الخميس، 16 مايو 2013

"النسر الأبيض " قصة للأطفال بقلم: جاسم محمد صالح



النسر الأبيض
 جاسم محمد صالح
  ملت الطيور من الظلام الذي ملأ الغابة , فقررت أن تبحث عن الضوء حتى تنير الغابة من جديد .
 كان النسر الأبيض واقفا فوق صخرة عالية وهو يستمع إلى حديث الطيور بهدوء وفجأة طار محلقا في الفضاء وبعد فترة أبصر ضوءا ساطعا في الأفق البعيد , ومن شدة فرحه هبط بسرعة وحطّ قرب الطيور التي لازالت تتحاور فيما بينها ثم قال :
-       هنالك في وسط البحر البعيد جزيرة يتلالا ضوؤها مثل أحجار الماس .
قررت الطيور أن تطير نحو الجزيرة لتجلب قليلا من ضوئها لتنير به الغابة , لكن الطيور تعرف جيدا أن الوصول إلى الجزيرة خطر والشاطئ الذي يحيط بها ممتلئ بأسماك القرش ومع هذا فقد واصلت الطيران , قال النسر الأبيض :
-       من يصل قبل غيره سينقل النور .
   وافق الجميع على كلامه وبدا السباق بين الإوزة البيضاء وطائر السنونو والبجعة الرمادية واللقلق والنورس , ولكن بعد فترة تعبت الإوزة  وقررت الانسحاب من الطيران ثم تبعها النورس والبجعة واللقلق والسنونو , فقد تعبوا جميعا وما عادوا قادرين على الطيران , وحينما تلفت النسر الأبيض خلفه لم يجد احدا , فعرف انه الطائر الوحيد الذي بقي طائرا .
  شعر النسر الأبيض بالتعب لكنه قرر ان يصارع الريح التي تعترض طريقه فقال لنفسه:
-       واصل الطيران ولا تتردد , أنت من سيحمل النور ويضيء الغابة .
وبعد لحظات بدأت الجزيرة تكبر أمام عينيه فأصر على مواصلة الطيران فأصدقاؤه ينتظرونه .
   وفجأة أغمض النسر الأبيض عينيه بسبب التعب فهبط بسرعة من عليائه وأمسى قريبا من سطح الماء حتى صار رذاذ الماء المتطاير يبلل ريشه , لكنه انتبه  الى نفسه وكان قريبا من الماء , وبسرعة جمع قوته وعاد محلقا في السماء وهو يقول :
-       لن أتراجع أبدا.
وحينما اقترب من الجزيرة كان ضوؤها قويا جدا فحمل غصنا جافا فحمله بمنقاره وأوقد الغصن وعاد إلى الغابة مسرعا والفرج يملأ قلبه , فالنور سيعود الى الغابة من جديد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق