الاثنين، 23 ديسمبر 2013

"أرض القمر" قصة للأطفال بقلم: ياسر دويدار



أرض القمر
بقلم: ياسر دويدار


حكي أن أرضاً واسعة كثيرة المرعى والأشجار كانت تسكنها جماعة من الفيلة ، وبعد أيام جف ماؤها وذبلت أشجارها ، فهاجرت الفيلة إلى أرض أخرى تملكها جماعة من الأرانب ، وتسمى (أرض القمر) لكثرة عيونها التي يظهر في القمر ليلاً ، فلما نزلت الأفيال تلك الأرض داست على جحور الأرانب فهدمتها ، وقتلت صغارها ، فاجتمعت الأرانب لتفكر في أمر هؤلاء الأعداء الذين ملكوا أرضهم ، ونهبوا وطنهم وهدموا مساكنهم ، وكان بين الأرانب أرنب فصيح اللسان ، ذكي صاحب حيل وتفكير فاختارته الأرانب ليسير إلى زعيم الفيلة يخاطبه ليمنع اعتداءه ، ويترك أرض الأرانب لأصحابها حتى لا يغضب عليه القمر فلما ذهب الأرنب إلى زعيم الفيلة قال له :
 أيها الزعيم النبيل .. إن القمر أرسلني إليك ليخبرك بأنك اعتديت على أرضه ، وشربت من بحيرته الواسعة ، فكدرت ماءها وهو يأمرك ألا تشرب من هذه البحيرة مرة أخرى ، وبأن ترحل نهائياً من أرضه ، فإن لم تفعل ما أمرك به فلا تلومن إلا نفسك.
فقال زعيم الفيلة : (مستهزئً) وأين ذلك القمر ؟!
فقال له الأرنب : تعال معي وأنت تراه بنفسك .
وفي ليلة صافية كان القمر يتوسط كبد السماء ذهب زعيم الفيلة مع الأرنب إلى القمر ، فلما وقف على شاطئ البحيرة نظر فوجد صورة القمر في الماء فقال له الأرنب:- 
- أشرب قليلاً من الماء ، واخضع للقمر حتى يصفح عنك .
فلما أخذ الفيل بعض من الماء بخرطومه واهتز القمر .
فقال زعيم الفيلة للأرنب خائفاً : لماذا اهتز القمر ؟! ... هل غضب مني لأني شربت من ماء بحيرته ؟!
فقال له الأرنب مخادعاً له : نعم إنه غضب منك ، ولن يتركك تعيش هنيئاً في أرضه ، وسينزل عليك جام غضبه .
فزاغت عين زعيم الفيلة خوفاً وقال : ماذا أفعل ؟
فقال له الأرنب وكأنه يفكر بعمق : اعتذر للقمر وعاهده ألا تعود إلى الشرب من بحيرته مرة أخرى .
وبالفعل اعتذر زعيم الفيلة للقمر وحلف ألا يعود للشرب من هذه البحيرة وأمر جميع الفيلة بالرحيل من (أرض القمر)
وبذلك نجحت الأرانب في إخراج العدو من وطنها بفضل ذكائها وحسن تدبيرها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق