مريم موسى نجيب موسى
يبدو الحزن
دائما يكسو وجه " هدى" كلما مرت على ذاكرتها صورة أمها وهى طريحة
الفراش... "هدي" دائما تائهة وفى حالة سرحان داخل الفصل مما لفت انتباه
الزملاء والمعلمين معا....... الجميع يعرفون أن والد "هدى" توفى منذ أعوام
قليلة ....... ولكن ما سبب حزن "هدى" الدائم .... تساؤل حائر يلف في ذهن
كل من تعامل مع هدي مما دفع صديقتها
الحميمة " رانيا" إلي أن تسألها مباشرة عن سبب حزنها الدفين هذا
:
-
ماذا
بك يا "هدي" أنت الحزن لا يفارق وجهك.
نظرت إليها "هدي" نظرة لوم وعتاب
كأنها تريد أن تقول لها بكل تأكيد أنت صديقتي وتعرفين سبب حزني.
أردفت
" رانيا " وقالت لها بإلحاح:
-
ماذا
بك يا " هدي" ...؟ وهل أنا لو كنت اعلم سبب حزنك كنت سألتك من الأساس؟
قالت " هدي":
-
التمس
لك كل العذر فلا احد يعرف حقا هذا السر
ولكن كنت أظن انك تعرفين السبب من زياراتك المتكررة لى بالمنزل.
قالت لها " رانيا" باندهاش:
-
مرض
والدتك يا "هدي"...!!!
ردت "هدي" من بين دموعها
-
وهل
هناك اغلي من الأم يا رانيا وخاصة بعد وفاة أبي
قالت "
رانيا" كأنها وصلت إلي اكتشاف السر:
-
هل
هذا حقا هو السبب يا "هدي".
قالت لها هدي"
ومازالت الدموع تنهمر على خديها الرقيقين:
-
وهل
لديك شك فى أن هناك سببا آخر وسوف أخفيه عنك يا رانيا صديقتي الوحيدة ؟
-
أشعر
بأن هناك ما تخفيه عني يا "هدي".
- "رانيا" لاتضغطي علي كثيرا فأنا
الحزن لم يجعل لدى من الدموع ما يكفى كى اذرفه وأنا فى حاجة ماسة لك ولصداقتك يا
"رانيا"
-
ماذا
بك يا " هدي" أكررها عليك مرات وأنت لا تجيبينى؟
-
أنا
اعلم يا " رانيا" انك صديقتى وسوف تصونين السر.
قالت "رانيا" :
-
انت
تعلمين يا "هدي " كل أسرارك هي أسرارك القلق ينهش قلبى صديقتى.
-
أمي
وصلت لحالة حرجة جدا من المرض وفى حاجة ضرورية لإجراء عملية جراحية وحاولنا تدبر
ملبغ العملية ولكن لم نستطع تدبره وأمي الآن في انتظار الموت .
طفرت دمعة ساخنة من مقلتى" راينا"
وقالت فى عتاب:
-
كل
هذا وتخفين عنى يا "هدي" ولماذا تحملين كل هذا الحزن وحدك فأنا صديقتك
ولابد أن اتحمل معك.
قالت لها " هدي" ومازلت الدموع تنهمر
من عينيها:
-
أنت
لديك الكثير من المشاغل وتكفيك والله يعينك عليها.
-
لا
يا "هدي" هذا الكلام ليس وقته بيننا نحن أصدقاء وما يصيبك يصيبنى وأنا
أتألم من أجلك.
نظرت إليها "هدي " نظرة كلها حب وحنان وارتمت فى حضنها وازدادت دموعها انهمارا على خديها حتى بللت كتف صديقتها " رانيا"... ربتت رانيا على ظهر صديقتها "هدي" وقالت من بين حبات الدموع التى تساقطت رغم محاولتها للتماسك أمام صديقتها حتى لا تساعدها على الانهيار أكثر وأكثر :
نظرت إليها "هدي " نظرة كلها حب وحنان وارتمت فى حضنها وازدادت دموعها انهمارا على خديها حتى بللت كتف صديقتها " رانيا"... ربتت رانيا على ظهر صديقتها "هدي" وقالت من بين حبات الدموع التى تساقطت رغم محاولتها للتماسك أمام صديقتها حتى لا تساعدها على الانهيار أكثر وأكثر :
- ربنا موجود
ولا يترك من يطرق بابه
قالت "هدي" بعد أن سرت بعض الطمأنينة
إلي قلبها من كلام صديقتها :
-
ونعم
بالله يا " رانيا" ونعم بالله .
ودعت " رانيا"
صديقتها "هدي" وهي تعضد من ثقتها بالله سبحانه وتعالي بأن الأمر بين
يديه وسوف يتدبر الله عز وجل كل شئ وعليها ألا تقلق مطلقا .
في
المساء لاحظ الأب الحيرة تطل من وجه ابنته "رانيا" فسألها "
-
مالذى
يحيرك يا " رانيا" ؟
قصت
" رانيا" علي أبيها كل شئ يتعلق بصديقتها "هدي" وحيرتها
فى عدم معرفة كيفية مساعدتها ودون ان تبوح بسرها الذى ائتمنتها عليه ... ضحك الأب
وبهدوء أخرج مبلغا من المال وقال لها وأنا اول المتبرعين فى حملتك التى يجب أن
تقومين بها لمساعدتك صديقتك " هدي" وبكل تأكيد أنا لن أبوح بسر صديقتك
... ضحكت " رانيا" وارتمت فى حضن أبيها وهي تبكى فرحا بأنها سوف تعمل
علي مساعدة صديقتها "هدي" بينما الأم سمعت طرفا من الحوار وهى تعد طعام
العشاء وبعد ان انتهت من إعداد العشاء وبينما الجميع جالسون على المائدة قدمت الأم طبقا فارغا وقالت للجميع:
-
من
لديه مبلغا من المال ولا يحتاج إليه منكم فعليه ان يضعه فى هذا الطبق لأمر هام يخص
صديقة لي .
قام
جميع أفراد الأسرة بوضع المبالغ التى استطاعوا على وضعها فى الطبق وبعد انتهاء
الأسرة من تناول طعام العشاء توجهت الأم إلي غرفة " رانيا" واستأذنت فى
الدخول إليها وبعد ان دخلت وهى حاملة الطبق الذي جمعت فيه النقود من أفراد العائلة
ابتسمت فى وجه " رانيا" وقالت لها :
-
أنا
أعلم أنه ليس معك نقود زيادة عن احتياجاتك ولكن هل تعرفين من هى الصديقة التى من
اجلها جمعت المال من أفراد الأسرة.
ردت " رانيا" بسرعة كي تعرف من هي تلك
الصديقة:
-
من
هي يا أمي ؟
قالت الأم :
-
إنها
"هدي" صديقتك هل نسيت أن أمها
صديقتى أنا الأخرى .
فرحت " رانيا " كثيرا وتحمست أكثر
لجمع المزيد من المال من الأصدقاء المقربين دون ان تبوح بسر صديقتها وبعد بضعة
أيام استطاعت ان تجمع ملبغا كبيرا من المال أودعته في خزينة المستشفى التى تعالج
فيها والدة " هدي" .
في صباح اليوم التالي وفى المدرسة قابلت "
هدي" صديقتها " رانيا" بوجه فرح ومتهلل وقالت لها بفرح عامر :
-
هل
تصدقين يا" رانيا" لقد أرسل الله لنا فاعل خير ودفع ملبغ العملية بالكامل
وكأن السماء كان مفتوحة واستجابت للدعاء وقت أن كنا معا منذ أيام ووالدتي سوف تدخل
غرفة العلميات خلال أيام قليلة .
ابتسمت
" رانيا" وقالت لصديقتها "هدي ":
-
ربنا
موجود وكبير وإن شاء الله والدتك تعود لنا بألف سلامة وربنا يتمم لها الشفاء
العاجل .
تعانقت الصديقتان واتجهتا إلي الفصل لمتابعة
دروسهما وهما فرحين .
هذا الشبل من ذالك الاسد
ردحذفسلمت يد ابنتك يا دكتور موسى وتحياتى لك استاذنا