الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

" حكايات للأطفال " " وحكايات من الأطفال " تجربة تونس والمغرب فى الحكى مع الأطفال بقلم: يعقوب الشارونى



              اتحاد الكتاب

شعبة أدب الأطفال النشء
                                 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤتمر " الأطفال والحكى الشعبى "2014
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" حكايات للأطفال "
" وحكايات من الأطفال "
تجربة تونس والمغرب فى الحكى مع الأطفال
يعقوب الشارونى


 
هناك تجربتان متميزتان فى الحكى الشعبى للأطفال ومع الأطفال ، فى المغرب وتونس :
تجربة المغرب تسعى لتشجيع الأطفال على إبداع الحكايات بأنفسهم ، بعد استماعهم إلى الحكايات الشعبية ، عن طريق برنامج " سَبَكَ الحكاية " .
وتجربة تونس تهدف إلى اكتشاف مبدعين فى فن حكى الحكايات الشعبية للأطفال ، وتنمية قدراتهم فى هذا المجال ، عن طريق برنامج " دنيا الحكاية ".
وقد رأينا أن نقدم التجربتين من خلال من قاموا بهما ، سواء فى المغرب أو فى تونس.
أولاً : تجربة المغرب : " سَبَكَ الحكاية " – الأطفال يبدعون الحكايات :  
تقول الأستاذة الدكتورة نجيمة طايطاى غزالى ، وزيرة الثقافة سابقًا بالمغرب ، والأستاذة بكلية الآداب جامعة ابن زهر :  
          ظلت الحكاية ولأمد طويل نوعًا من أنواع التسلية المتميزة فى المجتمعات التى يغلب الطابع الشفهى على ثقافاتها ، فكانت للحكاية أماكن وفترات خاصة تروى فيها ، بحيث كانت تتداول مثلاً فى الأسواق العمومية أو ما نسميه فى المغرب " بالحلقة " ، يمارسها رواة محترفون ، لهم مهارة بالغة فى الإلقاء ، يقدمون لمستمعيهم حكايات فى قالب فنى رفيع وبصيغ جمالية ممتعة .
وكنا نجد نوعًا آخر من الرواة : " هو الراوى القارئ " ، الذى ينتقى أجمل الحكايات المكتوبة لقراءتها على المستمعين . 
وكانت الحكايات تروى أيضًا فى أمسيات ذكورية من طرف شباب هواة .
أما داخل البيوت ، فكانت للحكايات عدة وظائف ، كالتسلية والتعليم والتخفيف عن النفس . كانت تُروى فيه الحكايات من طرف الجدات والأمهات أو الخالات  والعمات ، وكان الطفل من أهم المستمعين المستهدفين .. هنا تضاف للحكاية وظيفة أخرى هى التربية والتكوين .
إن الحكاية الشعبية مدرسة بحالها ، بحكم أنها تسهم بفعالية فى تربية الطفل . وبحكم أن التربية الأولية المكتسبة تكون أفضل وأسهل ، فقمت فى إطار مجموعة البحث الجامعى حول الموروث الشفهى ، بتقديم مشروع يجعل من الحكاية الشعبية وسيلة للتعليم والإبداع ، وتشغيل الخيال ، والتعبير الشفهى والكتابى ، يحمل اسم " سَبَكَ  الحكاية ".
-  هناك هاجس آخر يتعلق بكيفية استرجاع العلاقات الإنسانية والتواصل من خلال الموروث الشفهى، لأن الحكاية وسيلة للتواصل ، تعلم كيفية الإنصات إلى الآخر فى وقت طغت فيه الفردانية ، الكل متجه نحو التليفزيون والفيديو والإنترنت والألعاب الإلكترونية .
-  كما لاحظنا تباين بين محتويات البرامج التعليمية وتطلعات الناشئة ، أى ليس هناك توازن .
-  كما تبين وقوع أطفالنا تحت تأثيرات الغزو الثقافى الغربى المتعدد الأوجه . فالتطور الإعلامى – المعلوماتى البصرى ، بدءًا بالكمبيوتر والألعاب الإلكترونية وانتهاء بشبكة الإنترنت ، أصبحت تشكل نماذج جديدة وغير معهودة من الغزو الثقافى ، بحيث نجد أسواقنا مليئة بأدب الطفل المترجم منه وغير المترجم .
إن ازدواجيتنا الثقافية الموروثة عن عهد الاستعمار الفرنسى بالمغرب والإنجليزى بالمشرق ، تهدد الطفل المغربى والعربى على السواء ثقافيًا وتربويًّا .
تعريف البرنامج التربوى " سَبَكَ الحكاية " :
        إذا تفحصنا كلمة " سَبَكَ " سنلاحظ بأن الحروف التى تتكون منها من أوائل الحروف للكلمات التالية : س : سّمِعَ / ب : بَدَع / ك : كَتَب .
والكلمة تعنى صهر المعادن ومزجها ثم وضعها فى قالب للحصول على سبائك مختلفة الأحجام، وهو ما يتطابق تمامًا مع ما يقوم به التلميذ أثناء مختلف مراحل البرنامج ، بدءًا بجمع المعلومات ، مرورًا بالصهر والمزج اللذين يفضيان إلى إبداع نص حكائى .
أهداف البرنامج " سَبَكَ الحكاية " :  
يهدف البرنامج التربوى لإدخال الحكاية الشعبية للفضاء التعليمى ، ابتداءًا بالمستويات الابتدائية والإعدادية ثم الثانوية ، واستعمالها لها كوسيلة تعليمية ، واستثمارها بأشكال أدبية وفنية ، تشمل الرسوم والعروض الفنية والحكائية ، وذلك بهدف اكتساب وتعلم لغة معينة .
ومن الأهداف الأخرى التى يسعى إليها البرنامج :
1 – تفجير طاقة التلميذ الإبداعية : وذلك بتوليد آليات الممارسة الإبداعية لديه ، لينتقل من وضعية مستهلك سلبى لثقافات ينتجها الآخرون لفائدته ، إلى وضعية المنتج لثقافة خاصة تعبر عن همومه وطموحاته وثقافته المتعددة الألوان .
2 – إغناء الرصيد اللغوى للتلميذ : إن التلميذ عندما يحاول التعبير عن شىء يريده هو ، فإنه بدافع الحاجة يبحث عن جمل وتراكيب وعبارات تسهل له التواصل مع   الآخر .
3 – الاعتزاز بالتراث الأصلى مع الانفتاح على التراث الإنسانى :  جاء البرنامج التربوى سبك حكاية كمشروع مضاد للغزو الثقافى الغربى لفضاء الطفل العربى ، جاء ليتم المسيرة الثقافية العربية على مسار جديد فرضه السياق التاريخى والسياسى الراهن للثقافة والحضارة العربيتين .
المنهجية المتبعة :
تعتمد المنهجية على أربعة مراحل : 1 – مرحلة الحكى - 2 – مرحلة جمع الحكايات الشعبية - 3 – مرحلة إبداع الحكاية الجماعية -4 – العودة إلى الحكى [ وهذه المرة من طرف التلميذ نفسه ]
أولاً : مرحلة الحكى : يتم استدعاء راو من الخارج [ جدة ، أم أو خالة مثلاً ... وأذكر هنا على سبيل المثال التجربة التى قمت من خلالها بدعوة الجدات المقيمات بدور المسنين ، إلى المؤسسات التعليمية ، قصد التواصل مع الناشئة ] يحكى للتلاميذ مجموعة من الحكايات الشعبية . وفى غياب الرواى الخارجى ، يتكلف المعلم أو المعلمة برواية حكايات عجيبة من الموروث الشفهى المحلى .
إنها المرحلة الأولى ، مرحلة الإنصات ، وهى مرحلة ضرورية تعلم الأطفال كيف ينصتون ولا يقتصرون فقط على السماع . فمرحلة الإنصات تسمح للأطفال بالغوص فى المتخيل ، والتحرر من متطلبات الواقع ، وهو ما سيسهل عليهم استبطان البنية الحكائية وأبعادها .   
بعد الانتهاء من الحكى ، يضع المعلم أسئلة حول شكل ومضمون الحكاية التى استمع إليها الأطفال ، فيطلب المعلم من تلاميذته تحديد مختلف العناصر المرتبطة بالموضوع ، وتــُعطى الفرصة للأطفال للبحث فى المعاجم والموسوعات والمقالات ، كما يتطلب منهم جمع الصور والرسومات والأشعار والأمثال والحكم الشعبية التى لها علاقة بالموضوع .
بعد هذه العملية يقرأ الأطفال داخل الفصل المعطيات التى حصلوا عليها ، بعد تصحيحها من طرف المعلم ، ثم تـُتْرَك جانبًا كى تستعمل لإثراء الحكاية الجماعية .
ثانيًا : جمع الحكايات التقليدية التى تتصل بالموضوع أو تقترب منه : يقوم الأطفال فى هذه المرحلة بجمع حكايات شعبية من الثقافات الأصلية للمناطق التى ينتمون إليها . ويستحسن أن تـُروى لهم هذه الحكايات فى أوساطهم العائلية من طرف الآباء أو الأمهات أو الجدات ، ويقوم الأطفال بتسجيل الحكايات والمعلومات الخاصة بالرواة من اسم وسن ومستوى ومهنة الراوى ...
أما بالنسبة للأطفال الذين لا تتوفر لديهم هذه الإمكانيات ، فيمكنهم نسخ حكاية  منشورة ، شريطة أن تنتمى دائمًا إلى محيط الطفل الثقافى . كما أن الأطفال مطالبون بتدوين الحكايات المجموعة بلغتهم الأصلية متبوعة بملخص ، وورقة تقنية تحمل معلومات عن الراوى أو عن الكتاب الذى أُخِذَت منه الحكاية ، مصحوبة ببعض المعلومات الخاصة بالمنطقة التى ينتمى إليها الطفل وخصائصها اللغوية والثقافية ، مع بعض الرسومات والصور . وبذلك نكون قد أنقذنا الموروث الشفهى من الضياع ، ووفرنا الظروف الموضوعية التى ستسمح للناشئة بأن تنغمس فى تراثها الأصلى . 
بعد الانتهاء من عملية الجمع يقوم الأطفال بتصنيف الحكايات صحبة معلمهم وفق معايير يحددها لهم ، لأنها ستكون موضوعًا للنشر على شكل " ديوان للحكايات الشعبية " .
ثالثًا : إبداع الحكاية الجماعية : فى هذه المرحلة يقوم الأطفال بإبداع حكاية جماعية من النوع العجائبى أو الخرافى ، تكون نابعة من متخيلهم الخاص . ويقتصر دور المعلم على مراقبة البنية العامة للحكاية ، كما يسهر على سلامة اللغة والأسلوب .
خلال مرحلة ابتداع الحكاية ، يحرص المعلم على أن يختار تلامذته شخصيات وأماكن وأشياء وحيوانات وكل العناصر والجزئيات التى ستشكل المادة الأولية لبناء الحكاية ، وذلك بطريقة توافقية وديمقراطية ، وباللجوء إلى الانتخاب عندما يقتضى الأمر ذلك . ويمكن للطفل اختيار الشخصيات والأماكن والأشياء ... الحديثة أو القديمة ، من الذكور أو الإناث ، كما يمكنهم التركيب والمزج بين عنصرين .
قصارى القول ، يمكن المزج بين ما هو واقعى وخيالى ، بين وما هو قديم وحديث ، بين ما هو علمى وسحرى ، حتى تكون الحكاية المبتدعة كاملة وشاملة ، شريطة أن تكون على صلة بالموضوع ، الذى يمكن أن يصبح شيئًا قيميًا يعمل البطل على اكتسابه ، أو عَدُوًّا يحاربه ويطمح إلى إلغائه .
ثانيًا : تجربة تونس : إنشاء " جمعية دنيا الحكاية " :
       يقول أحد أصحاب تجربة تونس :
للحكاية فى بيئتنا العربيّة مكانة هامّة . وهى ضاربة فى جذور حضارتنا ، إذ بها نختزن كلّ إرثنا القيمىّ، وعبرها نمرّر تلك الخبرات للأجيال القادمة . ولعلّنا لا نبالغ إن قلنا إنّ الحكاية الشعبية هى تراث شفوىّ نمتلكه ، ويمثّل صرحًا من أهم صروح هويّتنا التى تعانى تحت ضغوط الثقافات المعادية .
وقد تنبه البعض منا أخيرًا إلى خطورة هذا الموضوع ، فنشأت محاولات فرديّة أو فى إيهاب عمل مجتمعى مستقلّ عن الحكومات .. مبادرات تهتمّ بالموروث الحكائى وتحاول توظيفه فى تنمية النّشء تربويًّا وثقافيًّا .
وفى هذا السّياق نشأ بمدينة صفاقس " ناد للحكاية " ، تتم على هامشه مجموعة من الأنشطة ، منها ما يتوجّه لتكوين الحكائين الشّبّان فى إطار ورش عمل يشرف عليها أصحاب الخبرة ممّن آمنوا بأهمّيّة المقاوة الثقافيّة . ومنها ما يتوجّه للطّفل فى إطار عروض حكائيّة حيّة يُنـَشِّطها حكّاؤون ، ويطبّقون فيها طرائق متعدّدة .
وللتّعرّف على هذا المشروع ، ومناقشة وضعيّة الأدب الحكائى الموجّه للطّفل فى تونس ، أجرينا الحوار التّالى مع السّيّد وحيد الهنتاتى ، وهو مستشار ثقافى عمل أكثر من 30 سنة فى الميدان الثقافى جلها فى مجال ثقافة الطفل ، فأدار عديد المؤسسات الثقافية وأسس العديد من التظاهرات الثقافية .
يقول وحيد الهنتاتى : يعتبر فنّ الحكى واحدًا من أقدم وأهمّ الفنون ، التى وظّفتها المجتمعات لنقل تجاربها ومعارفها وقيمها عبرالأجيال . لذلك كان للراوى أو الحكّاء دور هامّ فى حياتنا فى تونس وفى البلاد العربيّة عمومًا ، فكثيرون منّا مازالوا يتذكّرون جدّاتهم وأجدادهم وهم يقصّون عليهم أمتع الحكايات ، أو يستمعون لحكايات فى الأسواق أو المهرجانات .
 لكن مع انتشار التّلفزيون والفضائيات ، وزيادة مشاغل النّاس وتعقّد حياتهم اليوميّة ، لم يعد للرّاوى والحكّاء مكانة فى حياتنا .
 لكن الغريب أنّ فنّ الحكى مافتئ يتطوّر فى الغرب بشكل لافت . فمهنة الحكّاء فى أوروبا وأمريكا مهنة قائمة بذاتها ، ففى فرنسا وحدها ( 160 ) مهرجان سنوى يهتمّ بالحكاية . وفى أمريكا مجلّة فصليّة تصدر عن " اتحاد روّاة حكايات الأطفال " ، ترسل إلى كل الأعضاء فى هذا الاتحاد وعددهم حوالى الأربعة آلاف .
أما الأهداف المرجوة من النشاط الحكائى الموجّه للطّفل ، فهى  امتاع الطّفل وإسعاده            - تدريب الأطفال على مهارات التّواصل والإنصات والحديث - تنمية الزّاد اللّغوى والمعرفى للطّفل - تنمية خيال الطّفل - نقل التّجارب والتقاليد والقيم من الكبار إلى الصغار بواسطة الحكاية - خلق ألفة وودّ بين القصّة والخيال والكتاب من جهة والطّفل من جهة ثانية مما يجعله قارئا ومحبا للمطالعة فى المستقبل .
ويضيف وحيد الهنتاتى : كانت بداية نشطنا فى أبريل 2010 ، حين عرضت على صديقى عبد الرّزّاق كمّون - الحكواتى الذى يشهد له الجميع بقدرته على شدّ وإبهار السّامعين بحكاياته الشّيّقة والممتعة - تنشيط ورشة لفائدة مجموعة من الشّباب لتدريبهم على فنّ الحكى ، وكانت بعنوان "مدخل إلى فنّ الحكى" وشارك فيها حوالى 20 من المهتمّين بهذا الفنّ .  
وإثر هذه الورشة قمت بوضع مخطط ، يمتد على سنتين ، لتدريب 16حكّاء من الحاملين لشهادات عليا فى تخصصات أدبيّة أو ثقافيّة ، ولديهم الحماس والاستعداد لخوض هذه التّجربة ، والعمل بصفة مستقلّة بعد نهاية التّدريب كحكواتى فى المؤسّسات التّربويّة والثّقافيّة . وبدأ التّدريب واشتمل على ورش فى تقنيات الحكاية ، وعلى دروس نظريّة فى الإلقاء و والتدربية وعلم النّفس .
-  وخلال مدّة التّدريب ، وضعنا برنامج عروض للحكاية فى المكتبة العمومية بصفاقس الّتى أديرها ، والتى احتضنت أغلب ورش وحصص التّدريب . وقد حضر بعض عروض الحكاية أولياء مرافقين لأطفالهم ، ووجدنا من الأولياء اهتمامًا بالموضوع ، فنظّمنا لهم ورش لتدريبهم على سرد الحكاية لأطفالهم فى البيت .
-  كما قمت بإنتاج برنامج أسبوعى فى إذاعة صفاقس عنوانه "دنيا الحكاية" ، وهو موجّه للأولياء ، ويهدف ليستشعروا أهمّيّة سرد الحكاية لأطفالهم فى البيت ، فهذه العادة تنمّى فى الطّفل الميول القرائيّة ، ومهارات التّواصل والإنصات والحديث وتنمية رصيده اللّغوى والمعرفى .
-  وحتّى يستفيد من هذه المادّة الثّريّة الّتى توفّرت فى حصص التّدريب ، والورش والبرنامج الإذاعى ، فقد انشأت موقعا الكترونيًّا خاصًّا اسمه " الحكاية نت " : www.hikaya.net
-   وسعيًا لاكتشاف الأولياء والمربّين والشّباب الّذين لديهم الموهبة والقدرة على سرد الحكاية ، قمت بإعداد مسابقة عامة لسرد الحكاية ، شارك فيها 139 متسابقا ( تفوق أعمارهم الـ 15 سنة ) ، وقد فاز فى المسابقة 12 شابًا وشابة ، منهم 6 من الحكائين الشّبّان الّذين وقع تدريبهم فى نادى الحكاية .
-  ولتوفير فرص أكبر للحكائين الشّبّان لتقديم عروضهم والتّعريف بهم ، والاحتكاك بكبار الحكائين ، قدّمت لبعض الجهات الإداريّة والثّقافيّة مشروع " مهرجان للحكاية " ، اشتمل على معرض لدمى الحكايات ، وعلى محاضرات وورش حول فنّ الحكى ، وعلى عروض للحكاية نــُظِّمَت فى ( 41 ) مكان ثقافى وتربوى بمدينة صفاقس وبأحيائها الشّعبيّة ومناطقها الرّيفيّة ، شارك فيها ( 12 ) حكّاء شابّا من الحكّائين الّذين وقع تدريبهم فى نادى الحكاية ، إلى جانب حكّائين محترفين من تونس – الجزائر – ليبيا – مصر – اليمن – فلسطين وإيطاليا .
-  خلال عروض هذا المهرجان ، عبّر الكثير من الأطفال الّذين حضروا العروض  عن رغبتهم فى أن لا يكونوا مستهلكين فقط، فهم أيضا يريدون تعلّم هذا الفنّ . اتّصلت ببعض المربّين ومديرى المدارس والمعاهد ، فوجدت تحمّسا واستعدادًا لاحتضان نواد للحكاية فى مؤسّساتهم التّربويّة . وهكذا تمّ تكوين شبكة تضمّ حتى الآن 36 ناد للحكاية فى مدارس وإعداديات ومعاهد بصفاقس ، يشرف عليها مربّون متحمّسون من تلك المؤسّسات . وتضمّ هذه النّوادى حوالى 540 تلميذًا ، يشتمل برنامجها على :
* تدريب للمربّين حتّى يقوموا بدور المنشّط والمشرف على النّادى على أحسن وجه .
* تدريب للتّلاميذ على فنّ الحكى من طرف الحكّائين الشّبّان ومن طرف أساتذة المسرح .
* تنظيم عروض للحكاية لفائدة التّلاميذ والمربّين ينشّطها حكّاؤون شبّان ومحترفون .
وأخيرًا ولجمع هذه الأنشطة والفعاليات فى مؤسّسة واحدة ، فقد انشأت مع مجموعة من أصدقائى المتحمّسين للفكرة ، جمعيّة أطلقنا عليها اسم " جمعيّة دنيا الحكاية " .

خاتمة :
          لقد انتشر " الحكائون للأطفال " فى دول شمال أفريقيا ، وفى أوربا وأمريكا ، وانتشرت " نوادى الحكى للأطفال " حتى أصبح الحكى لهم من الأنشطة الرئيسية فى مختلف تجمعات الأطفال : فى المدارس والنوادى والمكتبات وخلال الرحلات والمعسكرات وحفلات المناسبات والأعياد .
        فهل نأمل فى أن نجد فى مصر اهتمامًا مماثلاً بالحكى للأطفال ، مع الاستفادة بحكاياتنا الشعبية الثرية ، وبالمواهب الفطرية للحكى التى يتمتع بها عدد كبير من أبناء مصر ، وبشغف المصريين المتوارث بالاستمتاع إلى الحكايات ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق