النحلة المغرورة
رزيق سهيلة
في يوم من الايام، وكالمعتاد كانت نحولة تجوب الحديقة باجنحتها الصغيرة و حركاتها الرشيقة فتعلوا تارة و تنخفض تارة اخرى و هي تغني زيزي♬♫♪♩الا ان التقت بدودة القز... فحطت نحولة على احدى الزهور و بدأت تتأمل الدودة و هي تتحرك ببطء شديد فوق ورقة التوت بشكلها البدين و جسمها الممتلئ.
قالت نحولة و السخرية تملأ عينيها: رويدك يا دودة لما كل هذا النشاط و الخفة و الرشاقة ها هاها.
نظرت دودة الى نحولة و قالت: الا تلقين السلام أولا؟؟؟
فاجابت نحولة:مرحبا يا سمينة....لا آسفة يا بدينة لا آسفة ها ها....
سكتت دودة و لم ترد.
فتمادت نحولةفي سخريتها قائلة:انا اتساءل كيف تشعرين و انت طول الوقت تاكلين و تاكلين و تاكلين.....الا تملين انظري الي فانا جميلة و نشيطة رشيقة اطير بحرية من زهرة لزهرة فوائدي كثيرة ،فانا اجمع العسل و اقاوم الكسل انا فعلا مثال يقتدى به اما انتٍ و بمنظرك المخيف هذا لا اجد الا ان اقول لله في خلقه شؤون.
اجابت دودة:فعلا يا نحولة لله في خلقه شؤون..وهي تحيك خيوط الحرير على جسدها.
فانتبهت نحولة لذلك و صاحت ضاحكة:هاها اتظنين ان هذا الرداء الحريري سيزيد من جمالك او يخفي بشاعتك ،لا تكوني غبية فمثلك لا يمكن الا ان يكون بشعا بشعا و طارت بعيدا.
و في الغد و لما عادت وجدت ان دودة قد لفت نفسها بالكامل بخيوط الحرير فأخذت تصيح:هاي دودة اين انتٍ هل تختبئين ،يبدوا انك ادركت ان هذا افضل....جيد هكذا احسن و انت تتخفين فلا احد يضطر للنظر لشكلك المضحك و طارت و ضحكاتها تعلو و تعلو كل هذا و السيد عنكبوت يراقب من بعيد دون ان ينطق بكلمة.
و بعد مرور أيام و أيام و نحوله تراقب في استغراب ما حل بدودة،التي صارت تختبئ داخل كيس غريب ،الا ان بدأ يهتز و يهتز و يفتح شيء فشيئا لتخرج منه أكثر الكائنات جمالا و رشاقة.
وقفت نحولة مندهشة من المنظر و قالت:من أنت؟ و كيف ؟و من اين اتيتٍ؟؟؟
نظرت فراشة بعينيها الواسعتين و ابتسمت و قالت:نعم هذه انا ..دودة أتذكرين أكلي بنهم، كل ذلك كان لأخزن غذائي طول فترة نومي داخل شرنقة الحرير ليكتمل نموي و اصبح فراشة ،فالحمد لله الذي كرمني و احسن خُلقيِ كما احسن خـَلقيِ.
بالرغم من حديث الفراشة الذي كان مثالا للأدب،إلا ان النحلة المغرورة احست بغيرة شديدة، وطارت وهي تحدث نفسها و تقول : لمَ لا أملك مثلها القدرة على صنع خيوط الحرير التي تجعلني جميلة ..لمَ؟؟ ...في هذه الأثناء نطق السيد العنكبوت الذي كان يراقب النحلةباهتمام وناداها بعد ان سمع كلامها؟؟
قائلا : هاي صغيرتي لمَ كل هذا الانزعاج، فإذا أردتِ صنعت لك رداءً حريريا خيوطه احسن من خيوط دودة و سيجعلكِ أجمل حشرة في الغابة.
لَمعت عينا النحلة واقتربت وقالت : هيَّا سيد عنكبوت أسرع لا أريد الانتظار أكثر، ومن شدة غيرتها تناست أن العنكبوت عدوها الذي طالما حذرتها معلمتها داخل الخلية من الاقتراب من منزله أو الحديث معه وبدأ العنكبوت يلفها و يلفها حتى اختفت بالكـــــامل لتسمع بعد ذلك ضحكــــاته؟؟؟؟ .....
فتعجبت وقالت :ومتى ىسأخرج ياسيد عنكبوت؟.
ردالعنكبوت في خبث شديد: ليس الآن ياصغيرتي ولا بعد ذلك فلقد وقعت في شر أعمالك، فانت الآن أصبحت ذخيرتي وغذائي وكل هذا بسبب غيرتك المفرطة وسخريتك من الآخرين،فبدلا من ان تشكري الله على كل ما أنعم عليك به من نشاط و نظام وخفة،وأحسن من كل هذا العسل الذي تصنعينه وهو غذاء و شفاء،امتلأ قلبك حقدا وحسدا لتقعي في شباكي يا ذكية....
صارت نحلة تبكي ندما ولكن بعد فوات الأوان فهي الآن لا تمتلك إلا ندمها و دموعها وهي تسمع العنكبوت يكمل صنع بيته و يغني:
لكل مغرور لم يحمد الله*
اصنع خيوطا ما شاء الله*
توفر غذائي صيفا و شتاء*
فحمدا لله على كل العطاء* .
ما شاء الله نتمنى لك المزيد من التوفيق و النجاح ان شاء الله يا الاخت سهيلة
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفقصة جميلة ما شاء الله اتمنالك التوفيق أيتها الكاتبة في مشوارك وحياتك العملية ان شاء الله يديم عليك الصحة <3
ردحذفالسلام عليكم
ردحذفواني تذكرت ذلك اليوم الذي كنت بجانبك كاتبتنا و سردت لنا الحكاية و انت تكتبي
ماشاء الله و بارك الله فيك و في ما تعطيه للطفل
نتمنى لك كل التوفيق كاتبتنا
و أسألك باسمي أن تواصلي و لا تحرمينا من ابداعاتك
السلام عليكم:القصة هادفة وبأسلوب مشوق حيث تمتاز بأسلوب تربوي وأخلاقي تسعى من خلاله الى غرس في نفسية الطفل الخلق الحسن ومن جانب تهذب السلوك وتنمي القيم والمبادئ .
ردحذفتمنياتنا لك الأخت سهيلة المزيد من النجاح في مشوارك القصصي ودمت في خدمة الناشئة .
مزيدا من الابداع والنجاح ابنتي سهيلة
ردحذفعمك العربي شبري
الأخت سهيلة مشروع أديبة كبيرة في مجال الكتابة للطفل /والقصة التي بين أيدينا/ النحلة المغرورة دليل على ما اقول / أتمنى لك كل التوفيق في التحليق في سماء الابداع الأدبي
ردحذفأبو إلياس
مزيدا من النجاح والتوفيق عزيزتي سهيلة ننتظر منك المزيد *فطيمة *
ردحذفمشكورين على كل كلمات التشجيع *رزيق سهيلة*
ردحذفمشكورين على كل كلمات التشجيع *رزيق سهيلة*
ردحذفروووووووووووووووووووعة فيها عبرة رائعة *سلمى*
ردحذفبارك الله فيكى اختى سهيله وربنا يوفقك ونتمنى لكى المزيد من كتابتك وابدعاتك
ردحذفوالله الموفق
اختك المصريه ..السماء الصافيه
بارك الله فيكى اختى سهيله وربنا يوفقك ونتمنى لكى المزيد من كتابتك وابدعاتك
ردحذفوالله الموفق
اختك المصريه ..السماء الصافيه
ماشاء الله قصة ممتعة و اسلوب سلس و قريب الى القلب ..وفقك الله ام البنين وهكذا كتابات تستحق النشر و المتابعة ..مزيد من العطاءات و الابداع اخية ..
ردحذفشكرا لك يا سهيلة ما اروع القصة
ردحذفقصة مغزاها رائع نتمنى لك المواصلة في مشوارك القصصي الهادف .
ردحذفقصة رائعة ، فعلا فالسنابل الممتلئة رؤوسها إلى الأرض دوما والفارغات رؤوسهن شوامخ،لقد وجدت نحولة من يعلمها درسا في التواضع لكن من سيعلم آلاف البشر؟؟؟؟؟؟؟
ردحذفملاحظات علي القراءة :
ردحذف1 - اول آية نزلت علي سيدنا محمد صلي الله علية وسلم كانت تحث علي القراءة كذلك قال رسولنا الكريم :
( طلب العلم فريضة علي كل مسلم )
صدق رسول الله صلي الله علية وسلم .
2 - القراءة الصامتة في وجود بعض الأشخاص القريبين منك تكون مهمة لأنة لا يتضرر احد منها .
3 - القراءة الجهرية مهمة مع الأشخاص المشتتين الذهن لأنها تساعدهم علي التركيز بشكل اكثر من القراءة الصامتة .
http://www.goeng4u.blogspot.com
هل لديك ملخصها احتاجه ضروري
ردحذف