الأربعاء، 5 فبراير 2014

"شجار داخل الجسد " قصة للأطفال بقلم: رزيق سهيلة



شجار داخل الجسد
رزيق سهيلة


سعد ولد رياضي,قوي البنية,  حسن الخُلق و الخَلق. و في يوم من الأيام وبينما كان يستعد للنوم و هو  في فراشه أخذ يتأمل نفسه و يقول : يا الله ما أقوى ذراعاي !   فقد استطعت أن أتغلب على فريق صديقي علي  في حصة كرة السلة  هذا الصباح , و ما أسرع قدماي لأنني دائما الأول في العدو .. آه الحمد لله.. و دون أن يشعر غط في نوم هادئ هنيء.
كان السكون يخيم على الغرفة,وفي تلك الليلة الهادئة و فجأة.......
فتحت ذراع سعد أعينها و قالت: ها.. يا أصدقاء لقد نام سعد لا تخافوا نستطيع المرح الآن, فاستفاقت كل حواسه و أعضائه, و بدأ الكل ينظر لبعضه البعض. فاستغلت الذراعان الفرصة و أخذت في مدح نفسها قائلة: هل سمعتم ما قاله سعد فأنا ذراعاه القويتان اللتان تسعدانه دائما في حصة الرياضة و تجلبان له العديد من الجوائز.
 فنطقت ساقاه: أرجوكما لا تكونا بكل هذه الثقة و الغرور ,فأنا أيضا كنت سببا في فرحته في العديد من المناسبات و آخرها سباق العدو الريفي الذي شارك فيه سعد آخر مرة .
نطق القلب من الداخل بصوت دفين: هل يسمعني أحد ؟؟
أجابت الأعضاء: من المتكلم ؟؟
فرد: أنا القلب , أنا في الداخل فقط أردت أن أقول لكم كفاكما جدالاً فإن كنتما قويتان فذلك بفضلي , فأنا من يضخ لكما الدم حاملا معه غذائكما والأكسجين اللازم لنشاطكما – فالجسم السليم بالقلب السليم -  و لم يكمل القلب حديثه فقاطعه أحدهم : هاهاها مثل جديد ما أعرفه هو العقل السليم في الجسم السليم , سكتت كل الأعضاء و توقفت عن الحديث و أخذت تتساءل : من أنت هل نعرفك ؟؟
فرد الصوت : أنا سلطان الجسد و تاج الحكماء أنا العقل , فإذا كنتم تعملون في تناسق و تناغم فذلك بفضلي , فأنا من أرسل الإشارات ليؤدي  كل عضو عمله بكل إتقان , فكم من محروم مني ضاعت هيبته بين الناس و كم من مالك لمثلي زاد مهابة و احتراما بفضلي . فأنا من أرشد صاحبي للصواب و أبعده عن الخطأ و أجعله يحسن التمييز بين الجيد و الرديء....و أنا... فتكلم القلب مقاطعا العقل: إذا كنت كذلك فلما يلجأ إليّ  الإنسان عندما تعجز أنت على الحكم بين الناس و الفصل في كثير من القضايا ،فإني لا أسمعهم إلا يقولون : اسأل قلبك فهو لا يخطئ .
ضحك العقل و قال : هذه مجرد أحاسيس و الفرق بيني و بينك أنّ الواحد زائد الواحد يساوي إثنين و عندك قد يساوي ثلاثة أو أربعة.
انزعج القلب .... و في هذه الأثناء نطق صوت آخر بكل هدوء و روية:
يا أصحاب الجسد الواحد لا تتشاجروا فوالله لا غنى لأحد منكم على الآخر وقد فضل الله بينكم تفضيلا .... و إن كنتم تتسألون من أكون فأنا  صوت الضمير : أنا و إن كنت دون عضو في جسد سعد إلا اني لا أقل أهمية عنكم , فغيابي يجعل اليد تسرق  و غيابي يجعل اللسان يكذب و يجعلك أيها العقل تجهل وأنت أيها القلب تقسو فكلنا كبنيان واحد يساند بعضنا الآخر و فوق كل هذا روح سعد و ارادته , هي التي تسيرنا و تسيطر علينا فإن كانت روحه طيبة عملت الذراعان ما يرضي الله من إماطة الأذى ،و سخر السان للذكر و قول طيب الحديث , و الساقان للمشي فيما يرضي الله أيضا ،كالذهاب للمسجد وزيارة الأقارب ....إلخ
أما إذا كانت نفس خبيثة فلا العقل و لا القلب يستطيعان عمل الخير , فأدعوا الله جميعا أن تلينّ روحه لطاعته فلا مروض لها غير دين الله سبحان و تعالى للنعم كلنا بعد هذا في الجنة .
و بعدها نطق اللسان وقال: و الله لا يختم هذا الحديث إلا باحتفال , هيا بنا للمطبخ لنشرب بعض المشروبات  احتفالا لتفاقنا .
أمر العقل اليدين و الساقين برفع سعد و ساعدهم في ذلك القلب و مشوا  به  الى المطبخ , فتحت الذراعان الثلاجة و همت لتخرج زجاجة العصير
و قبل حدوث ذلك .......أُشعل الضوء فسكنت كل الأعضاء. إنه أخو سعد الصغير أمسك يده و أخذ يناديه: سعد سعد
أفاق سعد و قال : ماذا ؟.... المطبخ ملتفتا يمينا و شمال , ماذا أفعل هنا ؟
أجاب الاخ : كنت تمشي و أنت نائم .
سعد : لا هذا غير معقول .... هيا  نعود للنوم , أغلق سعد الثلاجة و أستدار ليغادر ثم توقف و قال : إني أحس بعطش شديد , انتظر سأشرب .
فتح الثلاجة و حمل زجاجة الماء ثم قال : آه عصير سيكون هذا أفضل من الماء .
و شرب سعد العصير ففرحت كل الأعضاء و عند خلوده للنوم أكملت احتفالها.





هناك 12 تعليقًا:

  1. أشكرك أيّتها الكاتبة المبدعة على كلّ ما صنعته؛ من أجل أبنائناايتها الكاتبة المبدعة بكل معنى الكلمة جزاك الله خيراأخوك في الله عقبة

    ردحذف
  2. بالتوقيق و النجاح و المزيد من الابداع اختي العزيزة سهيلة*سلمى*

    ردحذف
  3. ماشاء الله مبدعة بكل معنى جزاك الله خير اتمنى للك تامزيد من الناجاحات والتالقى .لميــــــــــــاء.♥♥♥

    ردحذف
  4. ما شاء الله على ابدعاتك عزيزتي سهيلة تمنياتي لك المزيد من العطاء المستمر في تنمية الناشئة وتوعيتها جزاك الله كل خير .. صديقتك ط.كريمة

    ردحذف
  5. مشكورين و بارك الله فيكم*سهيلة*

    ردحذف
  6. مشاء الله ربنا يوفقك وان شاء الله مزيد من التفوق والابداع
    وفقكى الله
    اختك المصريه ..السماء الصافيه

    ردحذف
  7. مشكورة حبيبتي السماء الصافية *سهيلة*

    ردحذف
  8. السلام عليكم
    ههههه أعجبني الخيال الواسع الذي صرنا محتاجين له في قصص اطفالنا و رسومهم المتحركة حتى ينمو خيالهم

    بارك الله فيك , فليستمر الابداع

    ردحذف
  9. شكرا طاطا على هذه القصة الجميلة و الرائعة *عبدوا-

    ردحذف
  10. جميييل و يسرح بخيال الطفل و يجعله يستخدم التامل و التفكر ..بعد ان اعمت الوسائل الحديثة و طمست روح الابداع لديه اتمنى ان يقرا اطفالي في لمستقبل قصصك يا صديقتي واحتي الغالية ..لا تركني ابدا ..

    ردحذف
  11. لا شك ان مثل هده القصص مفيدة للاطفال في تنمية خيالهم و زرع القيم و الاخلاق الحسنة فيهم .........شكرا و بالتوفيق

    ردحذف
  12. ماشاء الله على ابدعاتك ان شاء الله مزيد من التفوق والابداع

    ردحذف