السبت، 21 سبتمبر 2013

"واو المعية " قصة للأطفال بقلم: صبحي سليمان



واو المعية
صبحي سليمان

اقترب اسم الإشارة هذا من صديقه هذان الذي كان شارد الذهن ولم يشعر بوجوده بجانبه ... فقال له بتعجب :
ـ فيم أنت شارد هكذا يا صديقي ... ؟!
هُنا انتبه اسم الإشارة ( هذان ) من وجود صديقه ( هذا )؛ فحدثه بسرعة قائلاً :
ـ انتظر قليلاً يا صديقي؛ فإنهم يقولون أنه سيأتي الآن ... هيا قف بجانبي وانتظره معي.
هُنا ازداد تعجب اسم الإشارة ( هذا ) مما يفعل صديقه ( هذان ) فقال له بتعجب :
ـ من هو الذي تُريدني أن أنتظره ... ؟! ولماذا أنت شارد الذهن هكذا ... ؟!
نظر اسم الإشارة ( هذان ) لصديقه وهو يقول :
ـ حسناً يا صديقي ... سأخبرك بالأمر قبل أن تغضب.
ـ حسناً ... هيا أخبرني.
ـ هل سمعت قبلاً عن شيء اسمه واو المعية ... ؟!
هُنا تعجب اسم الإشارة ( هذا ) مما يقوله صديقه؛ ورد عليه قائلاً :
ـ أنا أعلم حرف الواو الموجود بحروف الهجاء؛ فهل هُناك حرف واو آخر لا نعرفه ... ؟!
ضحك اسم الإشارة ( هذان ) وهو يقول :
ـ إنه نفس حرف الواو الذي تعرفه يا صديقي؛ ولكن هذا الحرف يتغير من وقت لآخر ويتبدل معناه من مُجرد حرف عطف عادي يُفيد التتابع إلي معني آخر تماماً وهو ( مع ) ويفيد المُصاحبة.
هُنا تذكر اسم الإشارة ( هذا ) شيئاً؛ فقال بسرعة :
ـ لقد تذكرت ... فعندما نقول جُملة ( مشيت وطلوع الفجر ) هُنا يعني حرف الواو ( مع ) أي يصير معني الجُملة ( مشيت مع طلوع الفجر ).
ـ صحيح ما قلت يا صديقي؛ ولقد كبر حرف الواو وأصبح نجم في سماء مدينة الكلمات؛ وعلمت بالأمس من مفتش اللغة أنه سيحضر لمدينة الكلمات في أمر هام؛ وسيحضر عما قليل؛ وأرغب في أن أجعله يُوقع لي علي كتاب النحو هذا كتذكار أحتفظ به مدي حياتي.
نظر اسم الإشارة ( هذا ) لكتاب النحو الموجود بيد صديقه؛ وقال بحسرة : ـ
ـ ليتني أحضرت كتابي أنا أيضاً كي أحصل علي توقيعه ... ؟!
ما أن انتهي ( هذا ) من حديثه حتى وجدوا عربة كبيرة تقترب منهم وينزل منها حرف واو جميل الشكل؛ ويقترب منه مفتش اللغة الذي صاحبه واصطحبه ليجلسا في مكتبه القريب منهم.
هُنا اقترب اسم الإشارة ( هذان ) من حرف الواو الذي استقبله بابتسام وأخذ منه الكتاب ووقع عليه بعد أن كتب جُملة رقيقة جعلت ( هذان ) يطير من الفرحة.
هرول اسم الإشارة ( هذا ) ناحية بيته كي يُحضر كتابه ليوقعه له حرف الواو الذي قرر الانصراف بعد فترة وجيزة من الوقت؛ إلا أن سرعة ( هذا ) مكنته من اللحاق به؛ ووقع له حرف الواو علي الكتاب؛ وقبله علي جبينه ما أن وجد التعب بادي علي وجهه من الجري.
وما أن انصرف حرف الواو بسيارته الفارهة مع مفتش اللغة حتى فتح كُلاً من ( هذا ) و( هذان) كتابيهما ليقرئا الكلمات الرقيقة التي كتبها حرف الواو ... وعاشا لحظات سعيدة في رحاب هذه الكلمات العذبة؛ وظلا يحكيا لأصدقائهما كيف قابلا هذه الشخصية اللامعة التي قلما تأتي بالقرب منهما في مدينة الكلمات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق