أصدقاء القمر
صبـــاح ديبي
رسوم: أحمـد البغلي
تأمل
راضي السماء ليلقي التحية على القمر، فهو يحبه كثيرًا ودائمًا يقول إن
وجهه مستدير كرغيف الخبز، مضيء كالمصباح، يظهر بشكل منحن كالموزة، وأحيانًا
أخرى أكبر بقليل، فالقمر صديقه ويحبه جدًا، لكنه لم يجده.
حزن
راضي وأسرع بإخبار أمه: ماما، ماما، القمر غائب، ربما كان مريضًا، مثلي
حين غبت عن المدرسة، اتصلي بالطبيب ليعطيه الدواء ويعود إلينا بسرعة.
ابتسمت الأم وأخبرته بأن الطبيب لا يمكنه الوصول إلى القمر.
عاد
راضي إلى غرفته، قرر أن يساعد القمر، فكر كثيرًا، اتصل بأصدقائه، جاءوا
وجلسوا في غرفته ليساعدوه، قال أحدهم: دعنا نطلب من نجّومة أن تزوره،
وتطمئننا.
فرحوا بالفكرة، ووقفوا عند النافذة ونادوا نجّومة، لكنها لم تجب، المسافة كانت بعيدة، فلم تسمعهم، فقرروا أن يجدوا طريقة بديلة.
أخيرًا
قرروا كتابة رسالة ليرسلوها لنجّومة، أحضر راضي طائرته الورقية، وكتب
الأصدقاء رسالة، قالوا فيها: «عزيزتي نجّومة، صديقنا القمر مريض وهو غائب
هذا المساء، أرجو أن تزوريه وتعطيه الدواء كي يتعافى ويعود إلينا بسرعة،
فنحن نحبه، راضي والأصدقاء».
ألصقوا الرسالة فوق الجناح، وأطلقوا الطائرة، فحلقت بعيدًا حتى اختفت.
جلس الجميع قرب النافذة، وكان النعاس يغالبهم، وفجأة ظهرت نجمة تلمع بقوة.
نهضوا واقتربوا منها، عرفوا أنها نجّومة، حين دنت منهم.
قالت
لهم: أشكركم يا أصدقائي، لأنكم قلقتم على القمر،فهو يعمل جاهدًا في كل
مساء، وقد شعر بالتعب، لذا سيأخذ في كل شهر ثلاثة أيام إجازة ليرتاح.
فرح الأصدقاء بما قالته نجومة، وقالوا: ليتنا نستطيع زيارته.
ابتسمت
نجومة وقالت: سآخذكم إليه، فأخرجت عصاها السحرية، ونثرت الغبار اللامع،
فاستطاع الأطفال الطيران، وتبعوها إلى منزل القمر، وعندما وصلوا، فتح القمر
الباب، ليجد أصدقاءه قد جاءوا لزيارته، فرح بهم وقدم لهم الطعام والحلوى،
وجلس يخبرهم حكايات جميلة وقصصًا مثيرة، شعر الجميع بالسعادة، لكن الوقت
تأخر، فودع الأصدقاء القمر، وتمنوا له ليلة سعيدة، وقال لهم: لن أنسى لطفكم
يا أحبائي، ولن أغيب عنكم طويلاً، فأنتم أصدقائي، أصدقاء القمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق