الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

" العم ريحان " قصة للأطفال بقلم: أحمد الليثى الشرونى



" العم ريحان "

أحمد الليثي الشروني
اللوحة للفنان نبيل لحود

يجلس العم " ريحان "  تحت شجرة الكافورة الكبيرة على شاطىء النهر ، يأتيه الهواء طرياً ممزوجاً برائحة ا لماء الصافى وبجواره"القُّفة " مملؤءةً بالترمس الطازج وعلى جانبيها قراطيس من  الورق , صنعتها له زوجته ا لطيبة "أم على" يأتى إليه الصغار والكبار يبتاعون منه الترمس ويشربون من ماء الزير البارد الذى يملأه من النهر كل ليلة يظل العم" ريحان" طوال النهار جالساً تحت الشجرة يبيع الترمس, عندما تقترب الشمس من مرقدها فى الغرب ينزل إ لى النهر ويملأ الزير ويضع عليه الغطاء بإحكام ثم يحمل "القفة" ويعود إلى بيته وفى الطريق يوزع ما تبقى من الترمس للصغار الذين يلعبون ويفرحون به ويغنون له :  "عم ريحان...... يا عم ريحان"

     فى أيام الدراسة  يذهب العم" ريحان" إلى المدرسة الإبتدائبة كل يوم أثناء الفسحة ويقف أمام البوابة ويلتف حوله الأولاد ويشتهون  الترمس الذى يصنعه بيده  , يضعه لهم فى القراطيس الورقية , ذات يوم نهره مدرس الألعاب أمام الأولاد لوقوفه أمام الباب , حزن عم" ريحان وانصرف ولم يعد يأتى إلى المدرسة,غضب الأولاد من المدرس ولم يستطعوا أن يحدثوه فى ذلك لأنه يعاملهم بقسوة .

       مرت أيام, والمدرسة ينقصها شيء مهم وهو وجود عم" ريحان" على البوابة, فكر الأولاد أن يحثوا المدرس على ما فعله  مع عم" ريحان" بأدب, فكتب "ياسر" وكان فى الصف الخامس كلمة عن عم ريحان وألقاها فى إذاعة المدرسة الصباحية بعد عرضها على مشرف الإذاعة  بالمدرسة , وذكر فيها خصال عم" ريحان "الطيبة وحبهم له لأنه بمثابة الأب لكل الأولاد وأن ترمس عم" ريحان "فيه بركة وأنه سمح فى بيعه وكان بطل الإ ذاعة المدرسية عم ريحان فى هذا اليوم, اندهش مدرس الألعاب لكل هذا الوفاء من الأولاد تجاه هذا الرجل الطيب,  فندم وحزن, وبعد العصر ذهب إليه تحت الشجرة واعتذر له, تقبَّل عم "ريحان "إعتذاره ثم أعطاه قرطاس ترمس, وفى اليوم التالى  كان يقف عم" ريحان" أمام الباب يبيع الترمس والأولاد حوله  سعداء بعودته .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق