث (مدرس
مسرحي) ورائدة مزيد (مدرسة وحكواتية) وأسندت الجوائز المالية الثلاثة الأولى إلى
نهى بن عامر عن "حكاية أمي سيسي" وإشراق مطر عن "حكاية الثور
والحمار" ومحمد أشرف بن عامر عن حكاية "الأسد والحمامة".
وقد أعطى نجاح هذه المسابقة دفعا قويا لنادي الحكاية
الذي تعزّز بانضمام كثيرين إليه من المشاركين في المسابقة ومن غيرهم كما تدعم رصيد
النادي بعشرات الحكايات الجديدة[3] .
مهرجان الحكاية
وهذا النسق
التصاعدي في أنشطة نادي الحكاية وفي جهود الساهرين عليه جعلهم ينظّمون مهرجان
الحكاية بصفاقس الذي انعقدت دورته الأولى من يوم 27 أفريل إلى 12 ماي 2012. وقد
أقيمت فعاليات هذا المهرجان في كثير من الفضاءات الثقافية والتربوية بمدينة صفاقس
وفي أحيائها الشعبية ومناطقها الريفية.
وتنوعت أنشطة المهرجان بين المعرض والمحاضرات والورشات
حول فن الحكي والعروض الخاصة بالحكاية. وقد شارك فيها 28 حكاء من تونس والجزائر
وليبيا ومصر وفلسطين واليمن وايطاليا.
ويعتبر تنظيم هذا المهرجان تحديا كبيرا راهن السيد وحيد
الهنتاتي رئيس هيئته على كسبه لعدّة اعتبارات منها الظروف الاستثنائية التي تعيشها
البلاد بعد ثورة 14 جانفي ومنها قلة خبرة الناشطين في النادي الذي لم يمض على
تأسيسه أكثر من سنتين، ومع ذلك كان من المفيد أن يكون المهرجان فرصة لصقل مواهب
الحكائين وتفتيق قرائحهم وإكسابهم الخبرة من خلال الاحتكاك بأهل فن الحكاية من غير
التونسيين. ومن هذه التحديات الخروج من الفضاءات الثقافية الرسمية المغلقة إلى
فضاءات شعبية مهمشة في العادة كالأحياء الشعبية والمعتمديات والقرى.
ونقف من أنشطة هذا المهرجان على سبيل المثال عند العرض
الافتتاحي للمهرجان وهو عرض موسوم بـ "حكايات من فلسطين" أنجزه تلاميذ
المعهد النموذجي بصفاقس بإشراف أستاذهم غسان كمون وبمشاركة الحكواتي و الأديب الفلسطيني
سلمان ناطور. وقد أدخل العرض الحكاية في السفر الشهرزادي الضخم ووثّق اللحظة
الفلسطينية في لوحات من التمثيل والرقص والموسيقى.
وفي عرض "حكايات بلا حدود" قدّمت الحكواتية
رائدة القرمازي مزيد وابنتها سحر مزيد باقة من الحكايات العربية والعالمية وكانت
رسالة العرض أن الحكاية هي الحبل السري الذي يربط بين كل الشعوب والثقافات بأواصر
لا تنقطع عراها.
وفي الجزء الثاني من العرض قدّم تلاميذ الإعدادية
النموذجية حكايتهم بإشراف أستاذهم نجم الدين بلغيث وبمشاركة الحكواتية المصرية مها
ثاقب ورافقت العرض وجبة موسيقية دسمة أمّنها الأستاذ عادل المحجوبي وتلاميذه.
وفي باب الاطلاع على مختلف التجارب والتقنيات في سرد
الحكاية انتظمت في صلب المهرجان ورشات ثلاثة :
1-
الحكاية مغناة : نشطها الأستاذ في علم اجتماع الموسيقى محمد المصمودي.
2-
الحكاية بصوت مرتفع : تنشيط الحكواتي وأستاذ المسرح محمود عبد النبي.
3-
الحكاية باستعمال الأقنعة : تنشيط الفنان والأستاذ بالمعهد العالي للمسرح
محيي الدين بن عبد الله وهو الذي أقام معرضه الطريف والمفيد "أقنعة
وحكايات" في بهو المركب الثقافي محمد الجموسي من 7 إلى 12 ماي 2012.
لقد كان هذا المهرجان ناجحا إن من حيث التنظيم أو من حيث
الإقبال عليه والانفتاح على تجارب أجنبية وعربية مفيدة ومثرية وينتظر من الدورات
القادمة مزيد الانفتاح على تجارب أخرى.
شبكة نوادي الحكاية
ونظرا إلى النجاح الكبير الذي شهدته عروض هذا المهرجان
في المدارس الابتدائية الموجودة في الأحياء الشعبية والمناطق الريفية ونتيجة طلب عدد
كبير من التلاميذ الذين واكبوا هذه العروض بأن يكون لهم دور ايجابي منتج يتمثل في
سرد الحكاية لا مجرد الاستماع إليها وضع السيد وحيد الهنتاتي خطة لبعث شبكتين
لنوادي الحكاية الاولى باللغة العربية في
المدارس الابتدائية تشرف عليها متفقدة اللغة العربية السيدة سارة الشرفي والثانية
باللغة الفرنسية و تضم 11 ناديا للحكاية في المدارس الاعدادية و الثانوية يشرف
عليها متفقد اللغة الفرنسية السيد عبد اللطيف معطر . وبناء على هذا انعقد يوم 20 أكتوبر 2012
اجتماع حضره 23 معلمة ومعلما من المدارس الابتدائية من المتحمسين لهذه التجربة
وبمساعدة الحكواتي عبد الرزاق كمون والمتفقدة سارة الشرفي تمّ خلاله تقديم الخطوط
العريضة للمشروع والدور المطلوب منهم باعتبارهم منشطين لهذه النوادي. وخلال
الأسبوعين التاليين تكون 23 ناديا في 23 مدرسة يضمّ كل ناد ما بين 11 و 20 تلميذا وينشط النادي مرة
في الأسبوع لمدة ساعتين وقد انتظم أول عرض كبير لتلاميذ نوادي الحكاية والمقدّر
عددهم بحوالي 330 تلميذا يوم الأحد 20 جانفي 2012 بالمركز الوطني للفنون الدرامية
والركحية بصفاقس وتولّى تنشيطه كل من عبد الرزاق كمون وإشراق مطر وأمال بوطبة
ومحمد المصمودي.
أما بالنسبة لشبكة نوادي الحكاية باللغة الفرنسية فقد
استهلت أنشطتها بلقاء ضم أساتذة اللغة الفرنسية المنشطين لهذه النوادي يوم 24
سبتمبر 2012 نشطه كل من عبد الرزاق كمون و منى الجموسي حول أفاق عمل هذه النوادي
أما أول عرض للحكاية نظم لفائدة تلاميذ شبكة نوادي الحكاية باللغة الفرنسية فكان
يوم 2 نوفمبر 2012 في دار فرنسا بصفاقس نشطته الحكواتية رائدة مزيد و التلميذات
اشراق مطر – فاتن الشرودي – صالحة عبار و حضره حوالي 150 من الناشطين في هذه
النوادي
دورات تكوينية للاولياء
ولمّا كان نجاح النشاط الحكائي متوقفا على دور الأولياء
داخل أسرهم نظّم نادي الحكاية خلال شهر أفريل 2013 دورات تكوينية للأولياء
لتحسيسهم بأهمية الاضطلاع بدور مهم في ترغيب الطفل في المطالعة منذ سن مبكّرة وذلك
عن طريق القراءة الجهرية أو الحكاية. وفي هذا اللقاء بالأمهات والآباء أقيمت ورشات
تطبيقية قدمت خلالها الوسائل والتقنيات التي أثبتت التجارب صحتها وجدواها لتنمية
الميولات القرائية للطفل منذ سن مبكرة و ذلك لتنمية ملكات التخيل والمشافهة
والمحادثة والتواصل والانصات لديه.ومن علامات نجاح هذا النشاط أنه سرعان ما رجعت
الأمهات إلى المكتبة العامة مصحوبات بأطفالهن لتمكين الطفل من اختيار القصص التي
ينتظر أن ترويها الأم له .
اخيرا
إن كل هذه الأنشطة والمبادرات يعود الفضل في تأسيسها
والسهر على تنفيذها وانتشارها إلى السيد وحيد الهنتاتي. وهذا ليس مستغربا منه فهو
مستشار ثقافي و خبير بميدان الطفولة فقد بعث المسابقة الوطنية لقصة الطفل سنة 1993
والتي تبنتها إدارة المطالعة العمومية. وهو مؤسس معرض صفاقس لكتاب الطفل سنة 1994
والذي صار ينظم سنويا تحت إشراف وزارة الثقافة. كما أنه أحدث جوائز
"ستار" لأدب الطفل سنة 1999 والتي تبنتها شركة "ستار"
للتأمين. كما أنه من أقنع كلية الآداب بصفاقس بإحداث شهادة اختيارية حول أدب الطفل
سنة 2001.
ونحن محتاجون إلى مبادرات من هذا النوع في كل المجالات
الثقافية والاجتماعية دعما لمؤسسات الدولة وإسهاما في تنشيط الحياة المدنية
والجمعياتية.
*أستاذ بكلية الآداب والعلوم الانسانية بصفاقس
[2]انظر آمال الكراي
غربال : كيف تجعل طفلك محبا للمطالعة منذ سن مبكرة - جريدة شمس الجنوب (صفاقس- تونس)،
يوم 28 أكتوبر 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق