الثلاثاء، 7 مايو 2013

"حراس الحياة " قصة للأطفال بقلم: فاطمة المعدول


حراس الحياة 
فاطمة المعدول 
في الظلام الدامس, تحركت عصابة الأشرار إلى القرية الآمنة لتسرق منازلها.
 وفي أحد الطرق, كان هناك فرع صغير, في شجرة عملاقة, يهتز في مكانه, فأصاب زعيم العصابة إصابة بالغة. 
غضب الزعيم غضبا شديدا, وبكى من شدة الألم, وأصدر أمرا عاجلا لعصابته بقطع كل الأشجار التي زرعها أهالي القرية حول قريتهم وأمام منازلهم.
 بكت الشجيرات الصغيرة بكاء مريرا, واسترحمت الأشجار الكبيرة زعيم العصابة, وطلبت منه الصفح والغفران, لكن بلا فائدة.. فزعيم العصابة جاهل وحقود ومصمم على قطع الأشجار, وأفراد العصابة ينفذون أوامر الزعيم بلا تفكير, فهم جاهلون مثله ويطيعونه طاعة عمياء.
 وقضت العصابة الليل كله في تقطيع الأشجار, ولم يستطيعوا سرقة أي شيء.
 وحينما طلع الصباح, اكتشف أهل القرية ما حدث, فبكى الأطفال وصرخت الفتيات والنساء وحزن الرجال, وأصبح الجميع في حيرة ولا يعرفون لماذا حدث ذلك, ومن الذي فعل هذه الفعلة الفظيعة, والحزن عمّ جميع أنحاء القرية.
 وبينما هم في هذه الفوضى والحزن جاءهم حاكم القرية وأمرهم بالعمل, فليس هناك بديل عن العمل, فلا الحزن ولا البكاء سيعيدان إليهم أشجارهم, وعليهم أن يزرعوا, فورا, بدلا منها أشجارا أخرى تتمتع بها الأجيال الجديدة.
 بدأ الجميع في العمل بعزيمة وإصرار, وكان أملهم كبيرا في زراعة أكبر عدد من الأشجار الجديدة.
 وفي هذا اليوم, نامت القرية هادئة وراضية بما فعلته. وفي المساء, عادت العصابة مرة أخرى إلى القرية. 
وبينما استعدت للسطو بعد أن نام أهل القرية, هبت فجأة ريح شديدة محملة بالأتربة والرمال, فلم يستطع أفراد العصابة أن يروا شيئاً أمامهم, وتخبط الجميع وعلت أصواتهم تبحث عن بعضهم البعض حتى سمع أهل المدينة صياحهم. 
حاولت العصابة الاختباء والاختفاء, ولكن لم تجد الأشجار التي كان من الممكن أن تختبئ خلفها, وعاتب أفراد العصابة بعضهم بعضاً على تقطيع الأشجار.
 واستطاع أهل القرية أن يقبضوا عليهم. 
 وبعد أن هدأت العاصفة جاء الحاكم ليعاقبهم, وقال لهم: لقد قتلتم حراس الحياة.. إن الأشجار والنباتات تحافظ على حياة الإنسان سواء كان شريراً مثلكم أو طيبا.. إنكم لا تستحقون أن تعيشوا بيننا.
 بكى أفراد العصابة كثيرا, واسترحموا الحاكم أن يتركهم ليعيشوا في القرية وسيتغير سلوكهم, ولكن كان هذا بعد فوات الأوان.
فالأشجار حراس الحياة ويجب أن نحبها ونحميها ونعطف عليها. 
http://3arabimag.com/Little/WriterArticle.asp?ID=693

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق