صباحَ العيد
صبحي سليمان
بعد صلاة العيد انطلق الصغار تجاه المتاجر
ليشتروا ما يُحبون ... ومن بين الصغار اشترى عماد بالوناً أحمر ... وجري إلى بيته فرحاً مسروراً ... سألَتْهُ أخته الكُبرى
سمر : ـ
ـ ماذا اشتريْتَ يا عماد ... ؟!
ـ اشتريْتُ بالوناً أجملَ من بالونِك.
أخرج عماد البالون، ووضعَ فوهته على فمه، وبدأ ينفخ فيه .. فأخذ
البالون يكبر شيئاً فشيئاً ... ومازال ينفخ حتى تألَّمَ
البالونُ وقال بصوت غاضب : ـ كفى نفخاً يا عماد ... !!
أجابه عماد باستفسار قائلاً : ـ ولِمَّ ... ؟!
ـ لأنّكَ تؤلمني كثيراً.
ـ سأجعلكَ أكبرَ من بالون سمر.
صرخ البالون مُتأوهاً : ـ ولكنَّني لم
أعدْ أحتمل؛ يكاد جلدي يتمزَّق ... !!
ضحك عماد باستهزاء قائلاً : ـ لا تخفْ، إنِّ جلدك ليِّن.
قالت سمر : ـ سينفجر بالونكَ يا عماد ... !!
صاح في وجهها قائلاً : ـ لماذا ... ؟!
ـ لأنّ الضغط الكثير يولِّدُ الانفجار.
أمسك بفم البالون وهو يقول : ـ أنتِ غضبانة لأنَّ بالوني أصبح كبيراً.
ـ لستُ غضبانةً، أنا أنصحكَ.
صاح بها قائلاً : ـ لن أسمعَ نُصْحَكِ.
ونفخ عماد نفخةً جديدة، فدوَّى أمامَ وجهِهِ
انفجارٌ شديد ارتجف جسمُهُ
علي أثره، وانتابَهُ الذعر ... فلقد انفجر
البالون.
هُنا قعدَ عماد نادماً حزيناً علي بالونه المُمزق ... ونظر بحسرةٍ لبالون سمر التي
ضحكت وهي تقول : ـ أرأيت ... ؟! لم تُصدِّقْ كلامي فانفجر البالون.
قال عماد : ـ معكِ حقٌّ، لقد حمَّلْتُ البالونَ فوقَ طاقتِهِ فانفجر ... حقاً خاب من لم يستمع لنصيحة من هو أكبر منه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق