الثلاثاء، 26 فبراير 2013

"تامر وجيمى " قصة للأطفال بقلم: سماح أبو بكر عزت



تامر وجيمى
سماح أبو بكر عزت
هل يمكن إذا أحببنا شئ ووجدناه أمامنا نهرب منه و نبتعد عنه ؟
سؤال كلما سألته سمعت نفس الإجابة ..... لا تصدق كل ما تراه على الشاشة يا جيمى ، الناس أحيانا تحب الصورة و تكره الأصل .
كل الأطفال و حتى الكبار يحبون جدى ميكى ماوس و يعجبون بذكاء عمى جيرى فى مغامراته مع القط توم ، يرد أبى قائلاً  ... لكنهم يحبون توم فى الحقيقة ، يقتنون القطط  و يهربون فزعاً من رؤية فأر صغير ...  لو يعلم ابى كم أحب الاطفال و افرح برؤيتهم فى قاعة السينما التى ولدت بها و لم أر فى الدنيا غيرها ، من شاشتها تعلمت و رأيت الكثير من الحكايات ، و من شدة حبى لعمى جيرى وجدى ميكى
أطلقت على نفسى اسم جيمى لأجمع بين الإسمين معاً .
على شاشة السينما رأيت فيلماً اسمه ( ستيوارت ليتل ) او الفأر الشقى ، يحكى عن عائلة لديها طفلاُ وحيداً استضافت فأراً فى المنزل ليكون صديقاً لطفلها ،تمنيت ان اكون مثل الفأر البطل ووجدت طفلا يشاركنى امنيتى  و يطلب من والده ان يستضيف فأرا فى المنزل و سمعت نفس الرد ... لا تصدق كل ما تراه على الشاشة يا تامر
أنا و تامر لدينا نفس الحلم الذى قررت ان اجعله واقعاً ....
انتهى الفيلم حمل تامر حقيبته عائداً للمنزل ، وفى غرفته و بينما تامر يشاهد فيلماً لتوم وجيرى ، قفزت من الحقيبة ووقفت امامه قائلاً فى مرح..انا صديقك جيمى ، ما رأيك فى هذه المفاجأة يا تامر ؟
صرخ تامر الحقونى .. فأر و قفز بسرعة فوق السرير بينما إختبأت انا فى حذاء تامر الذى رأيته تحت المكتب ، بحث عنى والد تامر  فى الغرفة لكنه لم يرانى ، اما والدته فقد احتضنته قائلة .. أرأيت يا تامر كم شعرت بالفزع عندما رأيت الفأر على الطبيعة ، لا تصدق كل ما تراه على الشاشة .  بكى تامر و لم ينم فى غرفته من شدة الخوف .
غرف الاطفال التى رأيتها على الشاشة كانت نظيفة ، مرتبة ، لكن غرفة تامر كانت عكس ذلك تماما ، بقايا اكياس الحلوى تتناثر على الارض ، و الكتب و الملابس فى كل مكان ..
فى الصباح  إختبأت داخل جيب صغير بحقيبة تامر ، حمل تامر حقيبته  و طلبت منه والدته ان يأكل الشطائر التى اعدتها له و لا يعود بها مثل كل يوم ، فى الطريق للمدرسة ، رأيت لأول مرة الشارع ووجدته غير صورته التى رأيتها على الشاشة ، كان مزدحماً بالسيارات التى تسير بسرعة و لا تحترم قواعد المرور ، و برغم وجود صناديق للقمامة كانت القاذورات تنتشر فى وسط الطرق ..
جلس تامر فى الفصل امامه كتاب و ضع فيه مجلة يقلب فيها و لا ينتبه لشرح المعلم ، انتهت الحصة ووقعت المجلة على الارض بسرعة التهمتها و كانت وجبة شهية ... دق جرس الفسحة و اندفع تامر وسط التلاميذ ليشترى كيساً من الحلوى اكله..
انتهى اليوم الدراسى و عاد تامر للمنزل و غضبت والدته عندما وجدته لم يأكل الشطائر .فى المساء ، جلس تامر يلعب البلاى ستيشن و رأيت كم هو ذكى و سريع البديهة ، و تمنيت ان يصبح الاول فى امتحان آخر العام بدلا من ان يكون الاول فى مسابقات البلاى ستيشن ، وقررت ان اساعده .... فى الليل تسللت و اخذت المصروف من الحقيبة وو ضعته فى الحصالة التى رأيتها فارغة تماماً ، و فى اليوم التالى لم يستطع تامر ان يشترى الحلوى ككل يوم و اضطر ان يأكل الشطائرالتى لم يفكر يوما فى تذوقها  ليكتشف كم هى لذيذة ، اقتربت ايام الإمتحان و تامر لا يزال يسهر كل ليلة يلعب البلاى ستيشن بينما و الديه يعتقدان انه يسهر ليستذكر دروسه ، قرضت بأسنانى سلك البلاى ستيشن دون ان يشعر فتوقف الجهاز عن العمل و بالطبع لم يخبر تامر والده حتى لا يكتشف انه كان يلعب و يهمل دروسه
و اضطر تامران ينام مبكرا و لأول مرة يستيقظ قبل ميعاد المدرسة و هو يشعر بالنشاط والحيوية ، و فى حصة الالعاب كان الاول فى سباق الجرى ، وشعر تامر بالتميز الذى حفزه على الاستذكار و الاجتهاد
و شيئاً فشيئاً ، تغير سلوك تامر من الاهمال و الانانية الى النظام والشعور بالمسئولية ، كنت اساعده دون ان يشعر بوجودى ، ارتب له حقيبته و مكتبه و تفرح والدته ظنا منها انه رتبها ..
و فى يوم عيد الام و لأول مرة كانت حصالة تامر مليئة بالنقود التى وجدتها متناثرة فى كل انحاء الغرفة ، فجمعتها و فى الحصالة وضعتها و اشترى تامر لوالدته هدية جميلة فرحت بها .. ظهرت نتيجة الإمتحان و نجح تامر بتفوق و شعرت اننى شريك فى هذا النجاح ، بالرغم من اننى فشلت فى تغيير مشاعره ونظرته لى انا وكل الفئران ، كنت فخورا انه صار تلميذاً متفوقاً ، يفخر به ابواه ومعلموه
و اليوم قررت ان اعود للسينما التى احببتها ،و للأطفال الذين يخافون رؤيتى على الطبيعة و يسعدون برؤيتى على الشاشة ...
لست نادماً على رحلتى مع تامر فقد تعلمت منها الا اصدق كل ما اراه على الشاشة ، و من يدرى ربما اصبح يوماً بطلاً لقصة عنوانها تامر و جيمى.....




 

هناك تعليق واحد: