الثلاثاء، 13 مارس 2012

"يزن يريد أن يعود إلى بطن أمه " قصة للأطفال بقلم: روضة السالمي

يزن يريد أن يعود إلى بطن أمه
روضة السالمي
أطفأ اليوم يزن شمعته الخامسة. فأقام له والداه احتفالا بسيطا، بعض الهدايا، كعكة عيد ميلاد، وبالونات تزيّن السقف، ثم استمتعوا بمشاهدة ألبوم الصور.
توقّف يزن عند صورة لأمّه، وسألها:
- ماما لماذا تبدو بطنك كبيرة هكذا؟
تبادل والداه ابتسامة، وأجابته والدته:
- هل نسيت؟ لقد كنت في بطني..
فقال يزن وهو يمرّر يده الصغيرة على بطن أمه:
- وكيف كنت أعيش داخل بطنك يا ماما؟، هل سبّب لك ذلك ألما؟
ربّتت أمه على خدّه وقالت ضاحكة:
- لقد كنت سعيدة بوجودك في بطني.. وعندما كنت تنمو من شهر لآخر، كانت بطني تتمطّط لتوفّر لك الغذاء والإحساس بالراحة..
فتح يزن عينيه بدهشة، وسأل:
- فهل كنت عندما أكبر كلّ شهر، أطفأ شمعة عيد ميلاد؟
ضحك والداه، وقال أبوه:
- لم تكن تطفئ شمعة، لكنك شكلك كان يتغيّر من شهر إلى آخر
تزايد فضول يزن، وسأل وهو يقلّب صفحات الألبوم:
- يعني أنّ شكلي وحجمي كانا يتغيّران باستمرار
أجابته والدته وهي تريه صورة لها وهي برفقة والده:
- هل ترى هذه الصورة، لقد كنت صغيرا بحجم رأس الإبرة
بدا الاندهاش على وجه يزن وسأل غير مصدّق:
- ألهذه الدرجة؟
فقال والده:
- أجل، كنت صغيرا جدا، وقلبك ينبض
التفت يزن لوالده متعجّبا:
- قلبي ينبض وأنا في حجم رأس الإبرة؟ ورأسي... كيف كان شكل رأسي؟
قلّب والده صفحات الألبوم وأشار لصورة أخرى:
- أنظر، أمك هنا في أسبوعها الثالث من الحمل، وكانت رأسك الجميلة ورئتيك تتكوّن شيئا فشيئا
احتضنت درصاف يزن وقالت:
- لقد كانت أياما جميلة.. وأشارت إلى صورة أخرى: انظر، كنت حاملا بك في الشهر الثاني، هذه بطني وقد ازدادت استدارة، فقد بدأت أطرافك العليا والسفلى في الظهور وأخذت معالم وجهك تتضّح..
قال يزن متعجّبا:
- واو... رائع، هل كنت أشبه وجهي الحالي؟
- ليس تماما يا عزيزي، كان بالإمكان من خلال صور الأشعّة تمييز فتحات الأنف، والشكل الأولي لشبكية العين..
وواصل عادل:
- وفي الأسبوع السابع، قارب حجمك حبة الفول
صاح يزن ضاحكا:
- حبّة فول، إنه أمر مضحك
قلّب عادل صفحات الألبوم وقال:
- نعم، إنه لأمر رائع، وفي الشهر الرابع أخذت أعضاؤك مكانها، وبدأت تعمل، وأخذ قلبك يدقّ بسرعة كبيرة..
وأردفت درصاف مازحة وأشارت إلى صورة جديدة:
- وأصبحت بطني أكبر من ذي قبل، انظر، لقد كنت في بداية الشهر الخامس من الحمل وكنت أنت تسبح وتتحرّك في كلّ اتجاه
- الأب: وفي الشهر السادس، تنبّهت حواسك وأصبح بإمكانك أن تشعر بالأصوات في العالم الخارجي
- الأم: وفي تلك الفترة وعندما أصبح حجمك أكبر، كنت أقضي وقتا طويلا في سماع الموسيقى الهادئة
- الأب ممازحا: لكن يبدو أن ذلك لم ينفع، لأنك تحب قرع الطبل

يزن متعجّلا:
- أووه أبي، هيا أمي، واصلي، إنها حكاية مدهشة
- الأم: كنت كلّما ازداد حجمك، كان بطني يكبر، وكنت أشعر بسعادة لأن نموّك جيد، رغم أنه قد أصبح من الصعب عليّ التنقل والحركة برشاقة

يواصل الأب:
- وفي شهرك الثامن أصبحت معدتك وأمعاؤك وكلاك جاهزة للحياة الخارجية

الأم تنظر إليه بحنان:
- وفي الشهر التاسع سمعنا لأوّل مرّة صوتك بعد اكتمل نموّ كبدك ورئتيك

يزن متعجّبا:
- هل يعني ذلك أن عمري الآن هو خمس سنوات وتسعة أشهر

يجبه والده ضاحكا:
- لكن الأشهر التسعة التي نقضيها في رحم الأمّ لا يقع احتسابها

يغضب يزن، فسترضيه درصاف قائلة:
- سنفكّر في ذلك مستقبلا..

 أكتوبر 2011



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق