السبت، 14 سبتمبر 2013

قراءة في قصة "الرمان المر" لميسون اسدي، بقلم: سهيل ابراهيم عيساوي.


قراءة في قصة " الرمان  المر" لميسون اسدي  
 بقلم: سهيل ابراهيم عيساوي.

قصة  الرمان  المر، تأليف الاديبة  ميسون  اسدي ، والتي اصدرت  عشرات الكتب المخصصة للأطفال ، ونجحت في التقدم والارتقاء  في صدارة  المشهد الثقافي والادبي ، وخاصة في مجال ادب الاطفال ،زينت القصة برسومات الفنان اسامة المصري ، اصدار أ.دار الهدى ، بإدارة الاستاذ عبد زحاقة، سنة الاصدار 2013 ، تقع القصة في 36 صفحة ، صفحات داخلية ملونة ، غلاف سميك مقوى.
القصة : تتحدث القصة عن  عائلة فقيرة من  ناحية اقتصادية ، حيث تم تهجير العائلة من  القرية ، لتنتقل  الاسرة  للعيش في  قرية اخرى ،الوالد متوفي والام تقوم على  اعالة طفليها منى وسامر  ، في بيت مكون  من  تخشيبة من الزنك ، والتخشيبة هي  غرفة واحدة مقسمة بين غرفة نوم وصالون وحمام ، ولا  مكان محدد  لتناول  الطعام ، بالقرب  التخشيبة يقطن " ابو صلاح " رجل ثري  بيته حجري ،وفي حاكورته  تكثر اشجار الرمان المعروفة بمذاقها اللذيذ ، ولعاب منى وسامر  يسيل عندما  يتخيلان انهما يفلقان الكوز ويأكلان حباته الارجوانية . وفي احدى  الليالي خطط الولد والبنت لغزو حاكورة  " ابو صلاح " وبعد وضعا  خطة محكمة في  اقتحام  الحاكورة من طرف  السياج  المثقوب ، دخل  سامر  الحاكورة واخته  كانت تراقب عن  كثب واتفقا على كلمة سر  وهي عبارة عن اغنية، للتنبيه  اذا اتفق واقتحم  المكان احد  الاشخاص ، وهناك  واجهته  عدة  عقبات :قن  الدجاج والكلب والسياج الشائك وخز القراص  المؤلم  والعتمة ، وباب بيته  الذي يخرج  الاصوات ، لكنه  تغلب عليها ، سرق اربعة اكواز  رمان لكن  احدها  سقط  منه في الحاكورة ، لكن في الصباح تعالى صوت ابو  صلاح حتى بلغ  اخر القرية يشتم  ويسب السارق  اللعين ، ادركت  الام فعلة   اولادها  وحدقت بأيديهما  المدبوغة باللون الاحمر القاني ، لم  ترض بعمل الحرام ، اصطحبتهما  الى  دار "ابو صلاح"  وحددت  لهما  العقاب  ليعملوا  طول  اليوم  عند  "ابو صلاح"  دون  اجر فأصبحت  ايديهما سوداء واصبح مذاق كل طعام مر  كالعلقم .
رسالة الكاتبة : حملت القصة في طياتها  عدة رسائل قصيرة ولكنها قوية  منها :
الفقير ليس فقير المال ، انما فقير الكرامة ، الام رغم فقرها لم تقبل التستر على جريمة  سرقة اولادها  لأكواز وهي بنفسها اقتادتهما وحددت لهما العقاب .
السرقة مرفوضة اجتماعيا واخلاقيا ودينيا واقتصاديا ، والسارق يجب ان ينال عقابه ، لكن هنالك فئات معينة في المجتمع تشجع السرقة عن طريق غض الطرف او اعطاء شرعية للسرقة من الاغنياء او الاموال العامة او الحكومية بحجج واهية وشعارات براقة جوفاء ، السرقة هي سرقة لا يهم قيمتها او مصدرها .
ليس بالضرورة الغني هو شرير وظالم ، ابو صلاح كان يمنح الاطفال اكواز الرمان المعطوبة من طرفها ،ومنح الاسرة قطعة ارض لبناء تخشيبة لقاء العمل لديه .وهنا الكاتبة حاولت تغيير الفكرة والصورة النمطية عن الاثرياء .
اللاجئ  في الداخل او  الخارج ، هو انسان له كرامته وله كيانه واحلامه ، في الاصل قد  يكون ترك خلفه البيوت العامرة والقصور واراضي والخيرات ، لكن الظروف  اجبرته على حياة اخرى مجبولة بالفقر والعوز ، على  المجتمع دعم مثل هؤلاء  نفسيا واقتصاديا  من باب " ارحموا عزيز قوم ذل ".
مهما كان  اللص ذكيا  قد يترك  الاثر ويعرف .
الاعتراف بالذنب فضيلة .
العقاب يجب ان يكون تربويا لتصليح الخطأ وليس العقاب الجسدي هو الحل.
الطفل يتمتع بذكاء كبير وقادر على التخطيط والتدبير مثل الكبار .
السارق وان نجا لا يمكنه ان يذوق الطعم الحلو او ان يرتاح نفسيا ،لان شبح فعلته السوداء  يطارده  في كل زمان ومكان  "ومال الحرام لا يدوم" .
ضرورة المحافظة على النظافة مثل غسل الايدي بعد تناول الطعام ولملة قشور الرمان حتى لو كانت مسروقة !.
اسلوب الكاتبة : نجحت الكاتبة ميسون اسدي دخول عالم الطفولة وروعته وشقاوته وعالم الفقراء والصراع بين الفقر والكرامة وقامت بتوظيف العديد من الكلمات بصورة ناجحة وموفقة مثل " يغزوا "  ص2 ، " حاكورة "  ص2،" يفلقان الكوز " ص 8 ." البرميل الرابض " ص 24 ،فاختبأ في أجمة القراص " ، ص26 ،" اخذت تقرقر " ص 26 ، " عنتر كلب ابو صلاح " ص 28 ، " انبطح على بطنه وزحف  خارج الحاكورة " ص 30 ، "لملما القشور " ص 30 ،" " خلدا الى النوم فرحين " ص 30 ، "واكفهما مدبوغة باللون الاحمر القاني .."، " شك الدخان " ص34 ، ونجحت الكاتبة في شد القارئ من بداية القصة حتى نهايته ، للقصة ابعاد فلسفية واخلاقية وتربوية ، وتحاول معالجة ظواهر  معينة  تطفو على السطح بأسلوب ادبي شيق .
 ملاحظات على هامش القصة :
الكاتبة  ذهبت بعيدا في الضربات التي تلقتها  الاسرة : التهجير ، خسارة الاملاك ، اليتم وموت الاب المعيل الوحيد ،الفقر المدقع ، ايدي الاطفال "اصبحت سوداء ومذاق كل طعام يلمسانه مرا كالعلقم "  ، قد يشعر القارئ ان  الكاتبة حملت النص الكثير من الصور القاتمة ،وهذه المرة تجنبت النهاية السعيدة للقصة .
الحوار الداخلي  غير مقنع  ص28 " كيف لم يعرف سامر بوجود الكلب داخل الحاكورة ؟..عرف بالطبع ، وكان قد  احضر معه قطعة لحم اذا هجم عليه "
خلاصة : نجحت الكاتبة في  ايصال رسالتها بشكل واضح ، وفي طرح قضايا هامة سياسية واخلاقية وفلسفية واعطاء بعض الحلول ، وان كانت الصورة قاتمة ، وربما الصورة في الاصل والواقع ايضا قاتمة والكاتبة فقط رسمت الواقع دون رتوش او انها  تعمدت طرح الموضوع  بهذا الشكل المتطرف لجذب واستنفار القارئ وتفاعله ، وهذه  القصة من انجح قصص الكاتبة ميسون اسدي ، لأنها وصلت الى عالم الطفل وافكاره والطفولة وشقاوتها وحلاوتها .
اسئلة حول  القصة :
 صف  العلاقة بين سامر واخته منى
لماذا حلم  كل من سامر ومنى بغزو حاكورة ابو صلاح ؟
ما هي العقبات التي وقفت امام اقتحام سامر  للحاكورة ؟
كيف تغلب سامر على كل هذه العقبات ؟
 كيف عرفت الام بان سامر ومنى هما السارقان ؟
كيف عرف ابو صلاح بانه تعرض للسرقة ؟
ما رايك برد فعل الام ؟
ما رأيك بالعقاب الذي  فرضته الام ؟
صف شخصية " ابو صلاح " .
كيف انقلب حياة الاسرة بعد تهجيرها ؟
اكتب نهاية اخرى للقصة .
هل نجحت الكاتبة في ايصال رسالتها ؟
اقترح حلولا لمعالجة مشكلة الاسرة ؟
ما الفرق بين سرقة كوز الرمان واغراض اخرى ؟
شخصية اعجبتك من بين شخصيات  القصة ولماذا ؟
اذكر حادثة وقعت معك  مشابهة لأحداث القصة .
     
   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق