الجمعة، 13 يونيو 2014

"العصفورة والحطاب" قصة للأطفال بقلم: عماد عبد الحكيم هلال



العصفورة والحطاب

عماد عبد الحكيم هلال

فزعت العصفورة عندما رأت أن كل عش تبنيه لبيوضها يُهدم أو تعصف به يد الحطاب الذى كان يصر على قطع أغصان الأشجار كل صباح دون أن يعبأ بمصير بيوضها أو فراخها التى كانت تحضنهم ليفرخوا ويكبروا.
كان الحطاب يأتى فى الصباح الباكر ويقطع الأغصان بالبلطة القوية القاسية وبعد أن يكومها على بعضها ويربطها بالحبل بإحكام ، يحملها على ظهره ليذهب الى السوق لبيعها فى الأسواق كوقود للتدفئة وصناعة الخبز والطعام .
والعصفورة تنظر اليه من بعيد ، فترى أثمالة البالية التى يرتديها ، وظهره المحنى تحت كومة الحطب ، فتفاجأ بنفسها وقد تملكها  روح الشفقة عليه ، فهو مغصوب على قطع الأشجار وبيعها ليحيا بثمنها .. فلابد أن لديه هو أيضاً أفراخ يطعمها .. لكن هذه الغابة التى رزقها الله بها هى ملك لها وحدها ، وهذه الأغصان التى أنعم الله عليها بها هى ملك لأعشاشها وحدها تبنيها عليها لتعيش فيها ، أما هذا الحطاب يستطيع أن يقتات من مكان اخر غير هذه الغابة .. أما أنا لا أستطيع .
هو بمقدوره أيضاً أن يبحث لنفسه عن عمل أخر ، وأنا لا أستطيع إلا أن أكون عصفورة تبيض وتبنى أعشاشها فوق غصون الأشجار .
سمع الحطاب ما يدور فى خُلد العصفورة وهى تطيل النظر إليه وقال :
ياعصفورتى أنا رجل عجوز لا أستطيع أن أبحث عن عمل أخر غير هذا الذى اعتدت عليه منذ الصغر ، أما أنت  فقد وهبك الله
   
جناحان تحلقين بهما فى الفضاء الرحب والسماء الزرقاء لتذهبي بهما الى الحدائق والغابات البعيدة لتبنى العشوش على فروع الأشجار .
فتذكرت الحمامة قول الله " كلٌ خُلق لمّا يُسر له " وحلقت بالقرب من الأرض والتقطت حبة تقاوى قوية عفية وطارت بها ممسكه إياها فى منقارها خارج الغابة وزرعتها هناك بعيداً عن بلطة الحطاب العجوز وأغمضت عينيها لتحلم بالغابة الجديدة لتبنى هناك أعشاشها لتبيض فيها وتربى أفراخها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق