الأربعاء، 6 مارس 2013

"أين سنلتقي؟ " قصة للأطفال بقلم: جيكر خورشيد


أين سنلتقي؟
جيكر خورشيد
في ليلة صيفية هادئة كان ثعلب السهل مستلق بين كروم العنب ، يتأمل نجوم السماء وهو يتلذذ بأكل حبّات العنب الحلوة ، فتذكر صديقه القديم ثعلب الجبل الذي لم يره منذ زمن بعيد ، فعقد العزم على زيارته في الصباح الباكر ، وعند انبلاج الفجر تسلل الثعلب إلى القرية خلسة وعاد بحمار مسكين و بدأ يحمّل عليه العنب والدجاج ليقدمه هدية لصديقه ثعلب الجبل ، ثم امتطى الثعلب الماكر ظهر الحمار المسكين وبدأ المسير باتجاه الجبل الذي يقطن فيه صديقه ثعلب الجبل ، وأثناء المسير قال الحمار للثعلب :
-        لقد تعبت من حملك وحمل هداياك أيها المحتال ، ارحمني وانزل عن ظهري لأرتاح قليلا
-        تابع سيرك أيها الحمار وإلا أهديتك أيضا لصديقي ثعلب الجبل وعندها سيمتطيك ويجوب بك الجبال والوديان
-        لا أرجوك سأتابع مسيري ولكني أتمنى أن تطلق سبيلي عندما أوصلك لقمة الجبل
-        أكمل سيرك إذا ولا تسمعني نهيقك المزعج وعندما نصل سأقرر ماذا سأفعل بك !
تابع الحمار المسكين صعود الجبل وعند الوصول نزل الثعلب عن ظهر الحمار وبدأ ينادي على صاحبه ثعلب الجبل ، وما هي إلا لحظات حتى خرج ثعلب الجبل من وكره وقد بدا عليه الضعف والهزال ، فركض إليه ثعلب السهل وعانقه وقال :
-        مالي أراك هزيلا كئيبا ؟
-        إنه الجوع يا صديقي فالطعام يكاد يكون معدوما في هذا الجبل الأجرد
فأسرع  ثعلب السهل وقدم العنب والدجاج لصديقه وقال :
-        لا تكتئب يا صديقي لقد جئتك بما لذ وطاب من عنب لذيذ ودجاج شهي ، كُل وتنعّم فلا جوع بعد اليوم !
عندها استغل الحمار انشغال ثعلب السهل عنه بصديقه الجائع وهرب مسرعا باتجاه القرية دون أن يلمحه أحد ، وبعد أن شبع ثعلب الجبل قال :
-        الحمد لله على نعمه ، أشكرك كل الشكر يا صديقي على هداياك الثمينة !
-        لا تبالغ يا صديقي فالصديق وقت الضيق وأنا لم أقم سوى بالواجب  ما رأيك أن تأتي معي وتسكن في السهل لتعيش في النعيم ؟
-        من دواعي سروري أن أغادر هذا الجبل الأجرد وأن نعيش معا في السهل العامر بالخيرات !
وهكذا نزل الثعلبان الصديقان إلى السهل وثعلب الجبل يحلم بالطعام الوفير والعيش الرغيد ، وبينما كان الثعلبان يتمختران بين كروم العنب فإذا بصيّاد يراهما فيطلق الثعلبان ساقيهما للريح ويهربان كالبرق ولكن الصيّاد يطلق خلفهما كلبين سلوقيين شرسين فسأل ثعلب الجبل صديقه ثعلب السهل :
-        أفي كل يوم تطاردك الكلاب يا صديقي ؟
-        لا ولكن حظك العاثر هو الذي جعل الصياد يرانا !
-        أين سنلتقي إذا تخلصنا من هذين الكلبين الشرسين ؟
-        إذا كان الكلب الذي يلاحقك بسرعة الكلب الذي يلاحقني فسنلتقي بكل تأكيد في البازار !!!
-        ولماذا البازار يا صديقي ؟
-        لأن الصياد سيبيع فراءنا هناك يا صديقي !!!



هناك تعليق واحد:

  1. راقتني القصة جداااااا ممتعة للغاية اتمنى لك التوفيق والاستمرارية ان شاء الله

    ردحذف