الجمعة، 10 أغسطس 2012

"فاروق النسخة رقم 25 "من حكايات الخيال العلمي بقلم: أحمد زحام


فاروق النسخة رقم 25
من حكايات الخيال العلمي
أحمد زحام  
اليوم .. لم يكن عند فاروق رغبة فى الذهاب إلى العمل فى المحطة الفضائية رقم ب 14 فقد اكتفى بالاستيقاظ مبكرا كما يفعل فى العادة بحكم التركيب المنظم لوحدات جسمه الكيميائية والبيولوجية ، وأمسك بالهاتف النقال ونادى على شبيهه المستنسخ منه رقم 25 .. فى البداية لم يسمعه فقد كان نائما فى سبات عميق .. فما كان منه إلا أن حرك أزرار الاستشعار فى حامله النقال حتى جاءه الصوت واضحا :
-         ماذا تريد يا فاروق ؟!
لم يعتاد على هذا الأسلوب فى المحادثة معه ، لكنه كتم غيظه وقال :
-    لا أرغب فى الذهاب إلى العمل اليوم .. وقد بقى على ميعاد ركوب الكبسولة الفضائية عشرون دقيقة بالتمام والكمال ، وغير مسموح لي بالغياب .
قال شبيهه رقم 25 :
-         وأنا عندي نفس الرغبة .
ثم عاد إلى سباته العميق
وقف فاروق ، وأراد أن ينشط جسده حتى يقدر على الذهاب إلى عمله المحدد بالثانية والدقيقة والساعة ، فتناول بعض الحبات الصغيرة المنشطة لأجهزة الحركة داخله ، وقال :
-         سوف أطلب من لجنة المساعدة الطبية إلغاء شبيهي المستنسخ رقم 25 من الوجود ، فهو لا يسمع الكلام .
عند باب الكبسولة الفضائية الواقعة على عتبة شباكه وجد شبيهه راكبا كبسولته الفضائية..
-         ما الذي جاء بك إلى هنا .. ألم تعترض على الذهاب إلى عملي ؟! وذهبت في سبات عميق
قال شبيهه :
-         نعم .. فقد تكررت مرات غيابك عن العمل ، وأصبحت كسولا .
قال فاروق :
-         لقد كنت سأتقدم بطلب إلى لجنة المساعدة الطبية لإلغائك
قال شبيهه :
-    والآن هل أذهب بدلا منك إلى العمل أم أعود إدراجي إلى بيتي وأنام فلم يعد هناك وقت متبقي للذهاب إلى العمل وألا تم إلغائنا نحن الإثنين ؟!
قال فاروق :
-         لا ..لا . إذهب أنت ، فأنا أريد أن أقضي بقية اليوم في النوم.
قال شبيهه :
-         وإلى متى ستظل نائما ؟! هل تريد أن أوقظك كي تتناول غذائك :
قال فاروق :
-         لا تتعب نفسك فسوف أعلق أنبوب الطعام والشراب فى فمى
حياه شبيهه المستنسخ رقم 25  ، وأنطلق بكبسولته الفضائية إلى خارج المكان .
كان النوم لذيذا والمعدة ممتلئة بالطعام والشراب عند فاروق الذي أيقظه صوت أمر قادم من سريره الهزاز :
-         فاروق أنت مطلوب للمثول أمام اللجنة  الحاكمة للمنطقة و .

كان بهو القاعة واسعا عندما وصل إلى أوله ، توقفت كبسولتة ، خرج منها وترجل ، رآهم يجلسون كالعادة فى صدر البهو ..مكتملين العدد تسعة أفراد منتخبون من أنحاء المعمورة لحكم هذه المنطقة التى ينتمى إليها .
جلس على المقعد الأمامى .. كان لا يعرف لماذا هو الآن موجودا بينهم ؟!
دق كبيرهم ناقوس .. فدخل عليهم شبيهه المستنسخ رقم 25 .. جلس قبالته بعدما حياه بأدب
قال متحدثهم الرسمى ، وكان يضع فى عنقه قلادة لكوكب تم إكتشافه حديثا :
-    لدينا طلب من شبيهك المستنسخ رقم 25، يطلب فيه إقصائك من الصفة الدائمة إلى الصفة المستنسخة بمعنى أن تكون هو ويكون هو أنت .
قال منضبط السلوك :
-         وهل هذا معقول ؟!
قال أحدهم ، وبدا غليظ الصوت :
-     معقول .. لقد طلبت أكثر من مرة أستنساخ شبيها لك ، وتمت الموافقة على طلبك فى كل مرة ، وفى كل مرة تطلب من لجنة المساعدات الطبية الغاء شبيهك المستنسخ ، فتم ألغاء 24 مستنسخ ، وتم فحص ملفك العلمى وجد أنك لا تقوم بالأعمال المطلوبة منك على الوجه الأكمل ، بل الذي يقوم بها شبيهك المستنسخ .. لذا فقد طلبنا منك الحضور لسماع قرارنا النهائى.
وقال وبدا عليه الانفعال :
-         وماذا سيحدث الآن ؟!
قال كبيرهم :
-    سوف تقومان بتبادل الأدوار فى الحياة ، سوف يأخذ مكانك فى عملك ، وفى بيتك ، ويحصل على كافة المزايا الترفيهية التي يحصل عليها أبناء المنطقة ، وحق الانتخاب ، والتمثيل داخل البرلمان مادام سيعمل بدلا منك
 قال وقد بدأ عليه التأثر :
- كفى . كفى.أعرف الباقى.
كان يعرف من البداية أن هذا قد يحدث فى يوم من الأيام ، فقد تم تنبيهه أكثر من مرة أن هذا الكوكب ليس فيه مكانا للكسالى الذى ينتمى اليهم .. فتوجه فى الم بالغ إلى كبسولة شبيهه المستنسخ رقم 25 ليأخذ مكانه فى بيته داخل المعامل الصحية بالمعمورة ، مستسلما لقرار المحكمة  ، وليصبح فاروق النسخة رقم 25 .

                                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق