السبت، 14 يناير 2012

"الريح‏" قصة للأطفال بقلم: زكريا تامر

الريح‏
زكريا تامر
قال الغزال الصغير للريح: "احمليني إلى شاطئ البحر".‏
فضحكت الريح، وقالت بلهجة مؤنبة: "أنت كسول، فلماذا أحملك ما دمت سريع الركض؟.".‏
قال الغزال: "أنا متعب جداً فهيا ساعديني".‏
قالت الريح: لا أستطيع تلبية طلبك، فأنا لا أشتغل في الصيف".‏
قال الغزال بغيظ: "إذن متى تشتغلين؟".‏
قالت الريح: "اشتغل في الشتاء فقط".‏
قال الغزال متسائلاً بهزء: "وما هو عملك؟".‏
فأجابت الريح بصوت دهش مستنكر: "ألا تعلم؟ أنا أخلص الأشجار من أوراقها الصفراء اليابسة، وأنا أثقل الغيوم المحملة بالمطر إلى الحقول العطشى".‏
غضب الغزال، واتهم الريح بأنها لا تريد مساعدته، وأبلغها أنه لم يتحدث معها، غير أنه ابتسم حين أبصر أرنباً يتواثب مرحاً، فصاح به: "أنا أسرع منك في الركض".‏
قال الأرنب فوراً: "ماذا تنتظر؟ هيا نتسابق".‏
وانطلق الغزال والأرنب يركضان، وهمت الريح أن تتحداهما وتشترك في السباق، ولكنها ظلت صامتة هادئة إذ تذكرت أنها لا تشتغل في الصيف إنما تستسلم للراحة منتظرة الشتاء.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق