السبت، 11 مايو 2013

"أمير الحواديت "قصة للأطفال بقلم: نجلاء علام


أمير الحواديت 
نجلاء علام
 رسوم: صفاء نبعه 
 اعتاد محمد القراءة لأخته الصغيرة مرام, ففي كل يوم يقرأ لها قصة, والآن موعد القراءة, ولكن مرام مشغولة بعروستها الجديدة, ولا تستجيب لنداء محمد المتكرر, يقرر محمد أخيرًا أن يقرأ وحده, فيجذب قصة أمير الحواديت التي بدأ قراءتها بالأمس, ووصل لمنتصفها. 
تذكّر محمد أمير الحواديت, وهو يصارع الشر في كل مكان وينتصر عليه, ووصوله إلى غابة الأشرار كي يُنقذ أميرة الحواديت المحبوسة في القصر المهجور, ما أروعه من أمير! 
إنه محب لكل من يحيطون به, يُحدث محمد نفسه متمنيًا نهاية سعيدة للقصة, ولكن, ما هذا؟
 يُقلب محمد جميع صفحات الكتاب, فيجدها بيضاء, فارغة, ما الذي حدث? أين ذهب أمير الحواديت وبقية شخصيات القصة؟
 أين الكلمات والرسومات الجميلة الملونة؟! 
 قلّب محمد القصة بين يديه متعجّبًا, لا يعرف محمد أنه بعد أن وضع الكتاب بالأمس في مكانه داخل المكتبة, حدث ما يلي:
 أن أمير الحواديت شعر بالملل, وقرر إنهاء القصة عند هذا الحد, ثم صرح بذلك لبقية الشخصيات داخل القصة, فقال:
 - يكفي هذا, لقد تعبت, وبصراحة أكثر لقد مللت, فأنا وحدي من يُحارب في الحدوتة, ويتحدى الصعاب, ويهزم الساحرة الشريرة, الآن أريد أن ألعب, وأتنزه في تلك الحدائق الواسعة التي تملأ بلاد الحواديت.
 وبالفعل مشى الأمير يتنزّه في الحدائق وسط دهشة الجميع, ولكن ما إن خطى أمير الحواديت خطوته الأولى, حتى توقف, ولم يستطع تحريك قدميه.
 نظر أمير الحواديت حوله فلم يَر إلا الورق الأبيض, الأشجار من الورق الأبيض, وكذلك الفراشات, والعصافير, وحتى الساحرة الشريرة تحوّلت إلى ورق أبيض, الأميرة, والنحلة زينة التي كانت تساعده, الكل تحوّل إلى ورقة بيضاء.
 أخذت عيونهم جميعًا تتوسل إليه أن يعود لاستكمال أحداث القصة حتى يعودوا كما كانوا كائنات حقيقية: فراشات تطير, وعصافير تغرد, وحيوانات تتعاون مع بعضها البعض. 
 قالت الفراشات لأمير الحواديت:
 - إننا لا نستطيع الطيران أو التحليق إلا في الحدوتة. 
 وقالت النحلة زينة:
 - أنت أمير الحواديت, وهذا سر الجمال فيك, دونك لا تكتمل أي حدوتة, ولا يعود الغائب إلى وطنه, ولا ينهزم الشر وينتصر الخير, ولا يكون هناك أجمل مشهد في الحدوتة, حين تنقذ الأميرة, فيعم الفرح, وينتشر السرور, ويصفق لك الكبار قبل الصغار. 
عندها قرر أمير الحواديت أن يعود إلى أحداث القصة, وينقذ الأميرة, ويطلب من النحلة زينة أن تُذكّره بالمشهد الذي توقف عنده.
 في هذه اللحظة تترك مرام عروستها, وتدخل حجرة أخيها محمد, الذي وضع القصة جانبًا, وأخذ يفكر: 
كيف تحوّلت إلى صفحات بيضاء؟
 تحمل مرام القصة وتفتحها على الصفحة التي توقف عندها محمد بالأمس, وتطلب من أخيها استكمال الحدوتة, وتقول له: 
 - لقد انتهينا إلى هنا, أمير الحواديت وصل إلى غابة الأشرار, هيا اقرأ لي, إنني أرى أمير الحواديت وهو راكب حصانه الأبيض.
 يتعجب محمد:
 - ترينه؟! 
مرام تضحك قائلة: 
 - نعم أراه في رسومات القصة...أنظر.
 يخطف محمد القصة من يد أخته غير مصدقٍ بعودة الألوان الجميلة والرسومات, وكذلك أحداث القصة. 
 يفرك محمد في عينيه, وهو يتمتم:
 - إنها أعجوبة. 
تندهش مرام, وتريد أن تعرف ماذا يقصد محمد بقوله هذا, ولكنه يبدأ في استكمال قراءة القصة بسرعة, دون أن تعرف مرام السبب في ذلك.

http://3arabimag.com/Little/WriterArticle.asp?ID=2274

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق