مسرحية للأطفال
النبتة الجديدة
بقلم: طلال حسن
"1 "
غابة ، يدخل الدب ،
يتبعه الدب الصغير
الدب : يا لله ، ما أغرب
هذا المكان .
الدب الصغير : " يتلفت حوله
" حقاً إنه مكان غريب .
الدب : لنبقَ هنا قليلاً
، فقد نعثر على بعض
النباتات النادرة .
النباتات النادرة .
الدب الصغير : لقد ابتعدنا كثيراً ،
أخشى أن نتأخر .
الدب : لا عليك ، الوقت
مازال مبكراً .
الدب الصغير : أنت تعرف أمي ، إنها قلقة
عليّ الآن .
الدب : أخشى أنها قلقة ،
لأنك معي .
الدب الصغير : إنّ أمي ، للأسف ،
تصدق ما يقوله
الآخرون .
الآخرون .
الدب : هذا مؤسف حقاً ،
سأحدثها إذا أردت .
الدب الصغير : لا أ أرجوك ، دع
الأمر لي .
الدب : الغابة يا بنيّ
لنا ، وعلينا أن نعرفها ،
ونغنيها ، ونغتني بها .
ونغنيها ، ونغتني بها .
الدب الصغير : ليت الجميع ، يا
أستاذ ، يدركون هذا .
الدب : سيدركونه ، إنّ
المستقبل معنا .
الدب الصغير يبتعد
متجولاً بين النباتات
الدب الصغير : ما أكثر تنوع
النباتات هنا ، لابد أنّ
دراستها تحتاج إلى وقت طويل .
دراستها تحتاج إلى وقت طويل .
الدب : لنتفرغ لها .
الدب الصغير : " يتوقف ويحملق
في نبتة " ....
الدب : هذا يسعدني ،
وأرجو أن يسعدك أنت ..
الدب الصغير : " يصيح "
أستاذ .
الدب : خيراً .
الدب الصغير : اكتشفتُ نبتة جديدة .
الدب : نبتة جديدة !
الدب الصغير : نعم جديدة .
الدب : " يبتسم
" كان أستاذي يضحك ، حين
أعلن عن اكتشاف شيء ، يعرفه
الجميع .
أعلن عن اكتشاف شيء ، يعرفه
الجميع .
الدب الصغير : تعال ، يا أستاذ ،
ولن تضحك .
الدب : " يتجه نحوه
" لنرَ .
الدب الصغير : أنظر ، يا أستاذ .
الدب : " يحملق في
النبتة مهمهماً " هم م م م .
الدب الصغير : لا أعتقد أنّ أحداً
قد رأى مثل هذه النبتة
من قبل .
من قبل .
الدب : " مذهولاً
" يا لله .
الدب الصغير : لم تضحك .
الدب : ولن أضحك "
يتمعن في النبتة " حقاً
إنها .. نبتة جديدة .
إنها .. نبتة جديدة .
الدب الصغير : " فرحاً "
هذا اكتشاف عظيم ،
وسيعرف الجميع أنني ..
وسيعرف الجميع أنني ..
الدب : لا ، لا يا بنيّ
، ليبقَ الأمر سراً بيننا ،
لابد أن ندرس هذه النبتة أولاً ،
ونعرف حقيقتها .
لابد أن ندرس هذه النبتة أولاً ،
ونعرف حقيقتها .
الدب الصغير يقف
حائراً أمام الدب
إظلام
" 2 "
الأسد العجوز والثعلب
يتمشيان أمام العرين
الأسد : لا ، لا يا
عزيزي ، لستُ معك .
الثعلب : كل الدلائل ، يا
مولاي ، تؤكد ..
الأسد : تأكدوا من
حقيقتها ، إنّ الغابة لم تخل
يوماً من نباتات غريبة .
يوماً من نباتات غريبة .
الثعلب : الأمر خطير ، يا
مولاي .
الأسد : هذا تهويل .
الثعلب : إنّ البعض بدأ
يلتف حولها .
الأسد : ليلتف حولها من
يشاء ، هذا لا يخيفنا .
الثعلب : قد يكون الأعداء
، يا مولاي ، وراء
هذه النبتة .
هذه النبتة .
الأسد : الأعداء !
الثعلب : وقد يكون لهم
أعوان هنا .
الأسد : " متردداً
" هراء .
الثعلب : مولاي ، لقد
تشكلت عدة جمعيات
سرية ، لم نعرف عددها بالضبط ،
تحت اسم .. النبتة الجديدة .
سرية ، لم نعرف عددها بالضبط ،
تحت اسم .. النبتة الجديدة .
الأسد : " يبدو
متوتراً " لعلها جمعيات كلمات
.. كلمات .. كلمات .
.. كلمات .. كلمات .
الثعلب : أخشى أنّ الأمر
ليس مجرد كلمات ، يا
مولاي .
مولاي .
الأسد : " يحملق
فيه " أفصح .
الثعلب : قال الدب ..
الأسد : الدب ثانية !
الثعلب : قال ، يا مولاي ،
إنّ هذه النبتة غنية
بالمواد البروتينية ، وأنّ أكلها قد يغني
عن أكل اللحوم .
بالمواد البروتينية ، وأنّ أكلها قد يغني
عن أكل اللحوم .
الأسد : " يهمهم
" هم م م م .
الثعلب : هذه هي البداية ،
يا مولاي .
الأسد : مهما كان الأمر
، تحقق بنفسك من كلّ
ما يقال ، وابلغني بالحقيقة .
ما يقال ، وابلغني بالحقيقة .
الثعلب : " ينحني
للأسد " أمر مولاي .
الثعلب
يخرج ، الأسد
العجوز يقف مفكراً
إظلام
" 3 "
بيت
الدب ، يدخل الدب
والدب
الصغير يحملان سلتين
الدب : " يضع السلة
على الأرض " يا إلهي ،
آه ظهري يكاد ينقصم .
آه ظهري يكاد ينقصم .
الدب الصغير : " مازحاً "
أبي يعترف بأنه صار
عجوزاً .
عجوزاً .
الدب : لستُ أباك .
الدب الصغير : " يقدم له السلة
مبتسماً " تفضل .
الدب : شكراً " يضع
السلة على الأرض " أنا
أتعبتك معي .
أتعبتك معي .
الدب الصغير : لكل شيء ، يا أستاذ
ثمنه .
الدب : أرجو أن يكون
الثمن مجزياً .
الدب الصغير : مجزياً جداً ..المعرفة.
الدب : " يضحك
" لو أن زوجتي تسمعك ،
لقالت ، إنني أخدعك .
لقالت ، إنني أخدعك .
الدب الصغير : " يضحك "
هذا ما قد تقوله أمي أيضاً.
تدخل
الزوجة ، وتحدق
في
الدب مغتاظة
الزوجة : أسمعك تتحدث عني .
الدب : " يكتم
ضحكته " ذكرنا القط .
الدب الصغير : " وهو يخرج
مسرعاً " إلى اللقاء .
الدب : " يلوح له
" إلى اللقاء .
الدب الصغير : " من الخارج
" في نفس الموعد .
الدب : خذي هاتين
السلتين إلى الداخل .
الزوجة : سمك .. و .. عسل .
الدب : أنت تعرفينني ،
قبل أن ترتبطي بي .
الزوجة : لا عليك ، لقد نسيت طعمهما .
الدب : إنني دائم البحث
عن الحقائق ، و ..
الزوجة : والمتاعب .
الدب : " يحملق
فيها متسائلاً " ....
الزوجة : لقد أرسل الثعلب في طلبك .
الدب : هذه ليست أول مرة
.
الزوجة : ولن تكون الأخيرة ، إنّ نبتتك تقلقهم .
الدب
يلوذ بالصمت ،
وهو يحدق في زوجته
إظلام
" 4 "
وسط
الغابة ، يدخل
الأسد
العجوز والثعلب
الأسد : المسافة طويلة
" يتنفس بعمق "
ليست طويلة جداً " يبتسم " لعي
شخت .
ليست طويلة جداً " يبتسم " لعي
شخت .
الثعلب : لا يا مولاي .
الأسد : أخشى أن يكون
دور أمي قد حان .
الثعلب : إنني أعرفكم ، يا
مولاي ، دائم التفاؤل.
الأسد : هذه سنة الحياة "
ينظر إلى الثعلب "
أرجو أن لا أندم على عمل بنصيحتك .
أرجو أن لا أندم على عمل بنصيحتك .
الثعلب : لن تندم ، يا
مولاي ، إنّ شجاعة ابنكم
الكبير ، تنزل الرعب بالأعداء .
الكبير ، تنزل الرعب بالأعداء .
الأسد : إنّ ما يخيفني
من ابني ، هو ما تسميه
أنت .. شجاعته .
أنت .. شجاعته .
الثعلب : " يتوقف قرب
النبتة " النبتة ، يا
مولاي .
مولاي .
الأسد : " يتأمل
النبتة " حقاً إنها جديدة .
الثعلب : لكنها خطرة ، يا
مولاي .
الأسد : هذا ما قلته عن
فرس النهر .
الثعلب : مهما يكن ، يا
مولاي ، فقد كانت تعكر
عليكم الماء .
عليكم الماء .
الأسد : فأبادها ابني ..
الشجاع .
الثعلب : مئة بريء ميت ،
ولا متهم يمكن أن
يكون خطراً .
يكون خطراً .
الأسد : هذه حكمة تقطر
دماً .
الثعلب : عفواً مولاي ،
إنها حكمة الأسد العظيم
.. جدكم .
.. جدكم .
الأسد : " يبدو
متألماً " آ .. ي .
الثعلب : " يمد يده
إلى الأسد " مولاي .
الأسد : " يتراجع
" ر ، إنني بخير " يتداعى
" آآ .. ه .
" آآ .. ه .
الثعلب : اسمح لي "
يسنده " مولاي .
الأسد : لا عليك ، سأكون
بخير .
الثعلب : أنت بخير فعلاً ،
يا مولاي .
الأسد : استمر في
التحقيق ، لكن .. بمزيد من
التأني .. و .. الدقة " يتأوه " آه .
التأني .. و .. الدقة " يتأوه " آه .
الثعلب : مولاي .
الأسد : خذني .. إلى
العرين .. وأرسل من
يستدعي ابني .. ولي العهد .
يستدعي ابني .. ولي العهد .
الثعلب : أمر مولاي .
الثعلب يسند الأسد
العجوز ، ويخرج به
إظلام
" 5 "
العرين ، الأسد يرقد ، ولي
العهد
، والثعلب ، والقرد جانباً
القرد : الملك للأسف
متعب ، لقد أعطيتُ
جلالته الدواء : وقد استغرق في
النوم ، سأعود جلالته يوم غد .
جلالته الدواء : وقد استغرق في
النوم ، سأعود جلالته يوم غد .
ولي العهد : شكراً .
القرد : " ينحني
" طبتم مساء ، يا مولاي .
ولي العهد : " يوميء
برأسه " ....
الثعلب : مع السلامة .
القرد : " يتراجع
قليلاً ، ثم يخرج " ....
ولي العهد : يبدو أنّ أبي ..
الثعلب : لقد احتطنا لأي
طاريء ، يا مولاي .
ولي العهد : هذا ما أريده .
الثعلب : إنّ كلّ شيء على
ما يرام .
ولي العهد : يبقى شيء واحد .
الثعلب : " متسائلاً
" مولاي ؟
ولي العهد : النبتة الجديدة .
الثعلب : آه .
ولي العهد : إنها شوكة في جنبي
.
الثعلب : سأكسر هذه الشوكة
، بطريقتي .. يا
مولاي .
مولاي .
ولي العهد : تصرف ، لا أريد
أثراً لهذه النبتة في
الغابة .
الغابة .
الثعلب : أمر مولاي .
الثعلب ينحني أمام ولي
العهد
، ثم يخرج مسرعاً
إظلام
" 6 "
الثعلب والدب ، العرين
يلوح في المؤخرة
الثعلب : ليتك تعرف مكانتك
عندنا .
الدب : أعرف ، سيدي ،
فقد استدعيت ، في
الفترة الأخيرة ، أكثر من مرة .
الفترة الأخيرة ، أكثر من مرة .
الثعلب : إنني أخاف عليك ،
لقد تغير الوضع .
الدب : شكراً ، لكني لا
أفعل ما يدعو إلى
الخوف .
الخوف .
الثعلب : يبدو أنك لا تقدر
خطورة موقفك .
الدب : هذا عملي ، وأنا
أمارسه في الغابة ،
منذ سنين طويلة .
منذ سنين طويلة .
الثعلب : هناك من يرى ،
أنك تخفي معلومات
عن الملك .
عن الملك .
الدب : ليس لديّ ما
أخفيه عن أحد .
الثعلب : وما يسمى ..
النبتة الجديدة ؟
الدب : يبدو أنّ لها
فائدتها للغابة .
الثعلب : الملك هو الغابة
.
الدب : " يصمت
" ....
الثعلب : إنّ ولي العهد ،
وأنت تعرفه جيداً ، لن
يتهاون مع من قد يسيء ..
يتهاون مع من قد يسيء ..
الدب : لكني لم ..
الثعلب : لم يتهمك أحد
بشيء ، حتى الآن .
الدب : لا داعي للتلويح
، أنت تريد شيئاً
محددا ً، قله بصراحة .
محددا ً، قله بصراحة .
الثعلب : إنني أعرفك
حريصاً ، متعقلاً ،
لنتعاون .
لنتعاون .
الدب : إنّ يديّ
ممدودتان دائماً للخير .
الثعلب : نحن نبحث عن
حقيقة النبتة ، من جاء
ببذرتها ؟ من زرعها ؟ من يرعاها ؟
من يلتف حولها ؟ من ..
ببذرتها ؟ من زرعها ؟ من يرعاها ؟
من يلتف حولها ؟ من ..
الدب : عفواً ، هذه
الأسئلة لن تجد إجاباتها
عندي .
عندي .
الثعلب : مهلاً ، يا أستاذ
، مهلاً ، فولي العهد لا
يوافقك على هذا الرأي .
يوافقك على هذا الرأي .
الدب : ما قلته هو
الحقيقة .
الثعلب : الحقيقة لا
تتعارض مع الملك .
الدب : " يصمت
" ....
الثعلب : أنصحك كصديق ،
والفرصة ما زالت
أمامك ، أن تعيد النظر في موقفك .
أمامك ، أن تعيد النظر في موقفك .
الدب : لا أستطيع أن
أقول ما لا أعرفه .
الثعلب : من جاء ببذرة هذه
النبتة ؟ اللقلق أم
الحمامة أم السنجاب ؟ أم ..
الحمامة أم السنجاب ؟ أم ..
الدب : اسألوهم .
الثعلب : هذا ما نفعله
الآن .
الدب : " يهم
بالانصراف " عمت صباحاً .
الثعلب : صدقني ، إنني
أخاف عليك ، ولا أريد
أن يفرط بك .
أن يفرط بك .
الدب
يمضي إلى الخارج ،
الثعلب يبقى وحده
إظلام
" 7 "
ولي
العهد والثعلب
يقفان
خارج العرين
الثعلب : خيراً ، يا مولاي
، رأيت القرد يدخل
ثانية على الملك .
ثانية على الملك .
ولي العهد : إنّ حالة أبي
خطيرة .
الثعلب : أرجو لجلالته
الشفاء .
ولي العهد : " يرمقه
بنظرة حازمة " الوقت يمرّ ،
والشوكة لم تكسر بعد .
والشوكة لم تكسر بعد .
الثعلب : ستكسر ، يا مولاي
، إنهم بين أيدينا .
ولي العهد : لقد فرّت الحمامة
.
الثعلب : الحدأة تطاردها ،
ولن تدعها ..
ولي العهد : وأفلت اللقلق .
الثعلب : لكن السنجاب ما
زال في قبضتنا .
ولي العهد : كان عليكم أن لا
تدعوا اللقلق
اللعين يفلت ، دون أن يعترف بالحقيقة.
اللعين يفلت ، دون أن يعترف بالحقيقة.
الثعلب : لقد حاولنا جهدنا
، يا مولاي ، لكنه لم
يحتمل .. التحقيق .
يحتمل .. التحقيق .
ولي العهد : حذار ، لا أريد
للسنجاب أن يموت مثل
اللقلق ، قبل أن يعترف .
اللقلق ، قبل أن يعترف .
الثعلب : أمر مولاي .
ولي العهد : ضيقوا عليه "
يرمق الثعلب " أريد أن
تكون له علاقة بالدب .
تكون له علاقة بالدب .
الثعلب : مولاي !
ولي العهد : لقد سمعتني .
الثعلب : " ينحني
" مولاي .
الثعلب يخرج ، ولي
العهد يبقى وحده
إظلام
" 8 "
غرفة
في السجن ،
الثعلب ،
الذئب بالباب
الثعلب : " للذئب " ناده .
الذئب : أمرك ، سيدي
" للسنجاب " أدخل .
السنجاب : " يدخل قلقاً
" ....
الثعلب : أرجو أن تكون
مرتاحاً .
السنجاب : إنني في السجن .
الثعلب : هذا خيارك .
السنجاب : مثلي لا يختار
السجن .
الثعلب : يمكنك أن تخرج
الآن .
السنجاب : ليت الأمر بيدي .
الثعلب : قل الحقيقة ،
واخرج .
السنجاب : لقد قلتُ ما أعرفه
.
الثعلب : أريد الحقيقة .
السنجاب : أقسم ..
الثعلب : لا تقسم ، لن
يفيدك القسم .
السنجاب : " يصمت "
....
الثعلب : لدينا معلومات
تقول ، أنك خرجت ، قبل
أشهر ، من الغابة .
أشهر ، من الغابة .
السنجاب : نعم ، خرجت .
الثعلب : والتقيت بسنجاب
من الغابة العدوة .
السنجاب : إنه ابن عمي .
الثعلب : لقد خرجت بدو إذن
.
السنجاب : لم أعرف ..
الثعلب : بل تعرف ، وتعرف
أنّ ابن عمك هذا ،
سنجاب خطر .
سنجاب خطر .
السنجاب : لا .. لا .
الثعلب : لقد هرب والداه
من الغابة ، وولد هو
في الغابة العدوة .
في الغابة العدوة .
السنجاب : إنه سنجاب مسالم ،
يحب هذه الغابة ،
ويتمنى أن يعود إليها .
ويتمنى أن يعود إليها .
الثعلب : نحن لا نريده .
السنجاب : لكن ..
الثعلب : كفى .
السنجاب : المنفى جحيم ، حتى
لو كان جنة .
الثعلب : قل الحقيقة ، ولن
ترى الجحيم .
السنجاب : " يلوذ بالصمت
" ....
الثعلب : يقال أنك أتيت
بشيء ما من الغابة
العدوة .
العدوة .
السنجاب : عفواً ، لم آتِ
بشيء .
الثعلب : إنّ ابن عمك
ورفاقه ، يزرعون في
السر ، نبتة غريبة .
السر ، نبتة غريبة .
السنجاب : لا علم لي بذلك .
الثعلب : لقد وجدت نبتة
مماثلة ، في فسحة
ليست بعيدة عن بيتك .
ليست بعيدة عن بيتك .
السنجاب : لا أعرف أيّ شيء
عنها .
الثعلب : لكن البعض يقول ،
أنك أنت من أتى
ببذرتها من الغابة العدوة .
ببذرتها من الغابة العدوة .
السنجاب : كلا ، لم آت أنا
بها .
الثعلب : من يدري ، فالبعض
الآخر يقول ، إنّ
الدب هو من أتى بها .
الدب هو من أتى بها .
السنجاب : ربما .
الثعلب : ربما ؟
السنجاب : " متردداً
" من .. من يدري .
الثعلب : لقد التقيت
مراراً بالدب .
السنجاب : كلا ، لم ألتق ِ به
إلا مرة واحدة .
الثعلب : يعني .. التقيت
به .
السنجاب : عرضاً ، قبل أشهر .
الثعلب : ما علاقتك
باللقلق ؟
السنجاب : لا علاقة لي به .
الثعلب : لقد رآه ، أكثر
من واحد ، يجول حول
بيتك .
بيتك .
السنجاب : إنه يصطاد الضفادع
من المستنقع .
الثعلب : فقط ؟
السنجاب : هذا ما أعرفه .
الثعلب : أنت في خطر ،
ويهمتي أن لا تنتهي
مثلما انتهى اللقلق .
مثلما انتهى اللقلق .
السنجاب : إنني بريء .
الثعلب : لعل الدب أضلك .
السنجاب : لم يضلني أحد .
الثعلب : إنه خطر .
السنجاب : لا شأن لي به .
الثعلب : لن ينقذك غير
الاعتراف على الدب .
السنجاب : لكن الدب ..
الثعلب : هذا أملك الوحيد
.
الثعلب
والسنجاب ، يحدق
أحدهما
في الآخر
إظلام
" 9 "
غرفة
داخل السجن ،
السنجاب
، يدخل الذئب
الذئب : أبشر " يغمز
بعينه " زيارة .
السنجاب : " ينظر إليه
" ....
الذئب : زائرة ، وأية
زائرة .
السنجاب : " يحاول
النهوض " لابد أنها زوجتي.
الذئب : أنت لا تكاد تقوى
على الوقوف .
السنجاب : " ينهض "
إنني ما زلتُ بخير .
الذئب : لو كنت مكانك ،
يا صديقي ، لاعترفت
بالحقيقة ، وارتحت .
بالحقيقة ، وارتحت .
السنجاب : أرجوك ، أدع زوجتي
.
الذئب : أصدقني ، وسرك في
بئر ، يا صاحبي ،
أنت من جاء بتلك البذرة .
أنت من جاء بتلك البذرة .
السنجاب : أدع زوجتي .
الذئب : كن عاقلاً ،
واعترف ، سيعرفون
الحقيقة منك، يا صاحبي ، حتى لو
اضطروا إلى قتلك مئة مرة .
الحقيقة منك، يا صاحبي ، حتى لو
اضطروا إلى قتلك مئة مرة .
السنجاب : أرجوك ، إنّ زوجتي
تنتظر .
الذئب : لم أرَ سنجاباً
حياً ، يا صاحبي ، في
عنادك ، حسن ، سأناديها .
عنادك ، حسن ، سأناديها .
السنجاب : شكراً .
الذئب : " يتجه إلى الخارج " لكن فكر في ما
قلته ، فهذا أفضل لك ، يا صاحبي .
قلته ، فهذا أفضل لك ، يا صاحبي .
الذئب
يخرج ، وسرعان ما
يعود
بصحبة زوجة السنجاب
الذئب : تفضلي .
الزوجة : " تفاجأ بحالة السنجاب
" آه .
الذئب : هذا ما تبقى من
زوجك ، وقد لا ترين
منه شيئاً ، في المرة القادمة .
منه شيئاً ، في المرة القادمة .
السنجاب : كفى ، أرجوك .
الذئب : حاضر "
يبتسم " إنّ زوجتك شابة ، و
..
..
السنجاب : من فضلك ، دعنا
وحدنا .
الذئب : حسن " يخرج
مبتسماً " وقتاً ممتعاً ،
يا صاحبي .
يا صاحبي .
الزوجة : جئتك بطعام .
السنجاب : شكراً ، ضعيه هنا .
الزوجة : " تضعه على المائدة
" ليتك تأكل
قليلا ً، إنه لذيذ .
قليلا ً، إنه لذيذ .
السنجاب : لستُ جائعاً ، سآكل
فيما بعد .
الزوجة : لقد أرسل الثعلب اليوم في
طلبي ،
ووعدني أن يطلق سراحك .
ووعدني أن يطلق سراحك .
السنجاب : بشرط ..
الزوجة : قل لهم ما تعرفه .
السنجاب : لكني لا أعرف شيئاً
الزوجة : ما شأننا والدب ؟
السنجاب : لا شأن لنا به .
الزوجة : إذن قل ما يريدونه .
السنجاب : ماذا ! مستحيل .
الزوجة : أنقذنا من هذا الجحيم .
الزوجة : دعه يثبت براءته بنفسه .
السنجاب : لا ، لا يمكن ، لا أستطيع .
الزوجة " " بانفعال " يجب أن تستطيع " بنبرة
تهديد " وإلا ..
تهديد " وإلا ..
السنجاب : " يطرق رأسه " ....
الزوجة : " تنهار " لم أعد أحتمل ،
إنّ صغيرنا
مريض ، وقد يموت ، ماذا أفعل ؟
أخبرني ، ماذا أفعل ؟
مريض ، وقد يموت ، ماذا أفعل ؟
أخبرني ، ماذا أفعل ؟
السنجاب :
" يبقى صامتاً "
....
الزوجة : " تنشج باكية " إنني وحيدة ،
لا
أستطيع أن أفعل شيئاً ، إنّ الجميع قد
ابتعدوا عني " تجهش بالبكاء " ردّ
عليّ ، قل شيئاً ..
أستطيع أن أفعل شيئاً ، إنّ الجميع قد
ابتعدوا عني " تجهش بالبكاء " ردّ
عليّ ، قل شيئاً ..
الذئب : " يدخل " الزيارة انتهت .
الزوجة : " تتشبث بالسنجاب " إنهم يلحون
عليّ ، حتى أنفصل عنك ، إذا لم
تعترف ، ما عدتُ أحتمل ، ساعدني ،
لا تتركني أفعل ما لا أريده .
عليّ ، حتى أنفصل عنك ، إذا لم
تعترف ، ما عدتُ أحتمل ، ساعدني ،
لا تتركني أفعل ما لا أريده .
الذئب : " يقترب من الزوجة " لن يرد عليك ،
إنني أعرفه " يربت على كتفها " هيا .
إنني أعرفه " يربت على كتفها " هيا .
الزوجة : " تمسح دموعها " الطعام فوق
المائدة " وهي تخرج " سآتي غداً .
المائدة " وهي تخرج " سآتي غداً .
الذئب : " يحملق في السنجاب " أنت تحيرني،
يا صاحبي ، تحيرني .
يا صاحبي ، تحيرني .
السنجاب يشيح عنه
بوجهه ، الذئب يخرج
إظلام
" 10 "
الوقت
ليلاً ، ولي
العهد ،
الثعلب يهمس له
ولي العهد : مات!
الثعلب : دون أن يعترف .
ولي العهد : الويل لهم .
الثعلب : لقد بذلوا جهدهم ، يا مولاي .
ولي العهد : لا خيار ، لم يعد أمامنا سوى الدب .
الثعلب : لكن الدب ، يا مولاي ، ليس اللقلق أو
السنجاب أو ..
السنجاب أو ..
ولي العهد : " غاضباً " كلا .
الثعلب : لكن يا مولاي ..
ولي العهد : أريد أن يعترف .
الثعلب : مولاي ..
ولي العهد : حقق معه بنفسك .
الثعلب : " ينحني " أمر مولاي .
الثعلب
يتراجع ، ثم
ينحني ،
ويخرج مسرعاً
إظلام
" 11 "
غرفة في السجن ،
الثعلب ،
يدخل الذئب
الذئب : سيدي ، الدب .
الثعلب : دعه يدخل .
الذئب : " للدب " تفضل .
الدب : " يدخل " ....
الثعلب : " للذئب " قف بالباب ، ولا تسمح
لأحد بالدخول .
لأحد بالدخول .
الذئب : أمرك ، سيدي " يخرج "
الثعلب : تفضل بالجلوس ، إذا كنت قد تعبت .الدب : لم أتعب بعد .
الثعلب : وأرجو أن لا تتعب .
الدب : إنني هنا منذ ثلاثة أيام .
الثعلب : قد لا تبقى أكثر ، رغم ما قاله
السنجاب .
السنجاب .
الدب : لن يهنأ السنجاب في حياته ، إذا كنتم
قد أرغمتموه على الكذب .
قد أرغمتموه على الكذب .
الثعلب : السنجاب مات .
الدب : مات ! " يهز رأسه " يا للمسكين .
الثعلب : إنّ موقفك صعب ، فالسنجاب لم يبرئك.
الدب : الأمر سواء بالنسبة لكم .
الثعلب : بالعكس ، أنت دب ، ونحن لا نحب أن
نتعامل معك ، مثلما تعاملنا مع اللقلق
أو ..
نتعامل معك ، مثلما تعاملنا مع اللقلق
أو ..
الدب : هذا امتياز ليس بدون ثمن .
الثعلب : نريدك فقط أن تدين النبتة الجديدة ،
وتعلن أنها نبتة سامة .
وتعلن أنها نبتة سامة .
الدب : كلا .
الثعلب : هذه فرصتك .
الدب : كلا ، كلا .
الثعلب : فكر ، فأنت عالم .
الدب : لأني عالم ، فلن أكذب .
الثعلب : قد تندم .
الدب : لن أكذب .
الثعلب : ستبقى في السجن ، ومن يدري ما قد
يحدث ، فولي العهد لا يتساهل فيما
يمكن أن يمس سلامة الغابة .
يحدث ، فولي العهد لا يتساهل فيما
يمكن أن يمس سلامة الغابة .
الدب : " يصيح " أيها الذئب .
الثعلب : مهلاً ، إنني أريد مصلحتك .
الدب : " يصيح ثانية " أيها الذئب .
الثعلب : أنت تنتحر .
الذئب : " يدخل " نعم .
الدب : " يتجه إلى الخارج " أعدني إلى
مكاني .
مكاني .
الذئب يقف حائراً،
ثم يلحق بالدب
إظلام
" 12 "
غرفة
داخل السجن
الدب ،
يدخل الثعلب
الذئب : عفواً ، أخشى أن
تكون مشغولاً .
الدب : لا ، لا " يضع النبتة جانباً " لق
انتهيت ، تفضل .
انتهيت ، تفضل .
الذئب :
لديك زائرة .
الدب : أهلاً بها .
الذئب : إنّ زوارك يزدادون مع الأيام .
الدب : فليمنعوا الزيارات .
الذئب : إنني في خدمتك ، حتى لو فعلوا هذا .
الدب : أشكرك .
الذئب : إنها زوجة السنجاب .
الدب : فلتتفضل .
الذئب يخرج ، ويعود
بصحبة زوجة السنجاب
الذئب : تفضلي .
الزوجة : أشكرك .
الدب : " يقترب منها " أهلاً بك .
الزوجة : " تصافحه " صباح الخير .
الدب : صباح النور .
الزوجة د: " متهللة " أرى .. أنك بخير .
الدب : " يبتسم " خير ما يسمح به السجن .
الذئب : عفواً ، قبل أن أخرج ، أرجو أن
تطمئنيني على الصغير .
تطمئنيني على الصغير .
الزوجة : إنه الآن أفضل ، شكراً .
الذئب : إنني في الخدمة ، إذا احتجت إلى
شيء .
شيء .
الزوجة : ألف شكر .
الذئب : " يخرج " ....
الزوجة : يا لله ، من يصدق أنّ هذا هو الذئب ؟
الدب : لقد تغير كثيراً .
الزوجة : ما دام التغير قد وصل حتى السجن ،
فالغابة بخير .
فالغابة بخير .
الدب : وستبقى بخير .
الزوجة : بفضلك أنت .
الدب : عفواً ، لست سوى عالم بسيط .
الزوجة : " تقدم دورقاً للدب " تفضل .
الدب : عسل أيضاً ، هذا كثير .
الزوجة : لا ، هذا أقل ما يمكن أن نفعله من
أجلك " تتطلع إلى الدب " عزيزي .
أجلك " تتطلع إلى الدب " عزيزي .
الدب : نعم .
الزوجة : آن لي أن أصارحك بشيء .
الدب : تفضلي .
الزوجة : زرته قبل موته ، وقد غضب
مني ، لأني طلبت منه أن يخلص
نفسه " تجهش بالبكاء " حتى
بالاعتراف عليك .
مني ، لأني طلبت منه أن يخلص
نفسه " تجهش بالبكاء " حتى
بالاعتراف عليك .
الدب : لا تبكي .
الزوجة : لكنه رفض ، وقد مات دون أن يعترف.
الدب : إنني أعرف السنجاب .
الزوجة : " تتطلع إليه : ....
الدب : وأعرف أنك لست بأقل منه .
الزوجة : " متهللة " تذوق العسل .
الدب : " يفتح الدورق ويتذوق العسل " آه
لذيذ ، سأرسل لزوجتي شيئاً منه .
لذيذ ، سأرسل لزوجتي شيئاً منه .
الزوجة : لقد أرسلنا لها الكثير .
الدب : أرسلتم !
الزوجة " تبتسم " نعم ، أرسلنا .
الدب : أشكركم .
الزوجة : لقد اقتلعوا النبتة الجديدة .
الدب : هذا متوقع منهم .
الزوجة : لكننا أنبتنا بدلاً منها ثلاث نبتات .
الدب : أنبتوها بسرعة تامة ، وسيأتي يوم ،
سيعم خيرها الغابة كلها .
سيعم خيرها الغابة كلها .
الزوجة : إنّ السنجاب لم يمت .
الدب : ولن يموت .
الذئب : " يدخل " الزيارة ..
الزوجة : " تبتسم للذئب " انتهت .
الذئب : بل .. بدأت .
الزوجة : شكراً " تصافح الذئب " إلى اللقاء .
الدب : إلى اللقاء .
الزوجة : تحياتي إلى الجميع " للذئب " إنه
أمانة .
أمانة .
الذئب :
اطمئني ، إنني
حارسه .
الزوجة : ألف شكر " تخرج مسرعة " .
الدب : " يأكل من العسل " آه ما ألذ هذا
العسل " للذئب " تفضل .
العسل " للذئب " تفضل .
الذئب :
" يضحك " لكني حارسك .
الدب : " يضحك " لنأكل معاً إذن .
الدب والذئب يأكلان
العسل من الدورق
إظلام
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق