مسرحية للأطفال
مغني
الغابة
طلال حسن
المشهدُ
الأولُ
الأمُ
تحتَ الشجرةِ ،
سناءُ
تطاردُ فراشة
الأم : سناء .
سناء : سأمسِكُ هذهِ الفراشة َ.
الأم : دعيها حرّة ً، انظري إليها ،
إنها قوسُ
قزحٍ طائر .
قزحٍ طائر .
سناء : أنا أحبّ ُقوسَ قزح " تركضُ
لاهثة "
سأمسكُ بها ، وأحفظها بينَ أوراق ِ
كتابي .
سأمسكُ بها ، وأحفظها بينَ أوراق ِ
كتابي .
الأم : لا يا بنيتي ، أنتِ تقتلينَها
بهذا النوع ِمن
الحبِّ .
الحبِّ .
سناء : " تتواثبُ متقطعة َالأنفاس
ِ" سأمسكُ
بها، مهما كانَ الأمرُ .
بها، مهما كانَ الأمرُ .
الأم : طيري يا فراشة ُطيري
سناء : " محتجة ً" ماما .
الأم : طيري والحقي بالعصافيرِ .
سناء : " تتوقفُ لاهثة ً" آآ..ه
.
الأم : " تهمهمُ " هم م م م .
سناء : طارتِ الفراشة ُ.
الأم : ولحقتْ بالعصافيرِ .
سناء : " تصمتُ مقطبة ً" ....
الأم : " بصوتٍ منغّمٍ " سناء
.
سناء : زعلانة .
الأم : زعلانة !
سناء : قلتََِ للفراشة طيري فطارتْ .
الأم : خفتُ عليها وعليكِ .
سناء : " تنظرُ إلى أمِّها متسائلة
" ....
الأم : خفتُ أنْ تسجنيها ، بينَ أوراقِ
كتابكِ ،
فتكوني سجّانة .
فتكوني سجّانة .
سناء :
" تلوذُ بالصمتِ " ....
الأم : بنيتي .
سناء : مازلتُ زعلانة .
الأم : نتصالح .
سناء : بشرط .
الأم : آه ، عزيزتي ، الحكاية تكونُ
أجملَ في
الليل ِ.
الليل ِ.
سناء : سأبقى زعلانة إذن حتى ..
الأم : لا .
سناء : الآن َ.
الأم : " تبتسمُ " حسن ،
تعالي .
تضعُ سناءُ
رأسَها
في حجرِ أمِّها
سناء : هيّا .
الأم : كانَ يا ما كان ..
البلبل : " علامات موسيقية " ....
سناء : ماما .
الأم : هذا بلبلَُ يغردُ .
البلبل : " علامات موسيقية " ....
سناء : ما أجملَ صوتُه .
البلبل : " علامات موسيقية " ....
الأم : لنصغ ِإلى تغريدِهِ .
البلبل : " يصمتُ " ....
سناء : ماما .
الأم : انتهتْ أغرودتهُ .
سناء : لننتظرْ، لعلهُ يغردُ ثانية .
البلبل : " يطيرُ مبتعداً " ....
سناء : يا للأسفِ طارَ .
الأم : لا عليكِ ، لنعدْ إلى حكايتِنا .
سناء : حسنْ ، هيّا .
الأم : كانَ ياما كان ، كانَ في قديمِ
الزمانِ ،
كانَ هناكَ..
كانَ هناكَ..
البومة : هو..هو .. اووو .
سناء : " منقبضة " ماما .
الأم : هذهِ بومةَُ صغيرةَُ .
سناء : ما أقبحَ صوتها .
الأم : هذا رأيُكِ يا بنيتي ، لكنْ
لابدَّ أنَّ لأمِها
رأياً آخرَ.
رأياً آخرَ.
سناء : " محتجة ً" ماما ، إنه
.. " تصمتُ "
لندع ِ البومة َ، ونعدْ إلى الحكايةِ .
لندع ِ البومة َ، ونعدْ إلى الحكايةِ .
الأم : حسن ، أينَ وصلنا ؟
سناء : " تهمّ بالكلامِ " ....
الأم : " تقاطِعها " تذكرتُ ،
تذكرتُ " تحكي
" كانَ ياما كانَ ، كانَ في ..
" كانَ ياما كانَ ، كانَ في ..
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الأم : " تسكتُ مبتسمة ً"
....
سناء : ماما .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الأم : هذا غرابُ َ.
سناء : دعينا منهُ .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الأم : لكن حكايتنا عن .. غاق .. غاق ..
غاق.
سناء : " محتجة ً" ماما .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الأم : اسمعيها ، وستعجبكِ .
سناء : غاق .. غاق ؟
الأم : " تكتمُ ضحكتها " ....
سناء : حسن " تتنهدُ " لنرَ .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الأم : كانَ هناكَ غراب صغير ، ينعق غاق
..
غاق .. غاق ، وهو جالس في العش ِمع
أمهِ ، وعلى مقربةٍ منهما ، كانتْ
الحمامة ُتجلسُ في عشِها ، و ..
غاق .. غاق ، وهو جالس في العش ِمع
أمهِ ، وعلى مقربةٍ منهما ، كانتْ
الحمامة ُتجلسُ في عشِها ، و ..
الإضاءة ُتخفتُ ، الأم
تتحدثُ ، الغرابُ ينعقُ
إظلام
المشهدُ
الثاني
الغرابُ الصغيرُ
وأمهُ في
العشِ ، الحمامة
ُفي عشِها
الغراب : " ينعقُ " غاق .. غاق ..
غاق .
الأم : " تتململُ متثائبة "
....
الغراب : غاق .. غاق ..غاق .
الأم : بنيّ .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الأم : كفى " تتثاءب " أريدُ
أنْ أنامَ .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الأم : لا فائدة .
الغراب : ماما .
الأم : " تتثاءبُ " نعم .
الغراب : ما أجملَ صوت في الغابةِ ؟
الأم : صوتكَ طبعاً .
الغراب : " بدلالٍ " ماما .
الأم : صدقني ، ليسَ لأي طائرٍ في
الغابةِ
صوتَُ بجمالِ صوتِكَ .
صوتَُ بجمالِ صوتِكَ .
الغراب : " يصفقُ بجناحيهِ فرحاً "
هذا ما توقعتهُ.
الأم : أنتَ مغني الغابةِ .
الغراب : حسن " يتأهبُ للنعيقِ "
سأنعقُ إذنْ .
الأم : لا ، ليسَ الآنَ ، دعني أنمْ .
الغراب : " ينعقُ " غاق .. غاق ..
غاق .
الحمامة : " تضحكُ " ها ها ها .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الأم : يا إلهي " للحمامةِ "
لا يدعُني أنامُ ، إنَّهُ
ينعقُ دائماً .
ينعقُ دائماً .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الأم : " تهزُ رأسَها " ....
الحمامة : دعيهِ ينعقُ .
الأم : ستفقسُ بيوضُكِ ، وسترين .
الحمامة : ليخرجوا إلى الحياةِ ، سأصغي إلى
هديلهم ليلَ نهار .
هديلهم ليلَ نهار .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الأم : هذا في اليومِ الأولِ والثاني ،
وربما في
اليومِ الثالثِ ، أما في اليومِ ..
اليومِ الثالثِ ، أما في اليومِ ..
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الحمامة : لن أملّ هديلهم أبداً .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
العصفور : " علامات موسيقية " ...
الغراب : " يسكتُ ويصغي " ...
الأم : " للحمامةِ " عزيزتي
..
الغراب : ماما ، أصغي .
العصفور : " علامات موسيقية " ....
الأم : " تنظرُ إلى الحمامةِ
مبتسمة " ....
العصفور : " علامات موسيقية " ....
الحمامة : " بصوتٍ هامسٍ " لنصغِ معاً
.
العصفور : " يسكتُ " ....
الغراب : ماما ؟
الأم : ذاكَ عصفور ، كانَ يزقزقُ .
الغراب : آه ، عصفور .
الحمامة : " تكتمُ ابتسامَتِها " ....
البلبل : " علامات موسيقية " ....
الأم : وهذا ..
الغراب : أصغي ، أصغي .
البلبل : " علامات موسيقية " ....
الغراب : " يصمتُ منتشياً " ....
البلبل : " يسكتُ " ....
الأم : بنيّ ..
الغراب : مهلاً ، هذا لم يكنْ عصفوراً .
الأم : أحسنتَ ، إنهُ بلبل ، وكانَ
يغردُ .
الغراب : آه ، بلبل .
الحمامة : " تكتم ابتسامتها " ....
الغراب : سأنعقُ .
الأم : بنيّ ، أرجوكَ .
الغراب : أنتِ لا تحبين صوتي .
الأم : ماذا تقولُ ؟ أنتَ مغني الغابةِ
.
الغراب : سأنعقُ إذن ، أصغي " يتأهب
" .
حمامة : " علامات موسيقية " ....
الغراب : لنْ أنعقَ ، هشْ ، أصغي .
الأم : هذه ..
حمامة : " علامات موسيقية " ....
الغراب : هش ، دعينا نسمعْ .
الأم : " تصمتُ " ....
حمامة : " تسكتُ " ....
الغراب : " حائراً " ماما .
الأم : إنها حمامة ، كانتْ تهدلُ .
الحمامة : " تكتمُ ضحكتها " ....
الأم : " ترمقها مبتسمة "
....
الغراب : " يفكرُ صامتاً " ....
الأم : " تحدقُ فيهِ " بنيّ .
الغراب : أريدُ أنْ أصدقَ ما قلتِه لي ، لكنْ
..
الأم : إنني أمكَ ، و ..
الغراب : أنصتي ..
الأم : " تنصتُ " ....
الغراب : صوتُ غناءٍ جميلٍ .
الأم : إنهُ بعيد ، لا يكادُ يُسمعُ .
الغراب : " وهو يحلقُ " سأسمعُهُ
جيداً .
الأم : بنيّ .
الغراب : " وهو يبتعدُ " سأعودُ بعدَ
قليلٍ .
الأم : لا تبتعدْ وإلا تهتَ .
الغراب : " يخرجُ " ....
الحمامة : دعيهِ ، لم يعدْ صغيراً .
الأم : إنهُ مجنون بالغناءِ ، وسيتعلمُ
مثلي
التمييزَ بينَ أصواتِ الطيورِ المختلفةِ .
التمييزَ بينَ أصواتِ الطيورِ المختلفةِ .
الحمامة : " تكتمُ ابتسامتها " ....
الأم : رأيتكِ قبلَ قليلٍ تكتمينَ
ضحكتكِ " تبتسمُ
" ما الأمرُ ؟
" ما الأمرُ ؟
الحمامة : " تغالبُ ضحكتها " عفواً يا
عزيزتي ..
الأم : " تغالبُ ضحكتها هي الأخرى
" يبدو
أنني أخطأتُ ، صارحيني .
أنني أخطأتُ ، صارحيني .
الحمامة : قلتِ لصغيركِ ، العصفورُ يزقزقُ ،
والبلبلُ يغردُ ، والحمامة تهدلُ ، بينما
الحقيقة " تغصُ في الضحكِ " ها ها
ها .
الحقيقة " تغصُ في الضحكِ " ها ها
ها .
الأم : الدغناشُ !
الحمامة : نعم ، الطائرُ المقلدُ .
الأم : هذا الماكرُ ، لقد خدعني ، لا
بأسَ ، كانَ
صوته جميلاً " تتثاءب " فلأغفُ قليلاً،
لعلي أرتاحُ ، قبلَ أنْ يعودَ صغيري ،
ويشبعني .. غاق ..غاق .. غاق .
صوته جميلاً " تتثاءب " فلأغفُ قليلاً،
لعلي أرتاحُ ، قبلَ أنْ يعودَ صغيري ،
ويشبعني .. غاق ..غاق .. غاق .
تخفتُ الإضاءة ُ تدريجياً ،
أثناءَ حديثِ الأمِ
إظلام
المشهدُ الثالثُ
فاختتان ، ذكر وأنثى ،
تقفان فوقَ شجرةٍ
الذكر : كوكوختي .
الأنثى : كوكوختي ، كوكوختي .
الذكر : آه ما أعذبَ صوتك .
الأنثى : " بدلال " كوكوختي .
الذكر : كوكوختي ، كوكوختي .
الأنثى : صوتكَ أعذبُ .
الذكر : كوكوختي ، كوكوختي ، كوكوختي .
الأنثى : لن أشبعَ من صوتِكَ ، لكن أرجوكَ ،
لقد
تعبتَ، ارتحْ قليلاً .
تعبتَ، ارتحْ قليلاً .
الذكر : إنني مرتاح ، مرتاح جداً ، مادمتِ
إلى
جانبي .
جانبي .
الأنثى : " تبتسمُ فرحة " أشكركَ .
الغرابُ الصغيرُ يحطُ
ّ
على شجرةٍ قريبةٍ
الأنثى : " تتأملُ الشجرة َ" عزيزي
.
الذكر : عزيزتي .
الأنثى : تأملْ هذهِ الشجرة .
الذكر : " يتأملُ الشجرة َ"
.....
الأنثى : أنظرْ كمْ هي رائعة .
الذكر : نعم ، إنها رائعة جداً .
الأنثى : " تنظرُ إليهِ مبتسمة ً"
....
الذكر : لنبن ِعُشنا بينَ أغصانِها .
الأنثى : هذا ما أردتُ أنْ أطلبَهُ منكَ
" تغني "
كوكوختي .
كوكوختي .
الذكر : طلبُكِ أمرَُ ، كوكوختي .
الأنثى : كوكوختي ، كوكوختي .
الذكر : كوكوختي ، كوكوختي ، كوكوختي .
الغراب : صوتاهما جميل ، لكنَّ صوتي أجملُ ،
فأنا ، كما تقولُ ماما ، مغني الغابةِ ،
فلأسمِعْهما صوتي ، وسيريان " ينعقُ
بأعلى صوتِه " غاق .. غاق .. غاق .
فأنا ، كما تقولُ ماما ، مغني الغابةِ ،
فلأسمِعْهما صوتي ، وسيريان " ينعقُ
بأعلى صوتِه " غاق .. غاق .. غاق .
الأنثى : " خائفة " يا ويلتي .
الذكر : هذا غراب .
الغراب : غاق .. غاق ... غاق .
الأنثى : غراب ! " تتهيأ للهربِ "
فلنهربْ من
هنا .
هنا .
الذكر : لكنَّ هذهِ الشجرة أعجبتكِ ،
وسنبْني
عشنا بينَ أغصانِها .
عشنا بينَ أغصانِها .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الأنثى : " وهي تحلقُ " لن أبنيَ
عشيَ في شجرةٍ
نعقَ فيها غراب .
نعقَ فيها غراب .
الذكر : تبّاً للغرابِ " يحلقُ في
إثرها " مهلاً
سآتي معكِ.
سآتي معكِ.
الغرابُ يصمتُ ، الفاختتان
تمضيان إلى الخارج ِ
الغراب : يا لحمقِهما ، لم يعرفا قيمة َصوتي ،
قالتْ ماما إنني .." يصمتُ " أيمكنُ أنْ
تكونَ ماما مخطئة؟ كلا ،لا يمكن ، فهي
تعرفُ كلَّ شيءٍ " ينصتُ " ..
قالتْ ماما إنني .." يصمتُ " أيمكنُ أنْ
تكونَ ماما مخطئة؟ كلا ،لا يمكن ، فهي
تعرفُ كلَّ شيءٍ " ينصتُ " ..
الراعي : " صوتُ ناي من الخارجِ "
.....
الغراب : لعله الراعي " ينصتُ " نعم
، إنه
الراعي الصغيرُ ، يعزفُ على نايه "
يتطلعُ فرحاً " هاهو قادم .
الراعي الصغيرُ ، يعزفُ على نايه "
يتطلعُ فرحاً " هاهو قادم .
يدخلُ الراعي ، وهو
يعزفُ على الناي
الغراب : آه ، أي عزفٍ هذا .
الراعي : " يجلسُ تحتَ الشجرةِ "
....
الغراب : " ينصتُ منتشياً " ....
الراعي : " يستمرُ على العزفِ " ....
الغراب : إذا كانَ هذا صوتُ عزفِهِ ، فلابدَّ
أنَّ
صوتَ غنائِهِ أجملُ .
صوتَ غنائِهِ أجملُ .
الراعي : " يضعُ نايه جانباً " ....
الغراب : ليته يغني .
العندليب : " يغني من بعيدٍ " .....
الراعي : " يعتدلُ منصتاً " هذا
عندليب .
الغراب : سيغني الآنَ .
الراعي : " ينصتُ " ....
الغراب : غنّ .. غنّ .
الراعي : " يغني "
الراعي :
سمعتُ شعراً للعندليبِ
تلاهُ فوقَ الغصنِ
الرطيبِ
إذ قالَ نفسي نفسَُ
رفيعة
لم تهوَ إلا حسنَ الطبيعة
الغراب : آه ، يا لروعةِ صوتِ هذا الراعي ، إنه
أروعُ جميع ِالأصواتِ ، عدا صوتي
طبعاً ، فماما تقول .. " يصمتُ "
فلأسمِعْهُ صوتي ، وليحْكُم بنفسِهِ "
ينعقُ بأعلى صوتِهِ " غاق .. غاق ..
غاق .
أروعُ جميع ِالأصواتِ ، عدا صوتي
طبعاً ، فماما تقول .. " يصمتُ "
فلأسمِعْهُ صوتي ، وليحْكُم بنفسِهِ "
ينعقُ بأعلى صوتِهِ " غاق .. غاق ..
غاق .
الراعي :
" ينهضُ منزعجاً " غراب !
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الراعي : يا للشؤمِ .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الراعي : " ينحني ويلتقطُ حجراً "
أصمتْ .
الغراب : غاق .. غاق .. غاق .
الراعي : تباً لكَ " يقذفهُ بالحجرةِ
" أصمتْ ..
أصمتْ .
أصمتْ .
الغراب : " يهبّ مذعوراً " آآآآآ .
الراعي : ابتعدْ من هنا ، لا أريدُ أنْ أسمعَ
نعيقكَ .
الغراب : " يحلقُ مبتعداً " ....
الراعي يجلسُ تحتَ
الشجرةِ ، ويعزفُ
ثانية
إظلام
المشهدُ
الرابعُ
الغرابُ يحطُ ُعلى
شجرةٍ ، الشمسُ تغربُ
الشمس : " تتثاءبُ " آ آ ه .
الغراب : " متلفتاً " يبدو أنني تهتُ
.
الشمس : " تنظرُ إلى الغرابِ "
الغرابُ الصغيرُ ،
يا للمسكينِ .
يا للمسكينِ .
الغراب : فلأبقَ هنا حتى أرتاحَ .
الشمس : ليتني أستطيعُ مساعدتهُ ، إنني متعبة
،
ولابدَّ أنْ أغربَ .
ولابدَّ أنْ أغربَ .
الغراب : " يرى الشمسَ تغربُ "
الشمسُ .
الشمس : " تلوّحُ لهُ " ....
الغراب : أبقي قليلاً .
الشمس : لا أستطيعُ .
الغراب : إنني بحاجةٍ إليكِ ، أبقي .
الشمس : لقد مشيتُ طولَ النهارِ ، من الشرقِ
إلى
الغربِ.
الغربِ.
الغراب : أمي ستقلقُ عليّ ، ما لمْ أعدْ إلى
البيتِ .
الشمس : لا عليكَ ، إنها تبحثُ عنكَ الآنَ ،
وستجدُكَ .
وستجدُكَ .
الغراب : لن تجدني أمي ، إذا غبتِ ، وعمّ
الظلامُ.
الشمس : آسفة يا عزيزي ، آنَ أنْ أغربَ "
تلوّحُ
لهُ " إلى اللقاء .
لهُ " إلى اللقاء .
الغراب : مهلاً أرجوكِ ، مهلاً ، مهلاً .
الشمس :
سأرتاحُ ليلاً ، وأعودُ ثانية من المشرق،
صباحَ الغدِ.
صباحَ الغدِ.
الشمسُ تغربُ ، يعمُ
الظلامُ ، الغرابُ خائف
الغراب : يا ويلي ، حلَّ الليلُ ، وأمي بعيدة
عني
" يصمتُ " وفوقَ ذلكَ ، لا أحدَ أحبَّ
صوتي ، أمي .. أهي مخطئة ؟ أم إنني
.. يا للحيرةِ .
" يصمتُ " وفوقَ ذلكَ ، لا أحدَ أحبَّ
صوتي ، أمي .. أهي مخطئة ؟ أم إنني
.. يا للحيرةِ .
الصوت : عوووووو .
الغراب : " مرتعباً " ذئب !
الصوت : عوووووو .
الغراب : أم هو ثعلب ؟
الصوت :
عوووووو .
الغراب : لعله كلبَُ .
الصوت : " يتباعدُ " عوووو .
الغراب : " يحاولُ أنْ يتمالكَ نفسَهُ
" الصوتُ
يبتعدُ .. آه.
يبتعدُ .. آه.
الصوت : " يتلاشى " ....
الغراب :
" يتلفتُ " يا لحمقي ، كان عليّ أنْ لا
أبتعدَ عن العش ِّ، كيفَ يمكنُ أن تهتدي
أمي إليّ ، في مثل ِهذا الظلام ِ؟ آه "
يتمتمُ " ماما .
أبتعدَ عن العش ِّ، كيفَ يمكنُ أن تهتدي
أمي إليّ ، في مثل ِهذا الظلام ِ؟ آه "
يتمتمُ " ماما .
القمرُ يطلُ
بدراً
من فوق
الأشجارِ
الغراب : آه القمرُ .
القمر : " يتلفتُ حولهُ " ....
الغراب : أيها القمرُ .
القمر : أسمعُ أحدَهمْ يناديني .
الغراب : هذا أنا " يلوّحُ للقمرِ "
إنني هنا ، أنظرْ
إليّ .
إليّ .
القمر : " يراهُ " آه ، الغرابُ
الصغيرُ ؟
الغراب : نعم " بصوتٍ دامع"ٍ إنني هو
، الغرابُ
الصغيرُ .
الصغيرُ .
القمر : لكنَّ الوقتَ متأخرُ َ، وصغيرُ
َمثلكَ ، كانَ
يجبُ أنْ يكونَ قد نامَ الآنَ ، في حضنِ
أمِهِ .
يجبُ أنْ يكونَ قد نامَ الآنَ ، في حضنِ
أمِهِ .
الغراب : لقد ابتعدتُ عن العش،ِّ وتهتُ ،
وفاجأني الليلُ، و.. " يبكي " ..
وفاجأني الليلُ، و.. " يبكي " ..
القمر : لا تبكِ ، أنتَ لم تعدْ صغيراً
" يتلفتُ "
لابدَّ أنَّ أمَكَ تبحثُ عنكَ ، وستجدكَ
حتماً .
لابدَّ أنَّ أمَكَ تبحثُ عنكَ ، وستجدكَ
حتماً .
الغراب : هذا ما أرجوه ، فأنا لا أستطيعُ
البقاءَ
وحدي هنا طولَ الليلِ .
وحدي هنا طولَ الليلِ .
القمر : مهلاً ، هاهي أمُكَ ، تحلقُ فوقَ
الأشجارِ، وهي لا شكَّ تبحثُ عنكَ .
الأشجارِ، وهي لا شكَّ تبحثُ عنكَ .
الغراب :
يا إلهي ، كيفَ ستجدُني في هذا الليلِ ِ؟
القمر : لا تنسَ أنني موجود ، صحيح أنَّ
نوريَ
ليسَ بقوةِ ضوءِ الشمس ِ، لكنْ مع ذلكَ
يبددُ ظلامَ الليلِ " ينظرُ فرحاً " أنظرْ،
إنها تقتربُ .
ليسَ بقوةِ ضوءِ الشمس ِ، لكنْ مع ذلكَ
يبددُ ظلامَ الليلِ " ينظرُ فرحاً " أنظرْ،
إنها تقتربُ .
الغراب : " يتمتمُ " ماما .
القمر : غنِّ ، غنِّ بأعلى صوتِكَ ، لعلها
تسمعكَ، وتسرعُ إليكَ .
تسمعكَ، وتسرعُ إليكَ .
الغراب :
أغني ! لكنَّ غنائي لمْ يعجبْ أحداً حتى
الآنَ .
الآنَ .
القمر : لا عليكَ ، غنِّ ، غنِّ .
الغراب : " متردداً " غاق ..
القمر : " بصوتٍ أعلى " غنِّ ،
غنِّ .
الغراب : " بصوتٍ مرتفعٍ " غاق ، غاق
، غاق .
الفمر : هاهي أمكُ ، تنصتُ إليكَ ، لقد
سمعتكَ ،
غنِّ ، غنِّ .
غنِّ ، غنِّ .
الغراب : " بصوتٍ أعلى " غاق ، غاق ،
غاق .
القمر : استمرْ ، إنها قادمة تتبعُ صوتكَ ،
غنِّ ،
غنِّ .
غنِّ .
الغراب : غاق ، غاق ، غاق .
القمر : لا تتوقفْ ، جاءتْ أمُكَ ، غنِّ ،
غنِّ .
الغراب : " فرحاً " غاق ، غاق ، غاق
.
ُتقبلُ الأمُ ،
وتحط
إلى جانبِ
صغيرها
الغراب : ماما .
الأم : " تحضنهُ " بنيّ .
الغراب : " بصوتٍ باكٍ " لو لمْ تأتي
..
الأم : لقد أتيتُ .
الغراب : " يشرقُ في دموعِهِ " ....
الأم : " تربتُ عليهٍ "
الوقتُ متأخر ، سنقضّي
الليلَ هنا .
الليلَ هنا .
الغراب : ماما .
الأم : " تتطلعُ إليهِ " ....
الغراب : غنيتُ أمامَ فاختتين ، وأمامَ راعٍ
صغيرٍ،
لم يعجبْهمْ صوتي ، اصدقيني .
لم يعجبْهمْ صوتي ، اصدقيني .
الأم : عندما سمعتك ، قبلَ قليلٍ ، وأنا
أبحثُ
عنكِ ، في هذا الليلِ ، تأكدَ لي ما قلته
لكَ ، أكثرَ من مرةٍ ، إنَّ صوتكَ هو
أجملُ صوتٍ في الغابةِ كلِها .
عنكِ ، في هذا الليلِ ، تأكدَ لي ما قلته
لكَ ، أكثرَ من مرةٍ ، إنَّ صوتكَ هو
أجملُ صوتٍ في الغابةِ كلِها .
الغراب : " يهزّ رأسَه " .....
الأم : بنيّّّّ .
الغراب : أنتِ مخطئة .
الأم : ماذا !
الغراب : أجملُ صوتٍ في الغابةِ ليسَ صوتي ..
الأم : " تحدقُ فيه " ....
الغراب : بلْ صوتكِ أنتِ .. يا ماما .
الأم : " تحضنهُ بشدةٍ "
بنيّّّّّّّّ ، حبيبي .
القمرُ يبتسمُ ،
ويختفي
تدريجياً وراءَ
الأشجارِ
إظلام
المشهدُ
الخامسُ
الأمُ تحتَ
الشجرةِ ،
سناءُ تعتدلُ
قليلاً
الأم : وفي اليومِ التالي ، ومع شروقِ
الشمسِ ،
عادتْ الأمُ وصغيرُها إلى عشِّهما ،
وعاشا فيه سعيدين، كما نعيشُ أنا
وأنتِ، في بيتِنا الجميلِ هذا .
عادتْ الأمُ وصغيرُها إلى عشِّهما ،
وعاشا فيه سعيدين، كما نعيشُ أنا
وأنتِ، في بيتِنا الجميلِ هذا .
سناء : " تبقى صامتة " ....
الأم : بنيتي .
سناء : نعم .
الأم : ظننتُ أنكِ غفوتِ .
سناء : لا ، كنتُ أسمعُ الحكاية .
الأم : أرجو أنْ تكونَ قد أعجبتك .
سناء : رائعة ، والأروعُ مدلولها "
تنهضُ
وتحاكي الغرابَ " غاق ، غاق ،
غاق.
وتحاكي الغرابَ " غاق ، غاق ،
غاق.
الأم : " تضحكُ " ها ها ها .
سناء : أعجبك اِلصوتُ ؟
الأم : " تهزّ رأسَها " ....
سناء : " محتجة " ماما .
الأم : هذهِ هي الحقيقة ُ.
سناء : لماذا !
الأم : لأنَّ ما سمعته لم يكنْ صوتك
أنتِ ، بلْ
..
..
سناء : " تقاطعُها " ماما .
الأم : " تصمتُ " ....
سناء : فهمتُ .
الأم : حسن .
سناء : سأسمِعُكِ صوتي أنا ، أصغي ..
الأم : " تصغي " ....
سناء " تغني "
موطني .. موطني
الأم : الله .
سناء : الجلالُ والجمالُ والسناءُ
الأم : هذا هو الغناءُ .
سناء : والبهاءُ في .. " تصمت "
الأم : سناء .
سناء : " مبهورة " قوسُ قزحٍ .
الأم : فراشة !
سناء : " تنطلقُ وراءَ الفراشةِ
" سأمسِكُ قوسَ
قزح ، وأحتفظُ بهِ بينَ أوراقِ .. "
" تتوقفُ " لا ، لا " تلتفتُ إلى أمِّها "
قوسُ قزح ليسَ لي وحدي ،
إنهُ للجميعِ ، نعمْ للجميعِ .
قزح ، وأحتفظُ بهِ بينَ أوراقِ .. "
" تتوقفُ " لا ، لا " تلتفتُ إلى أمِّها "
قوسُ قزح ليسَ لي وحدي ،
إنهُ للجميعِ ، نعمْ للجميعِ .
الأم : " تنهضُ " بنيتي .
سناء : ماما .
الأم : صوتكُ أجملُ صوتٍ في العالمِ ،
غني ،
وأسمعيني إياه .
وأسمعيني إياه .
سناء : " تغني "
موطني . . موطني .. الجلالُ والجمالُ
والسناءُ والبهاءُ
في رباك
الغناءُ
يستمرُ، تخفتُ
الأضواءُ
شيئاً فشيئاً
إظلام
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق