الاثنين، 10 فبراير 2014

"ليلى وليلى وليلى" قصة للأطفال بقلم: غادة هيكل

undefined
ليلى وليلى وليلى
غادة هيكل

ليلى طالبة في الصف السادس الابتدائى ، مجتهدة ، نشيطة ، منظمة ، ومرتبة ، تهتم بتفاصيل الأمور من حيث مظهرها ونظافة ملابسها ، تعتنى بكتبها وتحافظ عليها ، تقوم بواجباتها المدرسية بجد ونشاط ، بالاضافة إلى جمالها ، يحبها مدرسوها كثيرا لتفوقها ،   وتميزها الدراسى، إلا أنها تأخذ كل أمور حياتها بجدية فوق العادة ، دائمة العبوس فى وجه زميلاتها ، بعيدة عنهم لا تشاركهم مزحاتهم أو لعبهم بحجة أن ذلك يعطلها عن أمور دراستها.
أما ليلى الثانية : فهى زميلتها في الصف وتتشاركان نفس الديسك، جمالها لافت للنظر ، مما جعلها تهتم بمظهرها كثيرا فهى تجيد تمشيط شعرها وعمل الأشكال فية ، كما تجيد الاهتمام بنظافتها ونظافة ملابسها ،
حتى تبدو دائما جميلة فى أعين من يراها من مدرسيها وزميلاتها ، دائمة الحديث عن نفسها ، وجمالها ، وكيفية الأعتناء  بشكلها حتى يبدو براقا ، ولكنها طيبة القلب تحب زميلاتها وتحنو عليهم .

أما ليلى الثالثة : فهى مقبولة الشكل مقبولة المظهر  تجتهد فى دراستها بالقدر الكافي.
محبوبة من كل زميلاتها ومدرسيها فهى خفيفة الظل ، مرحة ، تعتنى بالجميع ، تلعب معهم وتلاطفهم وتحادثهم فى كل الأمور،تجتذب كل من يقترب منها على الفور ، ذائعة الصيت بما لها من أنشطة مختلفة ، تهوى الموسيقى وتجيد العزف على البيانو ،وتشترك فى أنشطة المدرسة المختلفة .

التقت أمهات الطالبات الثلاث يوما فى إجتماع مجلس الأباء وتطرقت كل منهن إلى مشكلة ابنتها وتمنين لو اجتمعت  صفات الثلاث فى كل واحدة منهم
(أن تكون متفوقة / ومحبوبة / وجميلة الاخلاق والخلقة) ولكن كيف يتم عمل ذلك ؟
فكرت الأمهات فى عمل معسكر يضم الطالبات الثلاث حتى يتعلمن من بعضهن البعض ويتشاركن فى صفاتهن
وترى كل منهن جمال ألأخرى .

نفذت الأمهات الخطة ودعتهن إلى معسكر مدرسى في مكان خال من البشر إلا القليل وخال من مقومات الحياة الرغدة التى عشنها وأوصين  قائدة المعسكر ان تنفذ معهن الخطة.
أنتقلت الطالبات إلى المعسكر ومع كل منهن  حقيبتها فماذا حملت كل منهن معها ؟
ولنطلق على كل منهن لقب تيسيرا على المتابعة نظرا لتشابة الاسماء:
الاولى : ليلى المتميزة
الثنية  : الجميلة كما تحب أن يُطلق عليها
الثالثة :المرحة

ليلى المتميزة: أخرجت من حقيبتها بعض الملابس رتبتها بشكل منظم وقلم وبعض الأوراق
، وكاميرا ، وقصتها المفضلة ،
أما الجميلة: فأخرجت ملابسها لم تهتم بترتيبها ركنتها على جنب ،
وعلبة صغيرة بها بعض أدوات الزينة التى أخفتها من أمها ، وبعض الاوراق وقلم
ليلى المرحة :أخرجت ملابسها عشوائيا تركتها على طرف السرير،
وبعض المعلبات ( من الشيبسى والكاراتية ,....)
وبسرعة خرجت تستكشف المكان دون النظر إلى ما خلفتة من فوضى بالمكان.
أمتعضت المتميزة من تلك التصرفات واعترضت بشدة على التواجد معهما فى غرفة واحدة
وانطلقت شاكية الى المشرفة التى هدأت من روعها وقالت: لا يوجد مكان آخر أعتادى على التعامل معهما
.. وكان ذلك ما تقرر فعله من قبل)
عادت ليلى منكسرة إلى غرفتها واشتعل الحديث والجدال بين المتميزة والمرحة
ووقفت الجميلة فى المنتصف تحاول تهدئة الموقف ونعتت كل منهن الأخرى
بألفاظ شديدة كالفاشلة والمتعجرفة والبذيئة والمتسلطة و و و و...
واظهرت كل منهن عيوب الأخرى التى تراها وبعد أن هدأت العاصفة تخاصمو لمدة ثلاثة أيام
وهنا تدخلت المشرفة بحكمتها وجمعتهم معا
ووضعت أمامهم كل أقوالهم و أفعالهم وفندت صفات كل واحدة منهن على حدة
وطلبت  أن تكتب كل منهن تقريرا بمحاسن زميلتها ، تحتها عيوب تراها فى نفسها
وتريد أن تبدلها مع زميلتها
فعلت كل منهن ذلك وفى نهاية اليوم ومع نهاية التقرير
دخلت عليهم المشرفة فوجدت كل منهم تحتضن الأخرى
وتعتذر لها عما بدر منها وتعاهدت كل منهن أن تكون مكملة للأخرى فى مميزاتها .

عادت الطالبات من المعسكر ، وفي أول يوم لهن بالمدرسة
لاحظ المدرسون والطالبات التغير المفاجئ على ليلى وليلى وليلى حتى أصبحت كل منهن ليلى
( المتميزة والجميلة والمرحة)
وتعلمن كيف يكون التميز ملازما للجمال ولا يمنع من المرح  وحب الغيرِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق