الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

"الأرنب الرمادي البري" قصة مترجمة للأطفال بقلم:ليو تولستوي

الأرنب الرمادي البري

تأليف: ليو تولستوي

عاش أرنب رمادي بالقرب من قرية طوال الشتاء. بحلول الليل، نصب إحدى أذنيه وأنصت، ثم رفع الأخرى، هزَّ شاربيه، اشتمَّ، وجلس على قائمتيه الخلفيتين.
و قفز قفزة واحدة، قفزتين، في الثلج، ثم جلس ثانية على قائمتيه الخلفيتين وألقى بنظرةٍ على المكان من حوله.
كان الثلج يغطي كل الجهات. تكدس الثلج في كتل والتمع كالفضة. كان البخار فوق الأرنب متجمداً، وخلال هذا البخار تلألأت نجوم بيضاء كبيرة.
كان الأرنب مجبراً على القيام بدوره طويلة عبر الطريق السريع للوصول إلى مخزن قمحه المفضل. تمكن على الطريق السريع من سماع صرير الزلاجات، صهيل الخيل، أنين مقاعد الزلاجات.
توقف الأرنب مرة أخرى قرب الطريق. كان الفلاحون يمشون بجانب زلاجاتهم، بياقات معاطفهم المرفوعة. كانت وجوههم تظهر بالكاد. لحاهم، حواجبهم كانت بيضاء. خرج بخار من أفواههم وأنوفهم.
كان العرق يغطي أحصنتهم ، وقد ظهر العرق أبيض بالبخار المتجمد بالصقيع. شبت الأحصنة عن أطواقها، غاطسة في التجاويف، لتخرج منها ثانية. كان رجلين متقدمين في العمر يمشيان جنباً إلى جنب، وأحدهما كان يروي للآخر كيف سرق حصانه.
عبر الأرنب الطريق حالما مرت المجموعة، وقفز باطمئنان نحو البيدر. لحق كلب صغير يتبع للفريق ببصره الأرنب وبدأ بالنباح، مسرعاً خلفه.
وصل الأرنب إلى البيدر مجتازاً أكوام الثلج. لكن سماكة الثلج عوقت الأرنب، وحتى الكلب، بعد بضعة قفزات، غاص عميقا في الثلج  وتخلى عن المطاردة.
توقف الأرنب أيضاً، جالساً على قائمتيه الخلفيتين، ومن ثم تقدم على مهله نحو البيدر.
التقى في الطريق عبر الحقل بأرنبين آخرين. كانا يقضمان ويلعبان. انضم الأرنب الرمادي إلى رفيقيه، مساعداً إياهما بإبعاد الثلج المتجلد، أكل بعض بذار القمح الشتائية، ومن ثم مضى في طريقه.
كان  الهدوء يعمُّ في القرية، وهمدت النار، كان الصوت الوحيد في الشارع بكاء رضيع في كوخ، و هياكل البيوت صرَّت تحت وطأة الصقيع.
حثَّ الأرنب السير نحو البيدر، ووجد هناك بعض من رفاقه. لعب معهم على الأرض المكنوسة جيداً، أكل بعض الشّوفان من الحوض الذي بدأوا هم به قبلاً، ارتقى السطح المكسو بالثلج نحو مخزن الحبوب، ومن ثم مضى عبر السياج إلى جحره.
كان الفجر قد شارف على الانبلاج جهة الشرق، تضاءلت النجوم، و ازدادت سماكة البخار المتجمد على وجه الأرض. صحت النساء في القرية المجاورة وذهبن لجلب الماء، بدأ الفلاحون بحمل العلف من الأهراء، كان الأطفال يصيحون. مرت على طول الطريق العام المزيد والمزيد من الجماعات، وتحدث الفلاحون بأعلى صوتهم.
قفز الأرنب عبر الطريق، ذهب إلى جحره القديم، اختار مكاناً أعلى قليلاً، أزاح الثلج بعيداً، التف نحو أعماق جحره الجديد، ماطاً أذنيه على طول ظهره، وراح في النوم بعينيه المفتوحتين باتساع.

 http://sunofamani.wordpress.com/2013/03/21/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D9%84%D9%8A%D9%81-%D9%84%D9%8A%D9%88-%D8%AA%D9%88%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق