الأحد، 8 أبريل 2012

"حصالة النقود " قصة مترجمة للأطفال بقلم: هانز كريستيان اندرسن

حصالة النقود
هانز كريستيان اندرسن

كانت هناك مقادير كبيرة من اللعب في حضانة الأطفال .
و كانت حصالة النقود الموضوعة فوق صوان الملابس مصنوعة في هيئة خنزير من الخزف ، و فيها بكل تأكيد فتحة في ظهرها.
و قد وسعت الفتحة بنصل سكين ، بحيث أمكن أن توضع فيها حتى العملات النقدية الكبيرة .
و كان خنزير حصالة النقود محشوة بالنقود ، لدرجة أن قطع النقود لم تعد تسمع لها صلصله، و لا تستطيع حصالة النقود علي شكل خنزير أن تفعل أكثر من ذلك.

و هناك ؛ وقف الخنزير منتصبا و في وضع مرتفع فوق صوان الملابس ؛ يحملق في كل شيء في الحجرة , وعرف أن في بطنه من المال ما يكفي لان يشتري كافة المعروضات ؛ و هو ما يمنح الثقة بالنفس . و كان كل الباقين يفكرون أيضا علي هذا النحو ؛ و إن لم يقولوا ذلك .
و في درج نصف مفتوح ؛ كانت دمية كبيرة تطل برأسها خارجه .
لقد كانت عتيقة , و في عنقها مسمار قلاووظ . و اقترحت قائلة هيا نلعب لعبة نؤدي فيها ادوار رجال و نساء ؛ ففي تلك اللعبة دائما متعة.
وترتب علي ذلك حدوث حركة هائلة و ضوضاء عظيمة . و حتى الصور استدارت وواجهت الحائط , وإن لم يحدث هذا , لأنها فكرت فيه.

و كان ذلك في منتصف الليل . و كان القمر يرسل ضوءه خلال النافذة و ينير الحجرة , دون أن يكلف أحدا شيئا . أوشكت اللعبة أن تبدأ .
و طلب من جميع اللعب أن تشترك فيها ؛ حتى عربة الطفل التي كانت حقا من اللعب الخشبية , و لكن كما قالت عربة الطفل : لكل واحد حسناته , و نحن لا يمكن أن نكون جميعا من علية القوم ؛ فلابد أن يقوم احد منا بالعمل .

و كان خنزير حصالة النقود هو الشخص الوحيد الذي تلقي دعوة مكتوبة . و كانت اللعب تخشي أن يكون في موضع مرتفع جدا , فلا يسمعهم إذا نادرة فقط , و هو علي أي حال لم يلبي النداء . و في الحقيقة لم يحضر . و لو كان ينوي أن يشترك في اللعبة لفعل ذلك وهو في موضعه . و كان علي اللعب أن تقوم بترتيب ذلك , و هذا ما فعلته . و أقيم مسرح للعرائس , و قد كانت اللعب تنوي أن تبدأ بمسرحية , ثم يقام حفل شاي تعقبه ندوة.
و بدءوا بالندوة أولا قبل كل شيء. تحدث الحصان الهزاز عن السباق و الجياد الأصلية. و تحدثت عربة الطفل عن السكك الحديدية و القاطرات البخارية. و كما ترى فإنها جميعا تحدثت عن أشياء لا علاقة له بسيرتها في الحياة, فتحدثت ساعة الحائط عن المخططات السياسية, و كانت تعرف الوقت بالتحديد. و إن قالت اللعب أنها ليست دائما على صواب.

و أخذت العصا تباهى بحلقتها الحديدية و قبضتها, لأنها كانت محلاه بالفضة في طرفيها: العلوي و السفلى. و على الأريكة جلست وسادتان مطرزتان جميلتان , ولكنهما بالأحرى حمقاوين.

ها هي المسرحية توشك أن تبدأ. جلسوا جميعا حول المسرح و اخذوا يتفرجون. و طلب إليهم أن يضجوا, و يصفقوا, و يتشدقوا بالكلام, ليظهروا أنهم يستمتعون بالعرض.

حسنا, إن المسرحية لم تكن جيده للغاية, و مع ذلك كان تمثيلها لا باس به. و أدار كل الممثلين جانبهم المصور بالألوان إلى جمهور المشاهدين. فالمفروض ألا يشاهدوا إلا من الجانب الأفضل, و قد قاموا جميعا بالتمثيل بصوره رائعة جدا.

و كانت الدمية فى اشد الانفعال, لدرجة أن مسمار قلاووظها لم يعد محكما. أما خنزير حصالة النقود, فكان منفعلا جدا, إلى حد انه قرر عندئذ عمل شيء لأحد الممثلين......... و هو أن يدرجه في وصيته, و يرتب معه أن يقيم له جنازة عامه عندما يحين اجله.

و قد استمتع الجميع بالحفلة كثيرا, حتى أنهم نسوا الشاي, و بدؤوا في مناقشة أخرى. و هذا ما سموه اللعب بالقيام بادوار الرجال و النساء. و تساءل كل واحد منهم, يا ترى ما الذي يفكر فيه خنزير حصالة النقود؟؟؟؟؟؟؟
حسنا انه لا يزال يفكر في وصيته و جنازته و متى يحدث ذلك. و هذا يحدث دائما قبل أن يتوقعه احد.
صوت فرقعه!!!!!
فجاءة سقط خنزير حصالة النقود من فوق صوان الملابس. و استلقت أشلاؤه على الأرض.
 في حين تدحرجت قطع النقود و تناثرت هنا و هناك. و أخذت إحدى قطع النقود تدور في أرجاء المكان, إذ كانت فى لهفه شديدة لان ترى العالم. و هكذا, قدر لها أن تراه, و كذلك فعلت كل قطع النقود الأخرى.
و في الوقت نفسه! وجدت القطع المحطمة من خنزير حصالة النقود طريقها إلى صندوق القمامة.

و فى اليوم التالي, كانت هناك من جديد حصالة نقود جديدة, أيضا على هيئة خنزير من الخزف, تقف منتصبة على صوان الثياب. و لم يكن فيها بعد قطعه واحده. و على هذا لم يستطع خنزير حصالة النقود هذا أن يصلصل و أن يحدث صوتا, و هذا ما لم يستطع زميله الحصالة السابق فعله لأنه كان مليء بالنقود.
و على أية حال, فان الحصالة الجديدة بدأت الشوط, و بذلك يجب علينا أن نصل لنهاية القصة.

هناك تعليق واحد:

  1. ليت لو أن لنا نسخ عربية من البيت العربي الدافي
    القصة وكل قصة فيها عظة ولها مغزى جميلة
    لولا أن الحيوان خنزير؛ والخنزير في شريعتنا من بداية لحمه المحرم
    مرورا بأطوار حياته حيويا لايشجع أن نجعله (لدينا) أو لديّ على الأقل
    -كمعلمة رياض أطفال سابقة وخالة وعمة حاليا- بطل قصة
    أشكركم على العرض السخي والمدونة النافعة والشكر موصول للكاتبة
    وكل مهتم مخلص بالنشء

    ردحذف