الأحد، 6 مايو 2012

"رحمة السماء "قصة للأطفال بقلم: عابدين محي الدين الجبالي


رحمة السماء
 عابدين محي الدين الجبالي*

 أحمد طفل  في الثامنة من عمره، يساعد والديه في الحقل، يذهب بعد انتهاء اليوم الدراسي إلى الحقل ليساعدهم ويذاكر دروسه تحت شجرة النبق العتيقة التي يسكن فوقها عصفوران، رقرق وزوجته غنوه وابناهما الباسم والقابضة
يرقبهم أحمد وهم يقومون بإطعام صغارهم .
العش لا يخلو من واحد منهما حتى يدافع عن صغاره ولو بالصياح والزقزقة.
 يقول أحمد:
 ما أجمل التعاون!
 الأب يذهب ليلتقط الحبَّ والماء والأم ترفرف حول الصغار. فرغ أحمد من واجباته المدرسية وفتح السلة وتناول طعامه واتجه ليحرث الأرض بفأسه الصغير.
 ولكن الماء! أين الماء؟ والمجرى المائي جاف.
 قال الأب: الأمطار لم تسقط .
 حزن أحمد ونظر إلى السماء فلم يجد سحابة واحدة واستمر الحال عشرة أيام دون أن تمر سحابة، وكاد الزرع يجف والأرض تصرخ كما بكت  العصافير لقلة الطعام والشراب.
 جلس أحمد تحت الشجرة وإذ (بغنوة) العصفورة الصغيرة تهبط من فوق الشجرة وتقف فوق غصن قريب من أحمد وهى شاحبة الوجه، قال أحمد: لا تخافي منى وخذي بعض الحبوب واطعمي صغارك وربنا لا ينسانا أبدا.
 أخذتهم وهى فرحة،  نظر أحمد إلى السماء فوجد سحابة صغيرة، فأخذ يشير بإصبعه إلى السحابة ويدعو الله أن ينزل منها المطر، فرأته العصفورة فطارت محلقة فى السماء حتى وصلت إلى السحابة، ألقت عليها السلام وقالت لها العصفورة: إلى أين تذهبين؟
 قالت: إني آتية إليكم، فإن الله مطلع عليكم ولما علم بصدق دعاء أحمد، فساقني إلى الأرض التي جفت والطفل الذي يبكى ويدعو ربه أرسلني إليكم، وقالت السحابة دعيني أنظر وإذ بالحيوانات والطيور يصرخون من شدة العطش دمعت السحابة وقالت: سأنزل أنا وإخوتي نملأ الوادي.
فرحت العصفورة وأخذت قطرات من الماء ورجعت إلى أحمد تبشره أن الماء سينزل هنا كان أحمد يرقبها بعينين دامعتين ألقت العصفورة الماء على أحمد، عرف أحمد ما فعلته العصفورة أخذ يجرى ويصيح : الماء الماء يا أبى.
 قال الأب:  أين الماء ؟
  وإذا بالماء ينهمر من السماء وأخذت السحب تهطل بغزارة  فرح الفلاحون وغنت العصافير ونما الزرع.
  شكر أحمد ربه وقال: إنك ياربى قريب تجيب الدعاء.

*سوهاج - المراغة

هناك تعليقان (2):

  1. بعد التحية والتقدير قصة جدا جميلة نفع الله بك وزادك علما وتوفيقا

    ردحذف
  2. ماشاءالله الله يزيدك غبى اقصد ذكاء:)

    ردحذف