السبت، 10 أغسطس 2013

"الثعبان والوردة" قصة للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت

  الثعبان والوردة


سماح أبوبكر عزت ما لون البحر؟.. سؤال سأله الثعبان لكل من قابله وفى كل مرة كان يسمع الإجابة نفسها، ويرى الدهشة نفسها، «البحر بالطبع لونه أزرق.. كيف تسأل هذا السؤال وأنت تعيش بين أمواجه؟!».
يصمت الثعبان ثم يقول: ولكننى أراه رمادى اللون تسخر منه الأسماك وتبتعد عنه وتواصل رحلتها.
الأسماك أنواع وأشكال كلها تعيش فى البحر الواسع بعضها يفخر باسمه ويتسابق الجميع على الاقتراب منه وصداقته مثل فرس البحر الذى يقفز فى الماء كما يقفز الفرس الأصيل فى السباق، ويصفق له الجميع، أما نجمة البحر فهى تعتبر نفسها أفضل من النجوم التى نراها فى السماء، فنجوم السماء صغيرة الحجم ولا تظهر إلا ليلاً، أما نجمة البحر فلها شكل جميل يبهر كل من يراها.
ووسط أسماك البحر التى تسبح فى جماعات وتغنى نفس الأغنيات يقف ثعبان البحر وحيداً، الكل يناديه ساخراً: يا ثعبان (الثعبان دائما ليس له أصدقاء فهو رمز للخيانة والغدر يقابل الخير بالشر).. كانت هذه كلمات العم جمبرى لسمكة الثعبان، ولكن السمكة ردت قائلة فى حزن: لكننى سمكة ولست ثعباناً حقيقياً، صحيح شكلى يشبه شكله، واسمى هو اسمه نفسه، ولكن منذ متى والاسم يعبر عن صفات وسلوك من يحمله.. هل قنديل البحر مثلا يشع منه النور كالقنديل فيضىء الطريق؟!!، أبداً إنه على العكس يفرز سموماً تؤذى العدو والصديق.
سمع الدولفين كلام الثعبان فقال وهو يقفز: كلامك صحيح ولكن لابد أن تبحث عن صديق.. أنت ترى البحر رمادياً لأنك وحيد ليس لك صديق أو محارة تعيش فيها وتشعر بالأمان.
بدأت سمكة الثعبان تبحث عن محارة تمنحها القوة والأمان وكلما قابلت سمكة سألتها السؤال نفسه: لماذا أرى البحر رمادياً؟
- ابحث عن صديق وعندما تجده سترى البحر الذى تعيش فيه أجمل مكان وترى فيه جميع الألوان.
- فعلاً لابد أن أبحث عن صديق.
هكذا قالت لنفسها سمكة الثعبان، سبحت كثيراً، وقابلت أنواعاً كثيرة من الأسماك، حدثتها عن أسرار البحر وألوانه، الأبيض والأحمر وحتى الأسود، ولكن بالطبع لم تر أى سمكة منهن البحر الرمادى، وأخيراً وبعد مجهود شديد وجدت سمكة الثعبان محارة تناسبها تستطيع أن تحتمى بها من الأمواج والعواصف الشديدة، واكتشفت أنه ليس من السهل أبداً العثور على صديق حتى شعرت باليأس، وقالت: يبدو أنه شىء مستحيل.
فى هذه اللحظة سمعت صوتاً يقول:
فعلاً أنا أبحث عن المستحيل، كيف فى هذا البحر الرمادى سأجد صديقاً؟!
التفتت سمكة الثعبان يميناً ويساراً، وقالت:
- غريبة من أين يأتى هذا الصوت؟
شعرت بحركة ورأت قطعة إسفنج على شكل وردة، اقتربت منها قائلة:
إنه صوتى.. أنا وردة.
ردت سمكة الثعبان وقالت:
كيف تبحثين عن صديق وترين البحر رمادياً، واسمك وردة!
ردت وردة:
وما دخل اسمى فى مشكلتى؟
تنهدت سمكة الثعبان فى حزن قائلة:
- اسمى هو مشكلتى.. سمكة الثعبان، لذلك الكل يهرب منى ولا يريد صداقتى.
ضحكت قطعة الإسفنج فى سخرية وقالت:
أنا وردة وأنتى ثعبان، اسمان متناقضان، ومع ذلك عندنا المشكلة نفسها، لذلك لابد أن نبحث عن حل معاً، لكننى للأسف لا أستطيع السباحة عندما تشتد العواصف وترتفع الأمواج.
قالت سمكة الثعبان:
أستطيع أن أحملك على ظهرى.
مر بجانبهما الدولفين وقال:
- أخيراً وجدت لك الحل يا ثعبان لابد أن تذهب لمدينة المرجان هناك ستجد الصديق الذى تبحث عنه.
قالت قطعة الإسفنج:
فعلاً لقد سمعت عن مدينة المرجان، يقولون عنها إنها مدينة الأصدقاء.
قال الدولفين:
لكن خذ حذرك فالطريق إليها صعب وملىء بالأخطار.
قالت سمكة الثعبان:
مهما كان الطريق سأذهب وأتحمل المخاطر.
قالت قطعة الإسفنج:
وأنا معك ولن نفترق إلا عندما يجد كل منا الصديق الذى يبحث عنه وقتها سيرى البحر أزرق.
(هيا بنا).. قالت سمكة الثعبان وهى تحمل الإسفنجة وردة.
قالت السمكة:
تعرفين يا وردة الكل يتعامل معى على أننى ثعبان حقيقى مع أننى سمكة.
ضحكت الوردة وقالت: بالرغم من أن شكلى يشبه الوردة تماماً، فالكل يستهين بى لأننى مجرد قطعة من الإسفنج..
إذا استمعت دائماً لآراء الآخرين فيك وفقدت الثقة بنفسك لن تشعر بالسعادة أو النجاح.. قالها عم جمبرى وهو ينظر إليهما مطمئناً.
قالت السمكة:
لكننا لا نعيش وحدنا.. كيف نهمل رأى من حولنا؟
رد عم جمبرى قائلاً:
اسمع رأى من تثق فيه فقط،
ولابد أن تثق فى نفسك وتبحث عن الجمال حولك.
ما رأيك يا وردة فى هذا الكلام؟
ردت الوردة: كلام جميل لكنه صعب التنفيذ، ربما لو وجدت صديقاً استطعت أن أفهمه ويفهمنى.
قالت سمكة الثعبان:
- معك حق.
مرت الأيام وسمكة الثعبان تسبح وهى تحمل الوردة، هبت العواصف والأعاصير، وكل منهما تتمسك بالأخرى حتى وصلتا لمدينة المرجان، وكان الوقت ليلاً، وفى الظلام شعرت السمكة بحركة حولها، وفجأة التفت حولها ذراع الأخطبوط المخيف وضحك قائلاً:
يا لها من وجبة شهية سأبدأ أولا بقطعة الإسفنج ثم بسمكة الثعبان اللذيذة٠
جاءت موجة شديدة وقالت السمكة لقطعة الإسفنج: لا تخافى سأحاول أن أفلت من قبضة الأخطبوط اللعين. بكت قطعة الإسفنج وقالت للسمكة: ما ذنبك أنت لابد أن أتركك وأواجه مصيرى.
اندفع الموج أكثر، واستطاعت سمكة الثعبان أن تفلت من قبضة الأخطبوط، واختبأت خلف صخرة قائلة للإسفنجة: لن أستطيع أن أتخلى عنك أو أفارقك يا وردة، هل تعرفين بالرغم من هذا الظلام الشديد إلا أننى ولأول مرة أرى البحر أزرق، بل شديد الزرقة.
ضحكت الوردة وقالت:
وأنا أيضا أشعر بأننى أخيراً وجدت ما كنت أبحث عنه وأتمناه، وجدتك أنت يا صديقتى العزيزة، الآن عرفت ما هى الصداقة واجهنا معاً الأخطار، وتحملنا العواصف واقتسمنا معاً الطعام، فتلونت كل الأشياء وأصبح البحر أزرق اللون، بل شديد الزرقة صافياً وجميلاً.
■ ظلت سمكة الثعبان تسأل ما هو لون البحر وتتمنى أن ترى البحر أزرق اللون.
فترى لماذا البحر أزرق اللون ؟ أو لماذا البحر لونه أزرق؟
عندما ننظر إلى البحر ويمتد البصر إلى الأفق نجد سطح البحر أزرق اللون متصلاً مع السماء، ولكن ربما تتعجب يا صديقى إذا عرفت أن مياه البحر ليست زرقاء اللون سواء كانت فى القطب الجنوبى أم فى القطب الشمالى وسواء كانت فى المحيط الهادى أم فى المحيط الأطلنطى، وإذا حللناها وجدنا أن مياه البحر شفافة عديمة اللون، لكنها تكتسب لونها الأزرق بسبب أشعة الشمس.
نحن نعرف أن نور الشمس يتكون من ألوان الطيف السبعة: الأحمر والبرتقالى والأصفر والأخضر والأزرق والنيلى والبنفسجى، وينعكس من هذه الألوان الأزرق والبنفسجى والنيلى، وينفذ الأحمر والبرتقالى والأصفر والأخضر وتمتصها مياه البحر، وكلما ازداد عمق مياه البحر كثر انعكاس وانكسار اللون الأزرق وانتشر أكثر، وهذا هو سر لون البحر الأزرق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق