الأحد، 9 فبراير 2014

"أعرف واجباتي" قصة للأطفال بقلم: شوقي أبو خليل


أعرف واجباتي

 شوقي أبو خليل
عاد نبيل من مدرسته فرحاً مسروراً، فألقى التَّحية على أُسرته عندما دخل بيته، ثم خلع لباس المدرسة، وعلَّقه في المكان المخصًّص له، ووضع محفظته في مكانها المخصًّص أيضاً.
لاحظ نبيل أنًّ قطعة قماش مبطًّنة بالقطن حول فم أخته ( ديمة )، وبعض الدًّم الجاف حول فمها.
سأل نبيل أُمُّه: ما بال أُختي ديمة؟ لقد ذهبت إلى المدرسة صباحاً وما بها أذى أو سوءٌ!!
قالت أُمُّ نبيل مجيبة: لقد أحضر والدك بالأمس – كما تعلم – صندوقاً من زجاجات البرتقال، التي سُدَّت كل منها بغطاء معدني.

وقبيل دقائق، عادت ديمة من مدرستها، وتناولت زجاجة منها، وبدل استعمال المفتاح المعدني المخصَّص لفتح هذه الزجاجات، فتحت الزجاجة بأسنانها.
تأسَّف نبيل، وقال: ولكن هذا يخالف التعليمات والتوصيات الصَّحيَّة، إِنَّ هذه الطريقة تؤذي الأسنان وتكسرها، وأَظن ديمة تعرف ذلك.
أُمُّ نبيل: طبعاً يا بني، فأسناننا يجب حمايتها من كل أذى، فلا نعبث بها بأي أَداة معدنية.
نبيل: ولا نكسر بها بندقاً، أو فستقاً، أو جوزاً، فإِنَّها تُضِرُّ بأسناننا أيضاً يا أُماه، أليس كذلك؟
الأُمُّ: صحيح، وتنظيفها يومياً أمر ضروري، وذلك بفرشاة أسنان وفرجون، فأفهم يا نبيل أختك ذلك بلطف.
سار نبيل، نحو أخته ديمة بهدوء، حيَّاها، وقال: كيف أنت الآن يا أُختاه؟

لقد عرفت كلَّ شيءٍ كما لاحظت من أُمَّي.
قالت ديمة: الحمد لله، لقد أخطأتُ يا نبيل، ولن أعود لمثله ثانية إن شاء الله، إِنَّها توبة.
أخذ نبيل بيد أخته إلى غرفته، فجلست وجلس إلى جانبها، وراح يحدثها قائلاً:
يا أُختاه، تفتح زجاجة الشراب بمفتاح معدني خاص، ويكسر البندق والجوز والفستق بكسَّارة خاصَّة أو بمطرقة.
يا أُختاه، إنني تلميذ في الصف السَّادس، وأنت تلميذة مجتهدة مهذَّبة في الصَّف الثاني.
اسمعي مني ما سأقوله: إنَّني أتفقَّد كتبي ودفاتري وأقلامي قبل مغادرة المنزل، كي لا أنسى منها شيئاَ فأُحرج في المدرسة.

وفي المدرسة أُصغي إلى معلمي بكل جوارحي، ولا أتلهَّى عن شرحه بشيء، لا بزميل، ولا بلعب، ولا بشرود.
وعند عودتي من المدرسة ودخولي البيت أُلقي التَّحية على من فيه، وأتَّجه إلى غرفتي فأضع ثيابي وكتبي كل في مكانه.
وعند عودة والدنا من عمله لا أذهب إلى الطعام إلاَّ بعد أَن أَغسل يدي جيداً بالماء والصابون، وأُجففهما بالمنشفة.
وبعد راحتي قليلاً أتَّجِهُ إلى واجباتي المدرسيَّة، أكتبها، وإلى كتبي أحفظ دروسي، كل ذلك بهدوء فوالدي قد يكون نائماً فلا أُزعجه.
وعند شعوري بالتَّعب، أرى بعض البرامج التَّعليمية، وبرامج الأطفال في التلفاز، فأقضي معها فترة راحة مفيدة لا تطول.
لأَنَّني أعود بعدها إلى دراستي، ولا تلهيني المسلسلات والأَفلام المخصَّصة للكبار.
وعند العَشَاء، لا أَنسى نظافة يدي قبل الطَّعام وبعده، فلا أُمسك دفتراً أو كتاباً ويداي عليهما أثر الطعام.
فلا يليق بتلميذ مهذَّب نظيف مجتهد أَن تكون على دفاتره، أو كتبه، بقع من الزَّيت ونحوه.
ولما كنت أُحبُّك يا ديمة، وما يؤلمك يؤلمني، تعالي نتعاهد بيننا على أَن:

نفكِّر بعواقب الأُمور قبل البدء بها، فلن يقترب من أسناننا ما يؤذيها، ولن نفتح الزجاجات إلا بمفتاحها الخاص بها.
وعند عودتنا من المدرسة نقول: "السَّلام عليكم"، ونحافظ على ترتيب البيت ونظافته ونظافة كتبنا ودفاترنا، وكل في مكانه المخصص له.
ولن نتلهَّى عن وظائفنا ودراستنا، وسنرى برامج الأطفال، والبرامج التَّعليمية المخصَّصة لنا، لننام مبكَّرَيْن، ولنستيقظ مبكَّرَيْن نشيطين.
قالت ديمة: تعاهدنا يا نبيل، فقال نبيل: أَحسنت يا أُختاه، فنحن تلميذان نعرف واجباتنا وسنؤديها بأمانة، ولن نكرر خطأ ما.
كتب نبيل حكمة علَّقها في غرفتهما تقول:
"الأَدب خير من الذَّهب ورتبة العِلْم أعلى الرُّتب"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق