الأربعاء، 1 يناير 2014

"حمام الشيخ منضبط" قصة للأطفال بقلم: ياسر دويدار



حمام الشيخ منضبط
ياسر دويدار

في قريتنا المتواضعة التي تشتهر بأسراب الحمام كان هناك رجلاً صالحاً طيب تقي القلب ، بشوش الوجه ، لين الطباع ، يسمي الشيخ " صالح " وهو شيخ عجوز يناهز السبعين من عمره ، ذو ملامح بشوشة ويطلقون عليه في قريتنا الشيخ "منضبط " ؛ لأنه منضبط في مواعيده التي يضربها للناس وكان دائما يؤم المصلين في صلاة الفجر.
وبعد عدة سنوات غلبت هذه الصفة علي الشيخ "صالح "وراح الناس في قريتنا يطلقون عليه الشيخ "منضبط " وتستطيع أن تشاهد عظمه الخالق في أسراب الحمام التي تحلق في السماء في الفجر وتعكس صورة إلهيه رائعة من الجمال .
وعندما يخرج الشيخ منضبط من بيته لأداء صلاة الفجر كان ينظر إلي أسراب الحمام بنظرة كلها عطف ممزوجة بالإعجاب ، فيملئ جيوبه ا بالحبوب والغلال ويطعم الحمام المحلق فوقه ،  فراحت أسراب الحمام في قريتنا المتواضعة ترصد خطوات الشيخ "منضبط " من داره إلي المسجد وقد لاحظ أهالي القرية  مدى ارتباط أسراب الحمام بالشيخ "منضبط " ولا تلتقط  إلا من الحبوب التي يحمله معه .
 ومرض الشيخ " منضبط "واخذ يصارع المرض ولم يعد قادراً علي الذهاب إلي المسجد كما تعود طيلة حياته وراح المصليين يسألون أين الشيخ منضبط ؟!! انه لم يترك صلاه الفجر أبداً ، وافتقدت أسراب الحمام صورة الشيخ " منضبط " وفقدت اليد الحانية التي كانت تعطف عليهم ، ولقي الشيخ منضبط وجه رب كريم وأنتقل إلي الرفيق الأعلى،  وراحت أسراب الحمام تنتظر يومياً في نفس موعد الشيخ " منضبط " وأعينهم تحلق علي الطريق الذي  كان يسير فيه وصولاً إلي المسجد ولكن بل جدوى وفي كل صلاة فجر يشاهد المصليين أسراب الحمام فوق المسجد الذي كان يصلي فيه الشيخ " منضبط " ، وأطلقوا علي أسراب الحمام " حمام الشيخ منضبط "
ومازال أسراب الحمام يحلقون فوق الطريق علهم يرون الشيخ " منضبط "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق