الجمعة، 27 ديسمبر 2013

"وطني فلسطين" قصة للأطفال بقلم: ياسر دويدار


وطــــــــني فلسطين
ياسر دويدار
كانت غرفتي لا تزال غارقة في ظلام خفيف برغم أن الشمس خارجها كانت قد بلغت الضحى ، أتململ في فراشي بعد أن أفقت من حلم مفزع رأيت فيه فراغا مخيفا امتزجت فيه الحمرة بالسواد تراقصت منتصفة أشباح مرعبة من لهب فقدت لذة النوم ، فأزحت الغطاء الجاثم على جسدي و غادرت الفراش و صليت فريضة الصباح ثم ارتديت ملابسي و أوصدت باب الشرفة و شنقت ضوء كاد أن يمرق إلى الداخل بصفعة قوية من الباب و ذهبت إلى المدرسة ؛ لأستلم أول مهام عملي كمديرا لها متزامن مع اغتيال البراءة المتمثلة في التلميذ ( محمد الدرة ).. سرت في الطريق و خيل لي بأنه مرصوفا حزنا و ألما ، فقد كانت الآمة العربية جميعها تبكي هذا الطفل الذي لا حول له و لا قوة و توجهت إلى المدرسة ورأيت صورة الطفل الشهيد معلقة على جدران المدرسة و التلاميذ يحملون هذه الصورة على أعلام راحوا يطوفون بها أرجاء المدرسة ويهتفون بهتافات ارتجت لها جدران المدرسة  لم أستطع اصطياد أي من الهتافات الصارخة سوى هتاف يتردد " لا.. لإسرائيل " " نموت نموت و تحيا فلسطين " و يشعلون علم إسرائيل و علم أمريكا و يطئون عليه بأقدامهم الصغيرة ، لما شاهدت تلك الصورة المتحركة بخاصة من أطفال لم يتجاوزوا أعمارهم العشرة سنوات لم أستطع أن أحبس دمعة ملتهبة فرت من مقلتي ، فرحت أبكي ( محمد الدرة ) الطفل البرئ الذي كان أحد تلاميذ تلك المدرسة .. و في فصل من الفصول شاهدت تلميذا ينتحب ، فاقتربت منه ، ورحت أمسح دموعه الساخنة التي ألهبت وجنتيه و قلت له بحنان أبوي :-
-  ما الذي يبكيك يا ( مازن ) ؟
   فرفع رأسه صوبي و قال بصوت مفعم بالحزن :
   أبكي زميلي ( محمد الدرة ) الذي اغتاله المحتلون ، و قتلوا براءته ..
   أبكي وطني " فلسطين " الجريح .
   أبكي الدمع في عين الأم الثكلى .
   أبكي الدمع في عين الطفل اليتيم .
إلى متى سنظل سيدي المدير نقاتل بحجارة صماء و أعداء الأرض يقاتلوننا بالدبابات و الأسلحة الحيه؟!  أنني أحلم بذلك اليوم الذي يتنسم فيه وطني " فلسطين " هواء الحرية ، و نزرع في أرضه أغصان الزيتون و يطير في رحابه حمام السلام ..
و قلت له مخاطبا " عقله " الكبير الناضج:
تمهل يا ( مازن ) فان لكل ظالم نهاية.
إننا نرى الظلم بأعيننا ، و لا نملك شيئا ندافع به عن قدسنا سوى حجارة خرساء تشاركنا الحزن و الألم
و هم ينهشون بمخالبهم أقصانا ،
فقلت له :  ألم تر بالخارج التلاميذ الصغار و هم يهتفون بقلوبهم الصغيرة ضد إسرائيل ؟.. أن العالم العربي يغلي ألماً و حسرة من أفعال الصهاينة ،  فلن تستطع أمريكا أن تخمد هذا الصوت الهادر .. أنه صوت الحق يا بني و صوت الحق لن يصمت أبدا . هيا أمسح دمعك يا ( مازن ) فليس من شيمة الرجال البكاء .فقال لي:-
لن أتوقف عن البكاء .. ما دامت فلسطين مقيدة و الكلاب اليهود قد اغتالوا أحلامنا في مهدها .
ــ كلا يا ( مازن ) سيظل الحلم في أعيننا ما دام هو يرتفع عاليا " خفاقا " .
ــ من ؟!!
ــ علم وطننا فلسطين .                                                                                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق