العــكـاز
جاسم محمد صالح
gassim2008_iraq@yahoo.com
لم يستمع احمد الى نصائح أمه حينما كانت تمنعه من الجري بسرعة في الطريق ,ولم يفهم وقتها أنها كانت تخاف عليه…
وذات يوم خرج احمد من البيت دون علم أمه وبدا يلعب الكرة في الشارع …وصادف أن تدحرجت الكرة الى وسط الشارع البعيد عنه … ولما كان احمد يملك ساقين قويتين فانه أسرع نحوها مثل الطير وإثناء ركضه داس على قشرة موز رميت خطئا في الشارع، بدلا من مكان جمع الأوساخ فسقط على الأرض بقوة وكسرت رجله.
اضطر احمد الى استعمال العكاز في ذهابه الى المدرسة ورجوعه منها …
لكنه كان لا يحب منظرها , فهو يكره العكازة الخشبية كثيرا , وكان يحاول أكثر من مرة أن يكسرها حتى يتخلص منها …
وفعلا جرب كسرها أكثر من مرة , لكن خشبها كان قويا وتحمل كل الضربات القوية…
وكانت العكازة تتألم كثيرا من عمل احمد , لكنها كانت تحب احمد وتريد أن تساعده حتى يشفى وبعدها تودعه وتذهب لتساعد طفلا آخر يحتاج الى مساعدتها , فهي تعرف أن احمد لا يستطيع السير بدونها لهذا فإنها تحملت كل نظرات الغضب والاحتقار التي كان يوجهها إليها وكانت تقول له بهدوء :
- إنني أساعدك يا احمد…
وسأبقى معك الى أن تشفى ساقك …
وحينها سأجلب لك هدية جميلة وارحل .
لم يفهم احمد شيئا مما قالته له العكازة… وقرر أن يرميها في ساقية قريبة من البيت إثناء عودته من المدرسة ويقول لامه انه فقدها من دون ان يعلم …
وبهذه الطريق يتخلص منه والى الأبد , لكنه وقبل ان يرميها في الساقية سمع صراخا عاليا وشاهد أطفالا يتراكضون نحو الساقية التي سقطت فيها طفل صغيرة .
وقف الجميع مذهولين أمام الساقية … لا يعرفون ماذا يفعلون ؟ فهم يريدون ان يساعدوا الطفلة لكنهم لا يقدرون .
اقترب احمد من الساقية بسرعة وبدلا من ان يرمي العكاز فيها فانه مدها الى يد الطفلة الصغيرة قائلا لها :
- تمسكي بها بقوة …
سأسحبك بهدوء …
تمسكي بها
تمكن احمد من سحب الطفلة وإنقاذها من الغرق في مياه الساقية, وخرجت الطفلة سالمة , ففرحت العكاز كثيرا حينما ساهمت في إنقاذ الطفلة , ومنذ ذلك اليوم لم يفكر احمد في التخلص من العكاز الى ان يشفى وأصبحت من اعز أصدقائه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق